تطورات اقليمية
طهران تتوعد برد «حاسم ومؤلم»..
هجوم إسرائيلي مدمر على مركز شاهرود الفضائي: ضربة موجعة للبرنامج الصاروخي الإيراني
كشفت صور الأقمار الاصطناعية الأخيرة عن تفاصيل جديدة حول الهجوم الذي شنّه الجيش الإسرائيلي على إيران يوم السبت الماضي، حيث استهدفت الضربات عدة مواقع عسكرية حساسة، منها منشأة رئيسية لإنتاج الصواريخ. وأسفر الهجوم عن تدمير أنظمة الدفاع الجوي التي كانت تحمي منشآت حيوية، منها مصافي النفط ومرافق بتروكيماوية، إضافة إلى أنظمة الدفاع لحقل غاز وميناء رئيسي في جنوب إيران. كما ضربت الغارات الإسرائيلية قواعد عسكرية في محافظات طهران، وفقاً لما أكده الدفاع الجوي الإيراني.
وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية، التي التُقطت في مارس ويوم الثلاثاء، استهداف مركز شاهرود الفضائي في محافظة سمنان، الذي يُشرف عليه الحرس الثوري الإيراني، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز». وصرح فابيان هينز، الخبير في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، بأن هذا الموقع يُستخدم لإنتاج محركات صواريخ تعمل بالوقود الصلب، وهي تكنولوجيا تُستخدم في الصواريخ الباليستية. ووفقاً لهينز، فإن هذا الهجوم جاء لتعطيل قدرة إيران على إنتاج الوقود الصلب لصواريخها.
وأكد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أن الهجوم الإسرائيلي استهدف بشكل خاص منشآت إيران لإنتاج الوقود الصلب، وهو ما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطاب له يوم الأحد، بأنه "ضربة قوية" لقدرة إيران على إنتاج الصواريخ. وقال هينز إنه يعتقد أن مركز شاهرود هو منشأة تُستخدم لإنتاج الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، مضيفاً أن الضربة استهدفت البنية الأساسية الرئيسية لهذه القدرة.
وذكر الخبير الأميركي جوزيف بيرموديز، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن تصميم المنشأة يوحي باستخدامها لإنتاج صواريخ تعمل بالوقود الصلب، مع وجود ستائر ترابية حول المباني بهدف احتواء أي انفجارات محتملة.
وأشار هينز إلى أن الهجمات، رغم كونها محدودة النطاق، إلا أنها كانت "فعّالة للغاية" في ضرب نقاط رئيسية في عملية الإنتاج الإيراني، مما أدى إلى إيقاف البنية التحتية لصواريخ الوقود الصلب.
ورجحت التقارير الأولية أن ثلاثة من بين أربعة مصانع لإنتاج الصواريخ في إيران تعرضت للقصف يوم السبت، ما دفع إلى الاعتقاد بأن الهجوم كان "كبيراً" وفقاً لهينز. وردت إيران بضربة على إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر، واصفةً ذلك بردٍّ على اغتيال قائد "حماس" إسماعيل هنية وقائد "حزب الله" حسن نصر الله، في عمليات نُسبت إلى إسرائيل.
وفي أول تعليق رسمي، دعا المرشد الإيراني علي خامنئي إلى عدم المبالغة في تأثير هذه الضربات. من جانبه، حذر رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي من أن إسرائيل ستعرف "كيفية الوصول إلى إيران وضرب قدراتها بقوة" إذا استهدفت إيران إسرائيل مرة أخرى.
وفي هذا السياق، صرح مصدر إيراني رفيع المستوى لشبكة «سي إن إن» أن الرد الإيراني على هذه الضربات سيكون "حاسماً ومؤلماً" قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، مما يعكس تحولاً في الموقف الإيراني الذي كان يتجه نحو التقليل من حجم الهجوم في بداية الأمر.