تطورات اقليمية

الحرب اللبنانية – الإسرائيلية..

إسرائيل تستهدف حزب الله بغارات جوية مع تصاعد الأزمات الإقليمية

غارات إسرائيلية بعد دقائق من إنذار بالإخلاء

بيروت

شن الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، ثلاث غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة معارضتها لنطاق الهجمات الإسرائيلية في المدينة، وسط ارتفاع عدد القتلى ومخاوف من تصاعد أوسع للصراع ليشمل إيران.

وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن "الطيران الحربي المعادي" نفذ ثلاث غارات متتالية، استهدفت إحداها منطقة حارة حريك. كما أوضحت الوكالة أن إحدى الغارات استهدفت مبنى بالقرب من مدرسة "قعيق"، دون ذكر تفاصيل إضافية، وذلك "بعد هدوء حذر دام عدة أيام".

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن سلاح الجو قام بمهاجمة وسائل قتالية إستراتيجية لحزب الله في الضاحية الجنوبية. وقد قصف الطيران الإسرائيلي مستودعًا تحت الأرض مخصصًا لتخزين الأسلحة تابعًا لحزب الله.

ولفت شهود عيان من رويترز إلى أنهم سمعوا انفجارًا ورأوا عمودًا من الدخان، وذلك بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أمرًا بإخلاء مبنى في المنطقة.

ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أوامر الإخلاء العسكرية الإسرائيلية أثرت على أكثر من ربع لبنان، بعد أسبوعين من بدء توغلات إسرائيل في جنوب البلاد، والتي تقول إنها تهدف إلى إبعاد مسلحي حزب الله.

في سياق متصل، قال نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، يوم الثلاثاء، إن مسؤولين أميركيين أكدوا لبلاده أن إسرائيل ستخفف من حدة ضرباتها على بيروت وضاحيتها الجنوبية.

ولم تشن إسرائيل غارات على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية منذ العاشر من أكتوبر، حيث أسفرت ضربتان بالقرب من وسط المدينة آنذاك عن مقتل 22 شخصًا وهدم مبانٍ بالكامل في حي مكتظ بالسكان. وأفادت مصادر أمنية لبنانية بأن المسؤول في حزب الله، وفيق صفا، كان الهدف لكنه نجا. ولم يصدر أي تعليق من الجانب الإسرائيلي.

في المقابل، تسعى بعض الدول الغربية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الجانبين، بما في ذلك غزة، إلا أن الولايات المتحدة أكدت دعمها المستمر لإسرائيل، وقررت إرسال نظام مضاد للصواريخ وقوات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة عبرت عن مخاوفها للحكومة الإسرائيلية بشأن الضربات التي وقعت مؤخرًا. وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بنطاق وطبيعة الحملة القصف التي شهدناها في بيروت، أوضحنا لحكومة إسرائيل أننا نشعر بالقلق إزاء ذلك ونعارضه"، مستخدمًا لهجة أكثر صرامة من المعتاد.

وفي تصعيد إضافي، تكثف إسرائيل ضغوطها على حزب الله منذ بدء توغلاتها في لبنان، بعد قتل قادة وزعماء من الجماعة، بما في ذلك الأمين العام حسن نصرالله، في أكبر ضربة للجماعة منذ عقود.

وأوضح بيان إسرائيلي أن نتنياهو قال للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال محادثة هاتفية يوم الاثنين إنه يعارض وقف إطلاق النار من جانب واحد لا يؤدي إلى تغيير الوضع الأمني في لبنان. وأعرب عن "دهشته" من نية ماكرون عقد مؤتمر حول لبنان.

وأفاد بيان مكتب نتنياهو بأن الأخير "أوضح (لماكرون) أن إسرائيل لن توافق على أي ترتيبات لا تؤدي إلى ذلك ولا تمنع حزب الله من إعادة التسلح".

تأتي هذه التصريحات في وقت يضغط فيه ماكرون على إسرائيل للالتزام بقرارات الأمم المتحدة، حيث أشار الرئيس الفرنسي خلال اجتماع لمجلس الوزراء إلى أن "نتنياهو يجب ألا ينسى أن بلاده أنشئت بقرار من الأمم المتحدة"، في إشارة إلى تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 1947 على خطة تقسيم فلسطين.

ردًا على تصريحات ماكرون، قال نتنياهو إن "الانتصار" في حرب 1948 هو الذي أدى إلى إنشاء دولة إسرائيل، وليس قرار الأمم المتحدة. وأشار في بيان صادر عن مكتبه إلى أن "دولة إسرائيل لم تنشأ بقرار من الأمم المتحدة، بل بموجب الانتصار في حرب الاستقلال".

وأثارت التصريحات المنسوبة لماكرون غضبًا واسعًا بين يهود فرنسا. وعبّر يوناتان أرفي، رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف)، عن استنكاره لتلك التصريحات، إذا تأكدت صحتها، معتبرًا أنها تمثل "خطأ تاريخيًا وسياسيًا".

وفي الصباح الباكر من يوم الأربعاء، أصدر الإليزيه بيانًا حول المحادثة الهاتفية بين ماكرون ونتنياهو، لم يتطرق فيه إلى التصريحات التي انتقدها رئيس الوزراء الإسرائيلي. وأكدت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون أدان "الضربات الإسرائيلية العشوائية التي لا تؤدي إلا إلى زيادة الخسائر البشرية، سواء في غزة أو في لبنان".

تتزايد التوترات بين نتنياهو وماكرون، الذي اعتبر في الأسبوع الماضي أن "وقف تصدير الأسلحة" المستخدمة في غزة ولبنان هو "الرافعة الوحيدة" لوضع حد للنزاعات.

في الأسبوع الماضي، استدعت الخارجية الفرنسية السفير الإسرائيلي في باريس بعد ما قالت إنه استهداف "متعمد" من الجيش الإسرائيلي لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، بينما أكدت إسرائيل أنها لم "تتعمد" استهداف القوة.

في الأيام الأخيرة، أصيب خمسة من عناصر اليونيفيل على الأقل في ظل المعارك الدائرة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في جنوب لبنان.

يوم الثلاثاء، أعلن ماكرون أن "هذا ليس الوقت المناسب للتنصل من قرارات الأمم المتحدة"، في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل في هجومها على جنوب لبنان مستهدفة بقصف جوي مناطق يُعتقد أنها تابعة لحزب الله.

وفي إعلان آخر، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه أسر ثلاثة أعضاء من قوة الرضوان، وهي وحدة النخبة التابعة لحزب الله، ونقلهم إلى إسرائيل للتحقيق معهم. ولم يصدر أي تعليق من الجماعة اللبنانية حتى الآن.

فجر الأربعاء، أعلن "حزب الله" أنه قصف بدفعات صاروخية مدينة صفد ومستوطنة يفتاح ومربضي مدفعية في منطقتي دلتون وديشون شمال إسرائيل.

وذكر الحزب في سلسلة بيانات أن مقاتليه استهدفوا مدينة صفد "بدفعة صاروخية كبيرة"، كما قصفوا مستوطنة يفتاح بدفعة صاروخية أخرى. وأضافوا أنهم استهدفوا أيضًا مربضي مدفعية "للعدو الإسرائيلي" في منطقتي ديشون ودلتون بدفعتين من الصواريخ.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد طائرتين مسيرتين تعبران من لبنان إلى إسرائيل بعد انطلاق صفارات الإنذار التي دوت في الجليل الأعلى، ولكن لم ترد تقارير عن وقوع إصابات.

ووفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، فإن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 2350 شخصًا على الأقل خلال العام الماضي وإصابة ما يقرب من 11 ألف شخص، إضافة إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص. وتشير هذه الأرقام إلى الأثر البالغ الذي يعانيه اللبنانيون في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لتدمير البنية التحتية لحزب الله في صراعها المستمر، والذي تجدد قبل عام عندما بدأت الجماعة اللبنانية إطلاق الصواريخ على إسرائيل دعماً لحماس مع اندلاع الحرب في غزة.

ويبقى التركيز الرئيسي للعمليات العسكرية الإسرائيلية في سهل البقاع شرقي البلاد والضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان، حيث تشير قوات الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) إلى أن النيران الإسرائيلية قد أصابت قواعدها في عدة وقائع وأصابت بعض أفرادها.

الحروب الباردة الجديدة: التكنولوجيا والاقتصاد في صراع خفي على قيادة العالم


اتفاق كوب 29: تمويل دولي لـ "مكافحة تغير المناخ" وسط إشادات وانتقادات


الخليج يترقب: هل يعود ترامب كحليف قوي في مواجهة أزمات المنطقة؟


احتجاجات غاضبة في قزوين: ضحايا "طراوت نوین" يطالبون بالعدالة