إعلان جدة: التزام عالمي بمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات بحلول 2030

مع اختتام أعمال المؤتمر الوزاري العالمي الرابع رفيع المستوى حول مقاومة مضادات الميكروبات، الذي استضافته المملكة العربية السعودية على مدار ثلاثة أيام، أعلنت الدول الأعضاء في "إعلان جدة" التزامها بتحقيق أهداف الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات بحلول عام 2030.

وأكد وزير الصحة السعودي، فهد الجلاجل، في ختام المؤتمر، أن "إعلان جدة" يشكل خطوة حاسمة لدفع الأجندة العالمية لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات من خلال إجراءات فاعلة تسهم في تحفيز العمل وتنفيذه خلال الأعوام المقبلة. وأشار إلى أن الوقت قد حان لتطبيق هذه الإجراءات على أرض الواقع.

إنشاء مراكز عالمية وتعزيز الابتكار

وأعلن الجلاجل عن إطلاق مركز "تعلّم الصحة الواحدة" ومركز إقليمي للوصول إلى المضادات الحيوية والخدمات اللوجيستية في المملكة، بهدف تحسين التشخيص وتعزيز التعاون الدولي للوصول إلى المضادات الحيوية الأساسية. كما تضمن الإعلان التزاماً بإطلاق جسر التقنيات الحيوية لدعم البحث والتطوير في الحلول البيوتكنولوجية لمواجهة التحديات الناجمة عن مقاومة مضادات الميكروبات.

التزامات لتعزيز الحوكمة والبحث العلمي

وأوضح الجلاجل أن التزامات "إعلان جدة" تمثل حجر الأساس لبرنامج دولي يستند إلى قرارات الأمم المتحدة. وتشمل هذه الالتزامات تعزيز الحوكمة، تحسين آليات المراقبة والإشراف، بناء القدرات، وتشجيع البحث والتطوير، بالإضافة إلى زيادة الوعي العام عبر المبادرات التعليمية.

آلية "الترويكا" لضمان استمرارية الزخم

وفي خطوة لتعزيز التعاون الدولي، رحب الجلاجل باستضافة نيجيريا للنسخة الخامسة من المؤتمر في 2026، مشيراً إلى اعتماد آلية "الترويكا" التي تجمع بين الدول المستضيفة السابقة والحالية والمستقبلية لضمان استمرارية العمل والزخم.

إشادة بالدور الريادي للمملكة

من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لهيئة الصحة العامة في السعودية، الدكتور عبد الله القويزاني، أن استضافة المملكة للمؤتمر تعكس دورها الريادي كمركز عالمي للتصدي للتحديات الصحية. وأكد أن النجاحات المحلية التي حققتها المملكة أصبحت نموذجاً يُحتذى به في تطبيق مبدأ "الصحة الواحدة"، مع مشاركة الخبرات السعودية دولياً لتحقيق أثر مستدام.

دعوة للعمل المشترك بحلول 2030

اختتم الاجتماع بدعوة الدول الأعضاء إلى الالتزام بتعهداتها وتنفيذ الأهداف المحددة في الإعلان السياسي للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، تحت شعار "من البيان إلى التطبيق"، بمشاركة وزراء وخبراء من 57 دولة، وأكثر من 450 مشاركاً من منظمات الأمم المتحدة، لتنسيق الجهود العالمية في مواجهة هذا التحدي الصحي الملحّ.