تطورات اقليمية
تحليل ردود الفعل عقب الضربة الإسرائيلية..
الدبلوماسية والتسريبات: كيف تجنبت إيران ردًا عسكريًا واسع النطاق على الهجوم الإسرائيلي؟
اتبعت إسرائيل سياسة ضبط النفس تجاه التسريبات الأميركية التي كشفت معلومات حول الأسلحة التي ستستخدمها في الرد على الهجوم الإيراني والمواقع المستهدفة، وهو ما أتاح لطهران على الأرجح فرصة لترتيب أوضاعها وتقليل الخسائر. فقد أرسل المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، إشارات تفيد بأن إيران لا تعتزم الرد على الهجوم.
رغم التسريبات التي أثارت جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة قبل يومين من الضربة التي نفذتها إسرائيل فجر السبت ضد منشآت عسكرية إيرانية، لم تغير إسرائيل خطتها. وأكد المسؤولون الإسرائيليون، بما فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن الهجوم ألحق أضراراً بإيران، إلا أن المحللين يشيرون إلى أن الضربات استهدفت قواعد خالية من العتاد الهام، حيث لم يكن عدد القتلى كبيراً، ما يرجح أن إيران قد أخلت تلك القواعد قبل الهجوم.
وأفادت إيران بأن الضربات التي طالت مناطق قرب طهران وفي إقليمي خوزستان وإيلام أدت إلى مقتل أربعة جنود وتسببت في أضرار محدودة لأنظمة الرادار. وعلق خامنئي على الهجوم قائلاً: "لا ينبغي المبالغة فيه ولا التقليل من شأنه"، دون أن يدعو إلى رد انتقامي واضح، مما يشير إلى أن إيران لا تخطط لتصعيد فوري.
وبالفعل، أعلن الجيش الإيراني أن وقف إطلاق النار في غزة أو لبنان له الأولوية على أي هجوم انتقامي ضد إسرائيل، رغم أن إيران احتفظت بحق الرد. تأتي هذه التصريحات في ظل استفادة إيران من التسريبات الأميركية التي ساعدتها على تجنب خسائر أكبر كانت متوقعة من هجوم مباغت.
وتضمنت التسريبات معلومات حول استعداد إسرائيل لاستخدام 40 صاروخًا باليستيًا من طراز "روكس" و16 صاروخًا من طراز "غولدن هورايزون" في الضربة المحتملة ضد إيران. وأكد خامنئي على ضرورة مواجهة الحسابات الخاطئة للنظام الإسرائيلي وجعلهم يدركون قوة وإرادة الشعب الإيراني.
من جانبه، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن إيران لا تسعى للحرب، لكنها سترد على العدوان الإسرائيلي. وفي الوقت ذاته، دعا المحللون إلى ضبط النفس وتجنب تصعيد التوترات، حيث أشار المحلل السياسي حميد رضا عزيزي إلى أن إيران قد تكون مترددة في الرد المباشر في الوقت الراهن.
وفي ظل هذه التطورات، دعت وسائل الإعلام الإصلاحية الداعمة لحكومة بزشكيان إلى اعتماد الدبلوماسية لتخفيف حدة التوترات الإقليمية، فيما شدد التحالف الإصلاحي على ضرورة تقليل التوترات ومنع نشوب حرب إقليمية شاملة.