تطورات اقليمية
معركة السيطرة على السودان..
تصاعد التوتر في السودان: الجيش يستعيد سنجة والدعم السريع ترد بضربات في وادي سيدنا
أعلنت قوات الدعم السريع تنفيذ عملية عسكرية وصفتها بـ"النوعية" في منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال مدينة أم درمان، بعد ساعات قليلة من إعلان الجيش السوداني استرداد مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار. وأسفرت العملية، وفق بيان الدعم السريع، عن تدمير طائرات حربية ومسيّرات وآليات عسكرية، بالإضافة إلى استهداف خبراء أجانب قيل إنهم تابعون للحرس الثوري الإيراني.
أفاد الناطق باسم قوات الدعم السريع في بيان صحافي أن العملية استهدفت قاعدة وادي سيدنا الجوية، التي تضم المطار الحربي الرئيس والكلية الحربية السودانية، وتم خلالها تدمير طائرات من طراز "أنتنوف" ومقاتلات صينية من طراز (K8) وعدد من المسيّرات والمعدات العسكرية.
وأشار البيان إلى أن العملية تأتي تنفيذًا للخطة (ب) التي أعلنها قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بعد خسارته مناطق استراتيجية مثل جبل موية، وتهدف إلى استهداف "المقرات والمواقع العسكرية للجيش والحركة الإسلامية الإرهابية"، وفق وصف البيان.
في المقابل، احتفل الجيش السوداني باستعادة مدينة سنجة، التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ يونيو الماضي. وتعد المدينة موقعًا استراتيجيًا جنوب ولاية سنار، حيث سبق للجيش أن استعاد بلدات أخرى في المنطقة مثل الدندر والسوكي.
وخلال زيارته للمدينة، أكد القائد العام للجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، عزم القوات المسلحة على تحرير كل المناطق التي وصفها بـ"المدنسة من العملاء والخونة"، مؤكدًا أن الجيش ماضٍ في تحقيق وحدة السودان ودحر "الميليشيا الإرهابية".
اتهم الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع، الجيش السوداني بالتعاون مع خبراء من الحرس الثوري الإيراني يعملون في قاعدة وادي سيدنا الجوية. وأشار إلى أن استهداف هؤلاء الخبراء يأتي في إطار "تجفيف منابع الإرهاب"، التي تُعد أولوية في الخطة (ب) التي أعلن عنها حميدتي.
في ولاية النيل الأبيض، اقتحمت قوات الدعم السريع عددًا من المناطق شمال مدينة الدويم، بما فيها قرى مثل السيال واللقيد، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة آخرين. وانتقد الناشط محمد خليفة عبر صفحته على "فيسبوك" عدم تصدي الجيش للهجوم، مؤكدًا أن المناطق المستهدفة لا تبعد سوى كيلومترين عن تمركز القوات المسلحة.
يستمر النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في ظل تصعيد العمليات العسكرية وتبادل الاتهامات بين الطرفين. ومع تأكيد قوات الدعم السريع على مواصلة عملياتها النوعية، وتعهد الجيش بتحرير البلاد، يظل مستقبل السودان محفوفًا بالمخاطر وسط استمرار الحرب الدامية التي تهدد وحدة البلاد واستقرارها.