تطورات اقليمية

دبلوماسية المصالحة والتهديدات العسكرية..

جولة عباس عراقجي الخليجية: رسائل متناقضة بين المصالحة والتهديد

فيما تلوّح إيران للخليجيين بالحوار والتقارب، أبدت بعض أذرعها تهديدا مبطنا باستهداف دول الخليج ردا على التصعيد الإسرائيلي

بغداد

بدأ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي جولة خليجية يوم الثلاثاء، تحمل رسائل متناقضة إلى دول الخليج. ففي الوقت الذي يوجه فيه انتقادات ضمنية لهذه الدول لعدم تقديمها دعماً واضحاً لإيران، يسعى أيضاً إلى تحييدها عن التصعيد الإقليمي. أحد أهداف الزيارة هو الحصول على موقف خليجي يدين إسرائيل، خصوصاً فيما يتعلق بعملياتها العسكرية في لبنان ضد حزب الله، مقابل وعود إيرانية بمواصلة مبادرات المصالحة مع دول الخليج، وخاصة مع السعودية.

تأمل القيادة الإيرانية أن يعود عراقجي بموقف يُظهر رفض دول الخليج للتصعيد الإسرائيلي، وتحديداً ضد حلفاء إيران مثل حزب الله. تسعى طهران لتقديم هذا الموقف إلى الداخل الإيراني كدليل على أن الخليج لا يساند إسرائيل، وبالتالي لا يتخذ موقفاً عدائياً تجاه إيران.

في المقابل، يعِد عراقجي الخليجيين بأن تستكمل بلاده مساعي المصالحة التي بدأت مع السعودية خلال السنوات الأخيرة، والتي لم تؤتِ ثمارها حتى الآن، خاصة في ظل استمرار دعم طهران للميليشيات المسلحة في اليمن.

وفي ظل دعوات إيران للتقارب، أرسلت بعض أذرعها المسلحة تهديدات مبطنة ضد دول الخليج، محذرة من استهداف منشآتها النفطية في حال استمرار التصعيد الإسرائيلي.

ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام الإيرانية، فإن جولة عراقجي تشمل السعودية ودولاً خليجية أخرى لبحث القضايا الإقليمية والعمل على وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان وغزة. ولكن تصريحات عراقجي حول تشكيل "حركة جماعية" ضد إسرائيل وضعت دول الخليج في موقف محرج، إذ تسعى هذه الدول إلى البقاء على الحياد للحفاظ على علاقاتها مع واشنطن، التي تدعم إسرائيل بشكل علني.

وأشارت دول الخليج مؤخراً إلى موقفها الحيادي بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى. فيما تهدف هذه الدول إلى تجنب التصعيد العسكري الذي قد يؤثر على إنتاجها النفطي وصادراتها، كما حدث في هجمات 2019 التي استهدفت منشآت أرامكو في السعودية.

ويعتقد مراقبون أن لجوء إيران إلى دول الخليج في هذه المرحلة يعود إلى تراجع نفوذها في غزة ولبنان بعد سلسلة من الخسائر، بما في ذلك مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله. هذه الخسائر دفعت طهران إلى محاولة تحييد الخليج عن أي تحالفات جديدة مع إسرائيل، مع التلميح إلى إمكانية التصعيد في ملف الطاقة إذا استمرت التوترات.

الخليج يترقب: هل يعود ترامب كحليف قوي في مواجهة أزمات المنطقة؟


احتجاجات غاضبة في قزوين: ضحايا "طراوت نوین" يطالبون بالعدالة


فعالية ترفيهية تعليمية تجمع الإبداع والمرح في يوم حقوق الطفل بعدن


الصومال: موقع استراتيجي وثروات طبيعية في قلب الصراعات الدولية