تطورات اقليمية
فشل دولي في تمرير قرار أممي لحماية المدنيين..
روسيا تعرقل قرار مجلس الأمن والإمارات تطالب بحل سياسي للأزمة السودانية
فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار يدعو القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى الالتزام بحماية المدنيين، بعد أن استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) رغم تأييد 14 من أصل 15 عضوًا في المجلس.
خلال الجلسة التي عُقدت الاثنين، طلب السفير الفرنسي إجراء مشاورات مغلقة بين الأعضاء لحل الخلافات المتعلقة بمسودة القرار. بدورها، اقترحت السفيرة البريطانية، رئيسة المجلس، تعليق الجلسة للتشاور، وهو ما تم بموافقة الأعضاء.
بعد استئناف الجلسة، صوت المجلس على مشروع القرار المقدم من سيراليون والمملكة المتحدة. ورغم التأييد الواسع، عطل الفيتو الروسي اعتماد القرار، ما أثار انتقادات حادة من عدد من الأعضاء.
تضمن مشروع القرار إدانة اعتداءات قوات الدعم السريع في الفاشر، ومطالبات بوقف فوري للهجمات على المدنيين في دارفور وولايات أخرى. كما دعا الأطراف السودانية إلى وقف الأعمال العدائية فورًا والدخول في حوار حسن النية لتحقيق وقف إطلاق نار شامل.
وأعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن قلقها إزاء الوضع الإنساني المتدهور في السودان، مشددة على ضرورة حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة. ودعت الإمارات كافة الأطراف إلى الالتزام بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية المدنيين والعمل بشكل عاجل على تسهيل العمليات الإنسانية.
وأكدت الإمارات أهمية استمرار التنسيق الدولي لمعالجة الأزمة السودانية، مع ضرورة احترام سيادة البلاد ودعم الحوار السياسي كوسيلة لتحقيق السلام المستدام.
ووصف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الفيتو الروسي بأنه "وصمة عار" واتهم موسكو بعرقلة جهود السلام في السودان، معتبرًا أن ذلك يعكس "الوجه الحقيقي لروسيا". كما وجه لامي انتقادات حادة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متهمًا إياه باستخدام المرتزقة لإثارة النزاعات في أفريقيا.
تأتي هذه التطورات بعد توقيع الأطراف السودانية في مايو 2023 على "إعلان جدة" بوساطة سعودية-أميركية، والذي نص على حماية المدنيين وتسهيل العمل الإنساني. ورغم هذا الاتفاق، لم يتحقق تقدم يُذكر على الأرض، حيث استمر التصعيد العسكري وتفاقمت الأزمة الإنسانية.