تطورات اقليمية

بعد انهيار الردع التقليدي..

صعود الأصوات المتشددة في طهران: هل تقترب إيران من امتلاك القنبلة النووية؟

سباق على الردع النووي في ظل التهديدات المتبادلة

بغداد

رفعت الأصوات المتشددة في طهران مطالبها بحيازة قنبلة نووية للتصدي للتهديدات الإسرائيلية، مما يعكس شعوراً بفشل إستراتيجية الردع التي تعتمد على الصواريخ والميليشيات والتي تبنتها إيران على مدى عقود. هذا التحول يعبر عن شعور رسمي بأن الرهان على التصنيع الصاروخي والطائرات المسيرة محدود الفعالية أمام الترسانة المتقدمة لإسرائيل والدعم العسكري والاستخباراتي النوعي الذي تتلقاه من الولايات المتحدة.

وفي رسالة موجهة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، دعا أكثر من ثلاثين نائباً في البرلمان الإيراني إلى إعادة النظر في العقيدة النووية، مطالبين المرشد الأعلى علي خامنئي بتعديل فتواه التي تحظر استخدام الأسلحة النووية. هذا يعكس قناعة التيار المتشدد الذي يسيطر على المشهد السياسي في إيران بأن الصواريخ والمسيرات لم تعد كافية لتحقيق توازن الردع مع إسرائيل.

وقد تجلى ضعف هذه الأسلحة بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل في أبريل الماضي رداً على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، حيث لم تحقق الصواريخ والمسيرات الإيرانية أهدافها وسقط معظمها دون إلحاق أضرار كبيرة. وفي أكتوبر 2024، كررت إيران هجومها بإطلاق نحو 200 صاروخ بالستي على إسرائيل للثأر لمقتل إسماعيل هنية وحسن نصرالله، لكن الهجوم فشل مرة أخرى في تجاوز الدفاعات الإسرائيلية.

هذا الفشل المتكرر في تحقيق الردع العسكري أعاد التفكير في فعالية الاعتماد على الصواريخ والميليشيات. وبالتوازي، يعترف العديد من المراقبين بأن إيران لم يعد أمامها سوى تسريع وتيرة تصنيع سلاح نووي لضمان عدم تعرضها لهجوم واسع من إسرائيل أو الغرب.

النائب الإيراني محمد رضا صباغيان شدد على أن "امتلاك إيران السلاح النووي هو السبيل الوحيد لتحقيق ردع فعلي". وقد تم بالفعل تقديم مشروع قانون يهدف إلى "توسيع الصناعة النووية" إلى البرلمان دون الكشف عن تفاصيله.

هذه الدعوات تأتي في وقت تتزايد فيه التوترات، حيث يحذر المسؤولون الأميركيون، بمن فيهم الرئيس جو بايدن، من أي محاولة إسرائيلية لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية. وتؤكد إيران أنها سترد بقوة على أي هجوم يستهدف بنيتها التحتية، مما يشير إلى أن التصعيد قد يتحول إلى صراع أوسع في المنطقة.

في الوقت الذي تسعى فيه إيران للتفاوض مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي، يعتقد المحللون أن هدفها الرئيسي هو كسب الوقت حتى تتمكن من امتلاك السلاح النووي الذي يمنحها الردع الذي لم تنجح في تحقيقه بالصواريخ والميليشيات.

الحروب الباردة الجديدة: التكنولوجيا والاقتصاد في صراع خفي على قيادة العالم


اتفاق كوب 29: تمويل دولي لـ "مكافحة تغير المناخ" وسط إشادات وانتقادات


الخليج يترقب: هل يعود ترامب كحليف قوي في مواجهة أزمات المنطقة؟


احتجاجات غاضبة في قزوين: ضحايا "طراوت نوین" يطالبون بالعدالة