تطورات اقليمية
رؤية طموحة..
الانتقال إلى عصر جديد: الإمارات تستثمر في التقنيات الإعلامية الحديثة
تسعى الإمارات بخطى حثيثة نحو تطوير قطاع الإعلام، مستثمرة في الكوادر الإعلامية الشبابية لدفع عجلة النمو وتعزيز تنافسية القطاع على المستوى العالمي. وفي هذا الإطار، وقّع مجلس الإمارات للإعلام اتفاقية تعاون مع شركة "آي.أم.آي"، المجموعة الإعلامية الرائدة عالميًا، بهدف الارتقاء بالكفاءات الوطنية في المجال الإعلامي وتعزيز قدراتها لمواكبة التطورات المتسارعة في القطاع.
ويعتبر الشباب من بين أبرز المرتكزات التي حددها القائمون على الإعلام الإماراتي لتطوير القطاع ومواكبته للمتغيرات، التي تشهدها الساحة الإعلامية المحلية والعربية والعالمية، إضافة إلى المحتوى وأدوات ووسائل توصيل الرسالة الإعلامية، وذلك ضمن مساعي البلاد لتقوية الرسالة الإعلامية الوطنية.
ويأتي هذا التعاون في إطار برنامج “إعلاميين”، الذي أطلقه المجلس في شهر مايو الماضي، بالتعاون مع مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية “نافس”، واستكمالا للعديد من المبادرات والورشات التدريبية التي تم تنظيمها في البلاد بالتعاون مع كبريات الشركات الإعلامية العالمية.
وأكّد محمد الشحي الأمين العام لمجلس الإمارات للإعلام، أهمية تنسيق الجهود الوطنية وتعزيز سبل التعاون مع مختلف الجهات الإعلامية من القطاع الخاص لما توفره من فرص استثنائية، تسهم في رفع مستوى الكفاءات الوطنية وتمكينها من اكتساب خبرات إعلامية مرموقة، مشيدا بدور شركة “آي.أم.آي” في دعم أهداف وتطلعات الإمارات لتعزيز بيئة إعلامية رائدة وعالمية المستوى.
وقال إن “هذه الشراكة تعكس التزام المجلس بتمكين قطاع الإعلام من الوصول إلى الريادة العالمية، وذلك من خلال الاستثمار في تطوير المهارات والمواهب الوطنية، وتزويدها بأحدث الأدوات والتقنيات الإعلامية،” موضحاً أن “هذا التوجه يتماشى مع رؤية قيادتنا الرشيدة لإعداد جيل جديد من الكفاءات القادرة على قيادة القطاع وتحقيق إنجازات نوعية في المستقبل.”
وتتمتع “آي.أم.آي” بخبرة عالمية مدعومة بإمكانيات رائدة، ما يجعلها خياراً مثالياً لتدريب وتوظيف الكوادر الوطنية، وتزويدها بالأدوات والمعرفة والإمكانيات التي تؤهّلها للالتحاق بسوق العمل متسلّحة بقدرات مهنية واحترافية عالية، بحسب الشحي الذي أعرب عن تطلّعه إلى ما سيتم إنجازه من نجاح في تحقيق أهداف الدولة وطموحاتها، وتمكين الكوادر الوطنية لقيادة القطاع الإعلامي نحو المزيد من النموّ والازدهار.
وأكد الشحي الالتزام بتطوير المواهب الإعلامية الوطنية ودعمها، وتعزيز الشراكات الإستراتيجية لتزويد هذه الكفاءات بفرص تكنولوجية متقدمة، ما يسهم في خلق إعلام مبتكر ومستدام، يسهم في تحقيق أهداف الدولة، ويعزز قدرتها التنافسية على المستوى العالمي.
وتنصّ المذكرة على توفير برامج تدريبية مكثفة وفرص وظيفية مميزة للكوادر الإعلامية الوطنية، تقدّمها “آي.أم.آي”، ما يسهم في تحقيق أهداف مجلس الإمارات للإعلام في إعداد جيل من الإعلاميين الإماراتيين المبدعين والقادرين على إنتاج محتوى إعلامي مميز ومبتكر يعكس الصورة المشرقة لدولة الإمارات في المحافل العالمية.
من جانبه، أعرب راني رعد، الرئيس التّنفيذي لمجموعة “آي.أم.آي”، عن فخره بأن تكون الشركة ”المجموعة الإعلامية العالمية الأولى في الدولة التي تتعاون مع مجلس الإمارات للإعلام في هذه المبادرة، التي تهدف إلى رعاية الجيل الجديد من المواهب الإعلامية الإماراتية، وتعزيز نمو هذا القطاع الحيوي وتطوره.”
قطاع الإعلام في حاجة إلى المزيد من الوجوه الشابة القادرة على توصيل محتوى إبداعي يحمل مضموناً مؤثراً بطرق مبتكرة
وأضاف “بفضل شبكة شركاتنا التشغيلية واستثماراتنا عبر ‘ريدبيرد.آي.أم.آي’، وهي آليتنا للاستثمار الإعلامي، إضافة إلى محفظتنا من العلامات التجارية الرائدة في مجال الإعلام، يمكننا تقديم فرص مميزة للمواهب الإماراتية الطموحة للتعرف على أفضل الأصول والمعايير الإعلامية.”
وأوضح أنه من خلال أكاديمية “آي.أم.آي” للإعلام، ستوفر الشركة تدريبا عالمي المستوى، يمكّن المواهب الإعلامية المحلية من الحصول على فرص توظيف ليكونوا جزءا من فريق عمل المجموعة.
ويهدف التعاون بين الجهتين إلى تعزيز الوعي بمختلف البرامج والمبادرات الإعلامية، ما يخدم التوجهات الوطنية الرامية إلى بناء منظومة إعلامية متطورة تتميز بالجودة والمرونة، وتتماشى مع المتغيرات الإعلامية المتسارعة.
وكان منتدى الإعلام الإماراتي قد تطرق إلى أهمية إعداد أجيال جديدة من الإعلاميين الإماراتيين الشباب القادرين على التعامل بكفاءة وفاعلية مع معطيات العصر، مع التأكيد على وجود العديد من النماذج المبدعة، التي استطاعت أن تعبر عن وجودها وموهبتها الحقيقية عبر منصات التواصل الاجتماعي، والمحطات التلفزيونية، من خلال محتوى هادف يعبر عن الثقافة والعادات.
وأكد القائمون على الإعلام أن القطاع في حاجة إلى المزيد من الوجوه الشابة القادرة على توصيل محتوى إبداعي يحمل مضموناً مؤثراً بطرق مبتكرة.
واستعرض المنتدى المساحة الممنوحة لشباب الإعلاميين الإماراتيين لإثبات جدارتهم على الساحة الإعلامية الإماراتية، وكيفية الاستفادة من خبرات الأجيال المخضرمة من رواد الإعلام ونقلها إلى الشباب سواء الصحافي أو التلفزيوني أو الإذاعي.
تنسيق الجهود الوطنية وتعزيز سبل التعاون مع مختلف الجهات الإعلامية من القطاع الخاص لما توفره من فرص استثنائية، تسهم في رفع مستوى الكفاءات الوطنية وتمكينها من اكتساب خبرات إعلامية مرموقة
وأكد على ضرورة استخدام لغة عالمية يفهمها المتلقي سواء داخل البلاد أو خارجها لتوصيل الرسالة بفاعلية، وألا يكون المحتوى الإعلامي موجهاً فقط للمتلقي المحلي، مع ضرورة تحديد ودراسة اهتمامات الجمهور المستهدف للرسالة الإعلامية، مع الإشارة إلى أهمية أن يكون المحتوى معززاً بالأرقام والحقائق، التي تدعمه في السرد حتى يحظى بالمصداقية.
ولفت إعلاميون إلى ضرورة دعم المواهب الإعلامية والوطنية، القادرة على الخروج بالمحتوى الإعلامي الإماراتي من القوالب التقليدية إلى محتوى يتسم بالبساطة والعمق، مستخدماً وسائل حديثة ومنصات اجتماعية يعتمد عليها جموع الشباب في استقاء المعلومات والحصول على الأخبار.
وشددوا على ضرورة الابتعاد عن الأنماط التقليدية في التغطية الإعلامية، واختيار كوادر مؤهلة ووضعهم في المسارات الصحيحة، بالإضافة إلى أهمية صناعة مؤثرين جدد، تفادياً لتكرار نفس الوجوه في كل محفل، وضرورة تبني سياسات مختلفة وإعطاء مساحة للمتخصصين، خصوصاً في ظل المتغيرات والمستجدات التي يشهدها العالم في الوقت الراهن.
وفي مسعى إلى تطوير أداء قطاع الإعلام وتعزيز دوره والنهوض بالمحتوى الذي يقدمه بما يتماشى مع مكانة الدولة وإنجازاتها محلياً ودولياً، شهدت الإمارات خلال العام الماضي صدور مجموعة من القوانين ومن بينها مرسوم بقانون اتحادي رقم 55 لسنة 2023 يتعلق بتنظيم الإعلام.
وتطوير خارطة السياسات والتشريعات المنظِّمة لقطاع الإعلام في الدولة هدفه تقديم محتوى نوعي يُثري اقتصاد المعرفة، ويعمل على تمكين إعلام عصري مرن مبتكر يُعزز من تفرد التجربة الإماراتية ليس في المنطقة فحسب وإنما في العالم كله، عبر رؤية شاملة للمستقبل.
ويعد اعتماد مجلس الإمارات للإعلام إستراتيجية شاملة للسياسات والتشريعات المنظمة لقطاع الإعلام في الدولة، ركيزة أساسية لتحقيق هذا الهدف.
كما ترسخ الإمارات بشكل مستمر مكانتها، ودورها الفاعل في صياغة المشهد الإعلامي على الصعيدين الإقليمي والدولي، من خلال تنظيم الكثير من الفعاليات الدورية، مثل استضافتها العام الماضي، الدورة الثانية من “الكونغرس العالمي للإعلام”، و”ملتقى الإعلام العالمي”، والدورة الـ21 من “منتدى الإعلام العربي”.