تطورات اقليمية
الملالي يهاجمون الدعوات لقبول حل الدولتين في ظل تزايد الضغوط..
النظام الإيراني في مواجهة أزمات داخلية بعد غارة إسرائيلية: تصعيد وتهديدات
في صباح السبت، 26 أكتوبر، وخلال غارة جوية إسرائيلية استهدفت أهدافًا عسكرية داخل إيران، نشرت منصة "تليغرام خبر فوري"، التابعة للنظام الإيراني، بيانًا وصفت فيه إرسال الصور والأخبار إلى وسائل الإعلام المعادية بأنه "جريمة". وأضاف البيان: "أي فرد أو مجموعة تتعاون مع دول أجنبية معادية بأي شكل ضد جمهورية إيران الإسلامية، في حال لم يُعتبر محاربًا، سيواجه حكمًا بالسجن يتراوح بين سنة و10 سنوات."
في وقت سابق، تحدث أحد وكلاء خامنئي في خطاب عام، مشيرًا إلى الصراعات الداخلية بين عناصر النظام نتيجة استمرار الحرب، وهدد بمحاسبة من يدعي الحياد في هذه الفترة الحرجة. وقال: "نحن الآن في حالة حرب، ويجب أن يتم التعامل مع هؤلاء وفقًا لذلك". كما وجه انتقادات حادة إلى بعض الشخصيات التي تحدثت باسم جمعية المدرسين والباحثين في قم، معتبرًا أن مواقفهم التي تدعو إلى قبول حل الدولتين بمثابة خيانة أو جهل.
وفي تصعيد آخر للصراع الداخلي، انتقد الملا علي التقاعس في الرد العسكري، مشيرًا إلى اتهامات وجهت إلى قادة الحرس الثوري بالضعف والتردد في الرد على استشهاد إسماعيل هنية. وقال: "وسائل الإعلام والفضاء الإلكتروني امتلأت باتهامات لقادة الحرس، ووصفتهم بالغموض السياسي"، ما يعكس حالة من انعدام الثقة والانقسامات داخل النظام.
وفي سياق متصل، هاجم الملا أعرافي، رئيس الحوزات العلمية، موقف مجلس أساتذة وباحثي الحوزة حول تكاليف الحرب وأهمية قبول حل الدولتين، معتبرًا أن هذا الرأي يشكل "خطأ استراتيجيًا كبيرًا" و"غير مقبول في أرض مغتصبة".
وأكد أعرافي على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة في هذا "المنعطف التاريخي" الذي تمر به إيران، مشددًا على أن "أول شرط للنجاح في هذه المعركة هو تبني مواقف صحيحة وثابتة."
تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه النظام الإيراني انقسامًا داخليًا متزايدًا، نتيجة الحرب التي حاول خامنئي استخدامها كأداة لقمع الانتفاضات الداخلية، لكن الصراعات والنزاعات الإقليمية بدأت ترتد عليه وتزيد من حالة الذعر والانقسام داخل النظام.