الاقتصاد

عقب تحذيرات من تصعيد عسكري..

تهديدات جديدة من إيران: حرب موانئ محتملة وقلق من تأثيرها على إنتاج النفط الخليجي

إيران تعزز أمن منشآت النفط في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل

الرياض

تسعى دول الخليج إلى الابتعاد عن مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، حيث تزداد التوقعات حول رد الفعل الإسرائيلي على الهجوم الأخير من طهران، والذي قد يستهدف جزيرة خرج، موطن أكبر مرفأ لتصدير النفط الإيراني.

على الرغم من التزام دول الخليج بالحياد تجاه التوترات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط منذ عام، إلا أن علاقاتها مع إيران شهدت تحسنًا ملحوظًا، خصوصًا مع السعودية التي وقعت اتفاق مصالحة برعاية صينية. لكن هناك مخاوف من أن تخطط طهران لجر هذه الدول إلى صراع أكبر.

تدرك دول الخليج أن تهديدات الميليشيات قد تتجاوز مجرد الضغط والتلويح إلى التنفيذ، خاصةً إذا شنت إسرائيل ضربات قوية على المنشآت النفطية الإيرانية وأخرجتها عن الخدمة، في ظل صعوبة إلحاق الضرر بإسرائيل بفضل أنظمتها الدفاعية المتطورة.

وفي هذا السياق، عُقد اجتماع يوم الخميس الماضي مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في الدوحة، حيث سعت دول الخليج إلى طمأنة إيران بشأن حيادها في النزاع، وسط مخاوف من أن التصعيد قد يهدد منشآت النفط الخليجية.

كما جدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البديوي، دعوته للمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته والتحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. تسعى دول المجلس لتفادي أي هجمات قد تؤثر على إنتاجها النفطي وصادراتها، على غرار الهجمات التي استهدفت منشآت أرامكو في 2019.

تشير الأنباء إلى احتمالية "حرب موانئ" قادمة، مع توقعات باستهداف عدة موانئ بحرية في المنطقة لتعطيل تصدير النفط من الدول العربية التي تساهم بنحو نصف كميات النفط المصدرة عالميًا، في ظل التصعيد بين إيران وأذرعها من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى.

وفي هذا السياق، هدد أبوعلي العسكري، المسؤول الأمني في كتائب حزب الله العراقي، بإحراق المنشآت النفطية في المنطقة، مشيرًا إلى أن أي حرب طاقة ستؤدي لخسارة العالم 12 مليون برميل نفط يوميًا.

كما شدد كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم كتائب "سيد الشهداء"، على أن الفصائل المسلحة لديها القدرة على التهديد بملف الطاقة، مشيرًا إلى إمكانية استهداف القواعد العسكرية في الخليج العربي إذا استمرت الاعتداءات.

في المقابل، أعرب الرئيس الإيراني لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عن اعتقاده بأن الدول الإسلامية، بما في ذلك السعودية، يجب أن تتعاون وتعمل على نبذ الخلافات.

تثير تهديدات الفصائل المسلحة بشأن "حرب الطاقة" القلق بين النواب العراقيين حول عائدات النفط وتأمين الموازنة. وفي هذا السياق، تساءل النائب المستقل سجاد سالم عما إذا كانت الفصائل المسلحة قادرة على تأمين رواتب شهرين فقط إذا توقف تصدير النفط العراقي.

وأفاد الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية، "شانا"، بأن الوزير محسن باك نجاد قد زار جزيرة خرج، التي تحتضن أكبر مرفأ لتصدير النفط في إيران، في ظل مخاوف من استهداف إسرائيل لمنشآت الطاقة الإيرانية.

ووفقًا لمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن تل أبيب سترد على الهجوم الصاروخي الإيراني عندما يكون الوقت مناسبًا. وقد استهدفت الضربة الإيرانية قاعدتين جويتين، لكنهما ما زالتا تعملان بكامل طاقتهما.

وأفادت مصادر إسرائيلية أن المنشآت النفطية الإيرانية قد تتعرض للقصف، بينما ذكر الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه لا يعتقد أن إسرائيل قررت كيفية الرد حتى الآن.

تنتج إيران نحو 3.2 مليون برميل يوميًا من النفط، أي حوالي ثلاثة في المئة من الإنتاج العالمي. ورغم العقوبات الأمريكية، فإن صادرات النفط الإيرانية ارتفعت هذا العام لتصل إلى 1.7 مليون برميل يوميًا، وهي من أعلى مستوياتها في عدة سنوات.

يجري معظم إنتاج إيران من النفط والغاز من مناطقها الجنوبية، حيث يقع مرفأ التصدير الرئيسي في جزيرة خرج، الذي يمثل 90 في المئة تقريبًا من صادرات النفط. ووفقًا لموقع شانا، فإن باك نجاد زار جزيرة خرج للاطلاع على المنشآت النفطية ولقاء الموظفين هناك، مشيرًا إلى أن المرفأ يمتلك سعة تخزينية تصل إلى 23 مليون برميل.

وفي زيارته، التقى باك نجاد أيضًا قائدًا في القوات البحرية بالحرس الثوري الإيراني لمتابعة الأوضاع الأمنية في منصات الغاز بحقل بارس الجنوبي. وأكد على أهمية دور القوات البحرية في تأمين المنشآت النفطية.

وفقًا لتحليلات، فإن الصين، التي تعتبر المستورد الرئيسي للنفط الإيراني، قد استوردت بين 1.2 إلى 1.4 مليون برميل يوميًا من إيران خلال النصف الأول من عام 2024، دون الالتزام بالعقوبات الأمريكية.

أحكام قاسية بحق سجناء سجن إيفين بتهم مختلقة: جلد وسجن إضافي


البرلمان الأوروبي يستضيف مؤتمرًا حول إيران: من القنبلة النووية إلى انتفاضات الشعب


جلسات حوارية وإصدارات جديدة: ماذا يقدم معرض «نقطة لقاء» 2024؟


الصحافيون اليمنيون في مواجهة الانتهاكات المستمرة: أزمة حقوقية وإعلامية