تطورات اقليمية
ملف إيران..
احتجاجات شعبية في إيران: العمال والمتقاعدون يطالبون بحقوقهم وسط تدهور اقتصادي
شهدت إيران سلسلة من الاحتجاجات الواسعة التي انتشرت في مختلف المدن والمناطق الصناعية. نظم العمال والمتقاعدون تجمعات احتجاجية للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والتصدي لتدهور الأوضاع الاقتصادية. من بوشهر إلى تبريز، ومن خوزستان إلى كرمانشاه، تعالت الأصوات الشعبية مطالبةً بزيادة الأجور، دفع المستحقات المتأخرة، وتحسين ظروف العمل، وسط حالة من الغضب المتزايد تجاه السياسات الاقتصادية للحكومة، التي أدت إلى ارتفاع معدلات الفقر.
في بوشهر، نظمت المدينة تجمعات متتالية للعاملين في قطاع الغاز والنفط. ففي شركة مجمع الغاز بارس الجنوبي (SPGC)، خرج العمال في تظاهرات احتجاجًا على ظروف العمل القاسية وتأخير الرواتب. كما تجمع العاملون في مصفاة الغاز فجر جم مطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية. في مواقع أخرى ببوشهر، شهدت منصات النفط والغاز الـ 40 التابعة لشركة POGC احتجاجات مماثلة، حيث طالب العمال بزيادة الرواتب في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية.
أما في كنکان، فقد توسعت الاحتجاجات مع تجمع العاملين في شركة نفط وغاز بارس كنکان (الموقع 2)، الذين رفعوا مطالب مشابهة، مشددين على ضرورة الاستجابة لمطالبهم بتحسين الأجور والظروف المعيشية. في عسلویه، نظم العاملون في شركة نفط وغاز بارس (الموقع 1) تجمعًا احتجاجيًا، مطالبين بزيادة الرواتب وتحسين ظروف العمل، مما يعكس امتداد موجة الاحتجاجات في قطاع النفط في المنطقة.
في الأهواز، نظم المتقاعدون في قطاع الاتصالات تجمعًا واحتجاجًا حاشدًا، رافعين شعارات تندد بالفساد في مؤسسات الدولة، خاصةً تلك المرتبطة بالنظام، مثل مؤسسة تعاون الحرس وهيئة تنفيذ أمر خميني. هتف المتظاهرون بأن هذه المؤسسات سرقت حقوقهم وطالبوا بالعدالة.
كما شهدت مناطق أخرى من إيران احتجاجات مشابهة. في إيلام وأردبيل، تجمع المتقاعدون في قطاع الاتصالات مطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية، بينما شهدت طهران تجمعًا احتجاجيًا كبيرًا للمتقاعدين في شارع سردار جنگل، حتى تحت الأمطار، مما يعكس إصرار الشعب الإيراني على المطالبة بحقوقهم رغم الظروف الصعبة. في بندر عباس، أضرب عمال مصنع فولاد مادكوش، حيث أغلقوا الطرق المؤدية إلى المصنع احتجاجًا على تدني الأجور وتأخير دفع المستحقات.
وفي تبريز، نظم المتقاعدون والعاملون في قطاع الاتصالات تجمعًا احتجاجيًا، مطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية. وكذلك في كرمانشاه، حيث تظاهر المتقاعدون في قطاع الاتصالات للمطالبة باستعادة حقوقهم المهدورة وتحسين أوضاعهم.
تأتي هذه الاحتجاجات الواسعة في ظل تدهور اقتصادي غير مسبوق في إيران، حيث يعيش معظم الشعب تحت خط الفقر. تعود الأسباب الرئيسية لهذا التدهور إلى سياسات النظام الإيراني في الإنفاق على الحروب الإقليمية ودعمه المستمر للجماعات الإرهابية في المنطقة، بالإضافة إلى الفساد المتفشي في المؤسسات الحكومية، وخاصةً تلك المرتبطة بالولي الفقيه علي خامنئي.
تعتبر مؤسسات مثل الحرس من أبرز اللاعبين الاقتصاديين في البلاد، حيث استحوذت على أجزاء كبيرة من الاقتصاد، مما أدى إلى تدهور مستوى المعيشة وزيادة معدلات الفقر. ساهم الفساد المستشري في هذه المؤسسات وحجم الإنفاق العسكري الخارجي بشكل كبير في إفقار الشعب الإيراني وإثقال كاهله بمزيد من الأعباء الاقتصادية.