تقارير وتحليلات
إسرائيل تستهدف مينائي عيسى والصليف وتتوعد بمزيد من الهجمات..
صنعاء في ميزان التحولات الإقليمية.. تداعيات سقوط نظام الأسد على أذرع إيران اليمنية (تحليل)
مدخل: شنت إسرائيل ضربات جوية على ميناءي الصليف ورأس عيسى وبنية تحتية للطاقة في صنعاء[1]، التي يسيطر عليها الحوثيون، في الساعات الأولى من صباح الخميس، متوعدة بمزيد من الهجمات بعد استهداف الحركة اليمنية لها بصواريخ خلال العام الماضي[2]، فيما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على مسؤولين حوثيين بارزين بينهم محافظ البنك في صنعاء، الامر الذي يؤكد وجود رغبة دولية على اجتثاث الاذرع الإيرانية من اليمن كأخر معقل بعد ان تم تدمير قدرات حزب الله اللبناني، واسقاط نظام بشار الأسد في سوريا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ متجه إلى وسط إسرائيل، فيما ألحقت شظايا متساقطة أضرارًا بمدرسة في بلدة رمت عفال. في المقابل، صرح الحوثيون بأنهم استهدفوا تل أبيب بصاروخين باليستيين، مؤكدين ضرب "أهداف عسكرية حساسة".
الهجمات جاءت ضمن تصعيد الحوثيين، المتحالفين مع إيران، والذين استهدفوا إسرائيل بالسفن والطائرات المسيرة منذ نوفمبر الماضي تضامنًا مع غزة. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف الحوثيين بـ"الذراع الإيرانية الأخيرة" وأكد أنهم سيدفعون "ثمنًا باهظًا".
وأفادت وسائل إعلام يمنية محلية بمقتل 9 أشخاص في الهجمات الإسرائيلية، بينهم 7 في الصليف و2 في رأس عيسى، إضافة إلى تدمير زورق قطر وانقطاع الكهرباء عن آلاف العائلات في صنعاء نتيجة ضربات استهدفت مستودعات وقود.
الهجمات الإسرائيلية تأتي بعد ضربة أمريكية استهدفت منشأة قيادة حوثية في وقت سابق. بدورهم، توعد الحوثيون بالرد على الهجمات، مؤكدين استمرار استهداف "الأهداف المعادية".
وأعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأمريكية[3] مساء الخميس عن فرض عقوبات على اثني عشر فردًا وكيانًا في عدة ولايات قضائية، من بينهم رئيس فرع البنك المركزي اليمني في صنعاء التابع للحوثيين، لدورهم في تهريب الأسلحة وغسل الأموال وشحن النفط الإيراني غير المشروع لصالح الحوثيين.
وبحسب بيان صحفي - ترجمته "اليوم الثامن" - فإن الأشخاص الذين تم إدراجهم ضمن العقوبات هم مشغلون رئيسيون للتهريب، ومهربو أسلحة، وميسرون في مجالات الشحن والتمويل. هؤلاء الأفراد والكيانات ساعدوا الحوثيين في الحصول على ونقل مجموعة من المكونات مزدوجة الاستخدام والأسلحة، وكذلك في توليد إيرادات لدعم أنشطتهم الإقليمية المزعزعة للاستقرار.
صرح القائم بأعمال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، برادلي تي. سميث، قائلاً: "إن الإجراء الذي اتخذ اليوم يؤكد التزامنا باستخدام جميع الأدوات المتاحة لتعطيل جهود الحوثيين في الحصول على الأسلحة، وتأمين المكونات مزدوجة الاستخدام، وتوفير إيرادات إضافية. ستواصل الولايات المتحدة كشف هذه المخططات ومحاسبة كل من يسعى لدعم الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي يقوم بها الحوثيون."
المقدمة
تحولت جماعة الحوثيين إلى حركة سياسية وعسكرية بارزة خاصة بعد اندلاع الحرب الأهلية اليمنية في عام 2015. استطاعت الجماعة السيطرة على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من شمال اليمن، مما أدى إلى تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الحكومة اليمنية الشرعية. هذه السيطرة الواسعة مكنت الحوثيين من تعزيز قوتهم العسكرية والسياسية في اليمن، بدعم استراتيجي من إيران التي قدمت لهم دعماً مالياً وعسكرياً كبيراً.
العلاقة بين الحوثيين وإيران تُعد محورية، حيث تعتبر الجماعة حليفاً استراتيجياً لطهران في المنطقة. هذا التحالف أثمر عن تعزيز النفوذ الإيراني في اليمن، مما جعل الحوثيين جزءاً من محور المقاومة الذي تقوده إيران في المنطقة.
منذ بداية النزاع، خاضت جماعة الحوثيين عدة حروب مع الحكومة اليمنية، أبرزها حرب صعدة التي بدأت في عام 2004 واستمرت لعدة سنوات. بالإضافة إلى ذلك، شاركت الجماعة في الحرب الأهلية اليمنية الحالية ضد التحالف العربي والقوات الحكومية، مما ساهم في تعزيز موقعها كقوة فاعلة على الأرض.
ومع ذلك، فإن مصير الحوثيين بعد سقوط نظام بشار الأسد قد يكون مشابهاً لمصير حزب الله والأذرع الإيرانية في العراق وسوريا، حيث يواجهون الهزيمة على يد التدخل الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي. هذا السيناريو يعكس التحديات الكبيرة التي قد تواجهها الجماعة في المستقبل.
هذا التقرير يستعرض نشأة وتطور جماعة الحوثيين، والعلاقة الاستراتيجية مع إيران، ودورهم في الحرب الأهلية اليمنية وتأثيرهم الإقليمي. كما يسلط الضوء على تأثير سقوط نظام بشار الأسد على المنطقة وأهمية البحث في مستقبل الأذرع اليمنية الموالية لإيران.
الحوثيون واستراتيجية إيران لزيادة نفوذها الإقليمي والضغط على السعودية
جماعة الحوثيين، المعروفة أيضًا باسم "أنصار الله"، هي حركة يمنية مسلحة صنفت على قوائم الإرهاب[4] الإقليمية [5] والأمريكية[6]، نشأت الجماعة في محافظة صعدة شمال اليمن في أوائل التسعينيات تحت اسم "الشباب المؤمن" بقيادة حسين بدر الدين الحوثي، الذي تأثر بالفكر الشيعي الإثني عشري خلال فترة إقامته في إيران. بدأت الجماعة كحركة دعوية واجتماعية تهدف إلى إحياء الفكر الزيدي في مواجهة انتشار الدعوة الوهابية السعودية في اليمن.
في بداية العام 2004، كشفت الجماعة عن نفسها كحركة مسلحة تسعى لاستعادة "مملكة آل حميد الدين"، التي تم الإطاحة بها بثورة 26 سبتمبر (أيلول) عام 1962. خاضت الحركة ستة حروب ضد الجيش اليمني وجماعة دماج السلفية المدعومة من السعودية. تدخلت السعودية في تلك الحروب بإسناد قوات نظام علي عبدالله صالح[7]، الذي أطاح به "الإخوان" لاحقًا إثر انتفاضة شعبية دعمها الحوثيون بقوة في 11 فبراير (شباط) عام 2011.
كان لتلك الانتفاضة الدور الكبير في وصول الحوثيين إلى صنعاء (العاصمة اليمنية)، بعد أن كادت قوات الجيش اليمني أن تقضي عليهم في جبال صعدة. في صنعاء، رتب الحوثيون صفوفهم تمامًا واخترقوا الجيش اليمني ونظام الحكم[8]، حتى أصبحوا في عام 2014 قوة سياسية وعسكرية، تحتل العاصمة [9] اليمنية وتدخل شريكة في الحكم على إثر اتفاق رعته اطراف إقليمية ودولية، عُرف باتفاق السلم والشراكة، والذي اعتبرته السعودية [10] (حينها) بأنه جنب البلاد المزيد من الأزمات، لكن هذا الاتفاق دفع الرئيس (المنتخب) عبدربه منصور هادي إلى تقديم استقالته إلى مجلس النواب[11]، قبل ان ينجح بالفرار صوب عدن (عاصمة الجنوب)[12] في الـ21 فبراير/ شباط العام 2015م، ليطلب تدخلا دوليا وإقليميا لردع الحوثيين ومنعهم من السيطرة على خليج عدن وباب المندب، وقد جاء التدخل على شكل "عاصفة الحزم"، بقيادة السعودية دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد نجحت الأخيرة في خلق تحالفات محلية في الجنوب، كانت كفيلة بطرد الحوثيين الموالين لإيران، غير ان وقع الحرب في شمال اليمن، لم يكن كوقع الحرب في الجنوب، خسرت التحالفات المحلية الكثير من المناطق لمصلحة الحوثيين الموالين لإيران.
وفي أواخر عام 2017، قاد الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام انتفاضة مسلحة ضد الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء بهدف استعادة السيطرة على المدينة وطرد الأذرع الإيرانية منها. رغم الجهود الكبيرة التي بذلها صالح وحزبه، إلا أن غياب الدعم الكافي من السعودية وبعض القبائل الزيدية أدى إلى إضعاف موقفه، ما جعله فريسة سهلة للحوثيين الذين تمكنوا من القضاء على الانتفاضة وقتل صالح في منزله بعد محاصرته لساعات. هذا الحدث أدى إلى تراجع ملحوظ في القتال، حيث عززت إيران دعمها للحوثيين بشكل أكبر بعد قتل صالح، وقادت مفاوضات سرية مع الجماعات المدعومة سعودياً، مما أدى إلى توقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين واستقرار الوضع العسكري لصالحهم في صنعاء والمناطق الشمالية من اليمن.
وبعد اتفاق السعودية مع إيران في مارس/ آذار 2023، شهدت السعودية تراجعاً في قتال الحوثيين في اليمن. نجحت إيران في وقف العمليات العسكرية ضد أذرعها في صنعاء، على الرغم من ظهور حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس السابق علي عبد الله صالح كحركة مقاومة للحوثيين. قاد صالح انتفاضة مسلحة ضد الحوثيين، ولكن غياب الدعم الكافي من السعودية وخذلان بعض القبائل الزيدية جعله فريسة سهلة للحوثيين، الذين قضوا عليه بقتله في منزله بعد محاصرته لساعات.
بعد قتل صالح، عززت إيران دعمها للحوثيين وقادت مفاوضات سرية أفضت إلى ابرام اتفاقية هدنة طويلة المدى مع جماعة الإخوان المدعومة السعودية. هذا الاتفاق أكد من قبل الحوثيين وجماعة الإخوان التي يتزعمها أولاد عبد الله بن حسين الأحمر، والذين قادوا انتفاضة شعبية ضد الرئيس الراحل.
كما استولى الحوثيون على أسلحة نوعية كانت السعودية قد قدمتها للجيش اليمني في مأرب، واستولى الحوثيون على أسلحة نوعية في فرضة نهم والجوف وقانية في البيضاء. وكان تأثير الزيدية السياسية واضحاً في الحرب، حيث لم يتم تحرير أي منطقة يمنية شمالية، رغم الغارات الجوية المكثفة.
في عام 2019، استعاد الحوثيون السيطرة على كامل محافظتي الجوف والبيضاء والعودة صوب الجنوب، وقادت دولة الإمارات معركة "إعصار الجنوب"، وطردت الحوثيين من كامل المحافظة النفطية. وكانت السيطرة على ريف المحافظة الجنوبية النفطية فرصة أمام إيران لإظهار تحالفها مع الحوثيين بشكل رسمي.
وصول حسن إيرلو، قيادي في فيلق القدس، إلى العاصمة اليمنية في أواخر عام 2020 كان خطوة غير مسبوقة، حيث لعب دورًا محوريًا في تقديم الدعم الاستراتيجي للحوثيين، وأثار ردود فعل إقليمية ودولية. وبعد وفاته في ديسمبر 2021، استمرت إيران في استخدام الحوثيين كورقة ضغط في النزاعات الإقليمية والمفاوضات النووية.
تُعد الجماعة المسلحة في اليمن حليفًا استراتيجيًا لإيران في المنطقة، حيث تحظى بدعم مالي وعسكري كبير منها. وقد أسهم هذا الدعم في تعزيز القدرات العسكرية والسياسية للحوثيين، مما جعلهم جزءًا محوريًا من محور المقاومة الذي تقوده إيران. وتسعى الجماعة، بدعم إيراني، إلى توسيع نفوذها في اليمن والمنطقة بشكل عام.
تأثير سقوط نظام بشار الأسد
سقوط نظام بشار الأسد في سوريا يمثل نقطة تحول كبيرة في المشهد السياسي للبلاد. بعد أكثر من عقدين من الحكم[13]، انهار النظام بسرعة نتيجة سلسلة من التطورات الدراماتيكية التي بدأت في أواخر نوفمبر 2024. سيطرت فصائل المعارضة المسلحة[14]، بقيادة هيئة تحرير الشام، على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وتقدمت بسرعة نحو دمشق، مما أدى إلى مغادرة الأسد وأسرته البلاد.
الوضع السياسي في سوريا بعد سقوط الأسد معقد للغاية. البلاد تواجه العديد من الفراغات العسكرية والسياسية، مع احتمال دخولها في حروب أهلية داخلية. هناك تساؤلات حول من سيتولى السلطة وكيف سيتم إدارة البلاد في المرحلة المقبلة.
إن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا على إيران ومستقبل العلاقات الإيرانية-السورية، يمثل ضربة كبيرة لسياسة "محور المقاومة" التي تبنتها طهران منذ عام 2003، وسياسة "محور المقاومة" هي استراتيجية متعددة الأوجه تشمل الاقتصاد، والثقافة، والدين، والجانب العسكري[15]، ولا شك أن طهران قد تلقت بسقوط بشار الأسد، ضربة لا يمكن تعويضها، بعد استثمارها الكبير اقتصاديًا وعسكريًا على مدى 24 عامًا، في سوريا، هذه الضربة قد تكون لها تأثيرات سلبية على إيران ومشروعها الوجودي في دول أخرى مثل العراق، ولبنان، واليمن.
أكد المرشد الأعلى علي خامنئي، إلى جانب قيادات إيرانية أخرى، أن الأولوية في هذه المرحلة هي كبح ردود الفعل الداخلية الناتجة عن سقوط النظام السوري، واحتواء التشاؤم المتزايد بين الجماعات المسلحة المدعومة من إيران. وفي تصريحات واضحة، ألقى خامنئي اللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل، معتبرًا سقوط الأسد جزءًا من "مؤامرة دولية" تهدف إلى إضعاف محور المقاومة الذي تقوده إيران.
خامنئي شدد على أن سقوط الأسد لن يؤدي إلى إضعاف إيران، بل وصف ذلك بأنه تحدٍ يمكن تجاوزه من خلال تعزيز التحالفات الإقليمية وإعادة تنظيم أدوار الحلفاء في المنطقة، وأكد أن إيران ستواصل دعمها لجماعات المقاومة في مواجهة هذه التغيرات، مع الالتزام بالحفاظ على استقرارها الداخلي.
هذه التصريحات ربما تأتي في إطار جهود القيادة الإيرانية لطمأنة الشعب الإيراني والحلفاء الإقليميين بأن النظام الإيراني قادر على التعامل مع تداعيات هذه الأزمة، لكنها في ذات الوقت تعكس محاولة لتبرئة طهران من أي مسؤولية عن التداعيات السياسية أو الميدانية لسقوط الأسد، بغية التقليل من الانتقادات الموجهة للنظام وإظهار القدرة على الصمود أمام التحديات، داخليًا تهدف التصريحات إلى منع تصاعد الانتقادات داخل إيران، خصوصًا من التيارات الإصلاحية أو المعارضة، وتأكيد قدرة النظام على مواجهة الأزمات.
وتسعى إيران للحفاظ على نفوذها في المنطقة عبر تعزيز علاقاتها مع حلفائها الحاليين، مثل حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى، وعلى المستوى الدولي، تعكس التصريحات استعداد إيران لمواجهة أي ضغوط إضافية من المجتمع الدولي، وتأكيد ثباتها في سياستها الإقليمية.
ويبدو أن إيران تعمل على إعادة رسم استراتيجيتها الإقليمية للتكيف مع مرحلة ما بعد الأسد، مع تركيز واضح على ضمان استمرار نفوذها في المنطقة واحتواء أي تبعات داخلية أو خارجية قد تهدد استقرارها.
لكن تأثير سقوط الأسد على جماعات "محور المقاومة، سيؤدي إلى تصدعات وخلافات داخل حزب الله والحشد الشعبي في العراق وحركة الحوثيين في اليمن، خاصة وان هناك نوع من الخلافات قد برزت حول استراتيجية حزب الله وعلاقته بإيران بعد مقتل حسن نصر الله وغيره من القادة البارزين خلال الهجمات الإسرائيلية، بالإضافة إلى تراجع الثقة والأمل داخل حركة الحوثيين في اليمن.
إيران كانت تعتمد على سوريا كحلقة وصل أساسية لنقل الأسلحة والدعم إلى حلفائها الإقليميين مثل حزب الله في لبنان، وقد اضطرت إلى التركيز على تعزيز علاقتها مع الفصائل المسلحة في لبنان والعراق واليمن لتعويض خسارتها لنفوذها المباشر في سوريا، فهي بلا شك فقدت حليفًا استراتيجيًا في مواجهة الدول العربية وإسرائيل، ما جعلها أكثر عزلة في المنطقة.
وأدى غياب النظام السوري إلى خلخلة محور المقاومة، حيث كانت دمشق تمثل مركزًا لوجستيًا هامًا لدعم حزب الله والفصائل الفلسطينية، أصبح حزب الله أكثر عرضة للضغوط الإسرائيلية والدولية بعد فقدانه للدعم السوري، مما أثر على توازنه العسكري والسياسي.
وقدم سقوط الأسد فرصة لتركيا لتوسيع نفوذها في شمال سوريا ودعم الفصائل المسلحة المتحالفة معها، ولكن رغم المكاسب، زاد القلق التركي من محاولات الأكراد تعزيز الحكم الذاتي في شمال وشرق سوريا، مما دفع أنقرة إلى التركيز على منع أي سيناريو يهدد أمنها القومي.
واستغل عدد من الدول العربية، مثل السعودية، سقوط الأسد لإعادة تشكيل التحالفات في المنطقة، ومنح الحوثيين فرصة جديدة للدخول في تسوية سياسية، تمنع القضاء عليهم من قبل إسرائيل التي ترى الأذرع الإيرانية خطرا حقيقيا على أمنها، وقد استدعت الرياض، حلفائها المحليين في اليمن، ممثلا بمجلس القيادة الرئاسي الى الحضور للعاصمة السعودية، لبحث تسوية سياسية ترعاها الأمم المتحدة وصممت في سلطنة عمان، لكن تلك الخطة قوبلت بالرفض من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يمثل النصف من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الذي يتزعمه وزير الداخلية اليمني الأسبق رشاد العليمي، واحد من ابرز الشخصيات اليمنية التي شهدت تطور حركة الحوثيين خلال عقدين من الزمن.
وترى الرياض أن الحفاظ على الحوثيين، يمثل استراتيجية بالنسبة لها، أولا لتفادي أي ردة فعل تقوم بها الجماعة اليمنية المسلحة تجاه المملكة التي تستعد لاحتضان بطولة كأس العالم في العام 1934م[16]،
إن سقوط نظام الأسد قد أعاد تشكيل التحالفات الإقليمية في الشرق الأوسط، مسببًا فراغًا استراتيجيًا أثر على جميع الأطراف الفاعلة. بينما سعت بعض الدول إلى استغلال الحدث لتعزيز نفوذها، واجهت دول أخرى تحديات في إعادة صياغة سياستها الإقليمية. يبقى مستقبل التحالفات في سوريا والمنطقة مرتبطًا بمدى قدرة الأطراف المختلفة على إدارة الفراغ السياسي وتحقيق استقرار مستدام.
ورغم وجود حالة من الاستقرار اعقبت فرار بشار الاسد، إلا ان سيناريو الفوضى الليبية، قد يتكرر في دمش، من خلال نشوب صراع متوقع بين الفصائل المسلحة والمعارضة المدنية، مع احتمالية نشوب حرب أهلية شاملة نظرًا للتعددية الدينية والعرقية، وهو ما قد يؤدي إلى تقسيم سوريا وتفككها إلى دويلة علوية في الساحل، وحكم ذاتي للأكراد في الشمال الشرقي، وتمدد الفصائل المسلحة في باقي المناطق.
ولكن يبدو أن أحمد الشرع[17]، وهو زعيم هيئة تحرير الشام وجهادي سابق، يسعى إلى تحقيق مصالحة في سوريا على غرار مصالحة (الجنوب الأفريقي)، وهو الأمر الذي قد يفرض سيناريو أخر يمتثل في البدء بعملية مصالحة وطنية وعفو عام، وانتقال مؤسسات الدولة بسلاسة تحت إشراف حكومة انتقالية، وهذا السيناريو يعززه خطاب خطاب أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، لتحقيق توافق في سوريا، والحفاظ على البلد من الانقسام والتشظي[18].
ومن المتوقع تشكيل حكومة انتقالية اسمية بضغط خارجي، مع بطء في عملية التفاوض حول الدستور ونمط الحكم، وسط تأثير قوي من تركيا، التي تعارض منح الأكراد حكماً ذاتياً. يُرجح أن تقود جبهة تحرير الشام (باسم جديد بعد حلها) المشهد السياسي، مع تحقيق توافق هش بين الأطراف الفاعلة.
السيناريو اليمني.. مستقبل الحوثيين بعد سقوط نظام بشار الأسد
إن سقوط نظام بشار الأسد، قد تسبب بهزة كبيرة في صنعاء، الاذرع الإيرانية باتت تخشى الهزيمة أكثر من أي وقت مضى، فالجماعة التي تهرب إلى الامام بالهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن، لا تستطيع القيام بدورها تجاه اليمنيين الذين يقبعون تحت سيطرتها، فالرواتب لا تدفع منذ سنوات، يقول الحوثيون لليمنيين انهم تحت الحصار وان عليهم الصبر لأنهم يحاربون إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، غير ان قيادات الجماعة في صنعاء، تزداد ثراءً جراء ما تفرضه على المواطنين من ضرائب وتبرعات باسم دعم القوة الصاروخية لاستهداف إسرائيل.
قد يعول الحوثيون على "السعودية"، لابرام صفقة سلام غير مشروطة، لكن هذه الصفقة يبدو انها قد تعرقلت، بالنظر الى حديث دبلوماسي يمني تحدث إلى "اليوم الثامن"[19] عن أن مجلس القيادة الرئاسي، رفض الحديث عن أي تسوية سياسية، لما لم تسلم الاذرع الإيرانية في اليمن أسلحتها، هذا الموقف جاء متزامنا مع تحشيد عسكري في الساحل الغربي نحو ميناء الحديدة لاستعادته من قبضة الحوثيين.
وقال المصدر إن الحوثيين يشعرون بالهزيمة، لكنهم يهربون إلى الامام بقصف مفترض تجاه إسرائيل، والأخيرة تقوم بعمليات دقيقة في ميناء الحديدة وصنعاء، هذه الهجمات تؤكد وجود رغبة دولية في وضع حد لذراع إيران الأخيرة، التي لا تزال تحتفظ بقوتها، ويمكن ان تصبح جماعة الحوثيين في مرمى الاستهداف الدقيق للقيادات التي تتنقل بحذر بين صنعاء وبقية المناطق اليمنية.
التداعيات الإقليمية والعسكرية للهجمات الأميركية والبريطانية على الحوثيين
إن التداعيات الإقليمية والعسكرية للهجمات الأميركية والبريطانية على الحوثيين، التي جاءت رداً على تصعيد الجماعة هجماتها البحرية والجوية في البحر الأحمر، خصوصاً ضد السفن المرتبطة بإسرائيل أو الداعمة لها، تقول مجموعة الأزمات الدولية (International Crisis Group) [20]إن الحوثيين اعتمدوا تكتيكات متطورة باستخدام طائرات دون طيار، صواريخ كروز، والقوارب المفخخة، مما عزز قدراتهم في استهداف السفن التجارية والعسكرية، وأنهم ربطوا هجماتهم مباشرة بحرب غزة، معتبرين أنها جزء من تضامنهم مع القضية الفلسطينية، فالهجمات أثرت على التجارة العالمية، بما في ذلك قناة السويس، ورفعت تكاليف الشحن والتأمين.
وقد نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا غارات جوية على مواقع عسكرية حوثية، مستهدفة قدرتهم على شن هجمات مستقبلية.
- وصف الرد بأنه "دفاعي"، ولكنه قد يدفع الحوثيين إلى المزيد من التصعيد، وقد يكون هناك تدخل أبعد من تدخل تحالف حارس الازدهار الذي اطلقته الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة لردع الحوثيين، ولم يقتصر دور واشنطن ولندن على الغارات الجوية، بل ذهب إلى نحو فرض عقوبات اقتصادية على جماعتي الحوثيين والإخوان المسلمين في اليمن، حيث ان الجماعتين تربطهم مصالح اقتصادية مشتركة.
وقد تدفع الضغوط العسكرية الحوثيين إلى توسيع نطاق عملياتهم واستهداف المزيد من السفن، لكن إذا انتهت حرب غزة، قد يعود الحوثيون إلى وضعهم السابق في اليمن والتركيز على محادثات السلام مع السعودية، لأنهم قد يفقدون المبرر، وهو اجراء قد تقوم به الجماعة اليمنية المسلحة لتأجيل أي عملية عسكرية ضدهم لاستعادة ميناء الحديدة.
الحوثيون ذراع إيرانية في مرمى نيران الطيران الإسرائيلي
بات الحوثيون اليوم في مرمى الطائرات الإسرائيلية، وقتل القيادات الحوثية بات التحدي الأكبر امام أذرع إيران، بعد اسقاط نظام بشار الأسد في سوريا، فتل أبيب ترى أن الحوثيين هم الذراع الأخيرة التي يجب ان يتم التعامل معها على غرار التعامل مع حزب الله اللبناني الذي تم تصفية ابرز قياداته بينهم زعيم السابق حسن نصر الله[21]، الذي قتل في عملية إسرائيلية في سبتمبر الماضي.
لا يبدو أن الرهان ينعقد بشكل رئيسي على موقف سعودي حاسم تجاه القضاء على الحوثيين في الوقت الراهن. ومع ذلك، قد يكون للموقف الدولي دور محوري إذا تم اتخاذ قرار بالمضي نحو استئناف الحرب وإخراج الحوثيين من ميناء الحديدة، الذي يمثل شرياناً استراتيجياً لتحركات الجماعة ومصدر تمويل رئيسي لها.
إن أي تخاذل دولي أو إقليمي قد يمنح الحوثيين مساحة أكبر لتعزيز قوتهم ونفوذهم، ما يعني تصاعداً محتملاً للتهديدات، ليس فقط ضد المناطق الشمالية، بل أيضاً ضد الجنوب المحرر، حيث يشكل الجنوب هدفاً رئيسياً للحوثيين، الذين يطمحون إلى السيطرة على 80% من موارد النفط، وهو مطلب يواجه رفضاً قاطعاً من المجلس الانتقالي الجنوبي[22]، الخصم السياسي والعسكري الأبرز للحوثيين.
يؤكد مصدر مسؤول في وزارة الإعلام اليمنية على أن المرحلة القادمة تركز على إخراج الحوثيين من الحديدة، حيث يمثل الميناء فيها نقطة قوة استراتيجية للحوثيين، ومن شأن السيطرة عليه أن يضعف قدرتهم على تمويل الحرب ويقلص نفوذهم بشكل كبير.
ويرى المصدر – في حديثه إلى اليوم الثامن – أن أي عملية عسكرية تقضي على طموحات الحوثيين تعد ضرورة ملحة للحيلولة دون تحول الجنوب إلى ساحة معركة جديدة، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة من أذرع إيران في المنطقة.
الموقف الدولي قد يكون عاملاً حاسماً في تحديد مسار الأزمة اليمنية، خاصة إذا تم تبني خيار استئناف العمليات العسكرية. من دون خطوات حازمة لإضعاف الحوثيين، فإن تصاعد الحرب واستمرار التهديدات نحو الجنوب المحرر يبدوان حتميين، مما يستدعي تنسيقاً دولياً وإقليمياً أكثر فاعلية لحسم الوضع في الحديدة وإنهاء طموحات الحوثيين. - الفرص المحتملة لتعزيز نفوذهم.
السيناريوهات المستقبلية لمستقبل الحوثيين
تشير السيناريوهات المحتملة لمستقبل الحوثيين في اليمن إلى إمكانية تلقي الجماعة ضربة قوية تفقدها السيطرة على صنعاء وباقي المدن اليمنية الأخرى، وذلك في ظل تعثر كل المبادرات الرامية للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة.
وسقوط الحوثيين قد يفتح المجال لإعادة تشكيل الخارطة السياسية في اليمن، بما في ذلك تقليص النفوذ الإيراني الذي تمثله الجماعة، وقد يتطلب هذا التحول تجاوز أو تأجيل بعض المشاريع الكبرى، مثل مشروع استقلال الجنوب، في سبيل تحقيق استقرار سياسي عام.
ومع انشغال اليمن بعملية إعادة الإعمار واستعادة البنية التحتية، قد يتم تأجيل النظر في قضايا رئيسية مثل استقلال الجنوب الذي قد يجد نفسه مضطراً للمشاركة في حوار سياسي شامل يهدف إلى ترتيب الأولويات الوطنية قبل الحديث عن الاستقلال.
بعد أي تحول جذري، سيحتاج اليمن إلى فترة زمنية طويلة لإعادة الإعمار وإعادة بناء المؤسسات السياسية والاقتصادية، المجتمع الدولي سيكون مطالباً بتقديم دعم كبير لليمن لضمان نجاح عملية إعادة الإعمار واستقرار البلاد، وهذا السيناريو قد يكون خيارا مناسبا للقوى الإقليمية والدولية وحتى المحلية في اليمن، فالحوثيون أصبحوا مشكلة يمنية حتى في داخل المناطق التي جاءوا منها.
إن اسقاط الحوثيين قد سيعزز الحاجة إلى إطلاق حوار سياسي شامل يجمع كل الأطراف اليمنية للاتفاق على خارطة طريق جديدة، تضمن اختيار رئيس للبلاد وتشكيل حكومة توافقية تدير المرحلة الانتقالية.
التحولات القادمة في اليمن، فيما اذا تحقق هذا السيناريو، ستفتح المجال أمام مرحلة جديدة تتطلب وقتاً طويلاً وجهوداً مكثفة لإعادة بناء الدولة وإطلاق عملية سياسية جامعة. ومع ذلك، قد يتم تأجيل بعض المشاريع الكبرى، مثل استقلال الجنوب، لضمان استقرار اليمن وتحقيق التوافق الوطني.
والسيناريو الثاني، تحقيق تسوية سياسية تحفظ للحوثيين سلطتهم في صنعاء، وباقي مناطق اليمن، ففي حال دخل الحوثيون في تسوية سياسية تضمن بقاء المناطق الخاضعة لسيطرتهم والاعتراف بهم كسلطة في صنعاء، قد يبدو هذا السيناريو كخطوة نحو إنهاء الحرب. ومع ذلك، يحمل هذا السيناريو مخاطر وعواقب وخيمة على المستوى السياسي والأمني في اليمن.
وتداعيات هذا السيناريو، قد تكمن في اعتراف المجتمع الدولي أو الأطراف الإقليمية بالحوثيين كسلطة شرعية في صنعاء وهو ما قد يؤدي إلى ترسيخ نفوذ إيران في تلك المناطق، مما يعزز سيطرتها على الشمال، و سيعطي هذا السيناريو الجماعة فرصة لإعادة بناء قوتها واستمرار نهجها السياسي والعسكري الذي يعتمد على التوسع والهيمنة.
الحوثيون قد ينتهزون التسوية كغطاء لإعادة التوسع صوب الجنوب المحرر، خاصة إذا لم يتم فرض آليات رقابة صارمة على التزامهم بالاتفاقات، هذه التحركات قد تعيد إشعال الصراع، خصوصاً مع استمرار العداء بينهم وبين المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث من الممكن أن يسعى الحوثيون للاستفادة من أي دعم مالي سعودي أو دولي يُقدم تحت عنوان "إعادة إعمار اليمن"، لتعزيز قدراتهم العسكرية بدلاً من إعادة الإعمار، مما يعيد تدوير الأزمة بدلاً من حلها، فسجل الحوثيين في عدم الالتزام بالمعاهدات والاتفاقات يثير الشكوك حول قدرتهم على تنفيذ أي تسوية سياسية بنوايا حسنة، وهذا قد يؤدي إلى انهيار أي اتفاق مستقبلي، مع عودة العنف والصراع في البلاد.
إن السيناريو الذي يتضمن تسوية سياسية تُبقي الحوثيين كسلطة معترف بها في صنعاء يحمل مخاطر كبيرة. فهو قد يتيح للجماعة إعادة ترتيب صفوفها والسعي نحو التوسع مجدداً، مستغلة الدعم المالي المقدم لإعادة إعمار اليمن. لتحقيق سلام مستدام، ينبغي على المجتمع الدولي والإقليمي فرض ضمانات صارمة وآليات مراقبة لضمان التزام الحوثيين بأي تسوية سياسية وعدم استخدامها كذريعة لإعادة إشعال الصراع.
اليمن بين التصعيد العسكري والتسويات السياسية
إن العمليات العسكرية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية ضد الحوثيين أثرت على قدراتهم الهجومية والبنية التحتية، لكنها قد تدفعهم للتصعيد، وهو ما قد يستدعي التعامل مع هذه الجماعة على غرار التعامل مع حزب الله اللبناني الذي تم استهداف أبرز قياداته.
وقد تزيد الولايات المتحدة الأمريكية من فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية بهدف تعطيل شبكات التمويل والتهريب التي تدعم الحوثيين.
إن سقوط نظام الأسد يشكل ضربة قوية لمحور المقاومة الإيراني، مما يضعف الدعم المباشر للحوثيين ويعزز عزلتهم، ولكن هذه قد يمنح السعودية فرصة كانت متاحة من السابق، وهي تأمين موانئ محافظة المهرة التي شكلت على مدى عشر سنوات نقطة امداد رئيسية للأسلحة الإيرانية المهربة إلى اليمن.
لدى اليمنيين رغبة عارمة في افقاد الحوثيين لسيطرتهم على صنعاء، ولكن نتيجة تصعيد عسكري دولي، وليس بالقوات المحلية التي تتقاطع مصالح بعض هذه القوات مع الأذرع الإيرانية، وهو ما عرقل أي جهد عسكري طوال عشر سنوات ماضية.
اما التسوية السياسية وأن أظهرت وجود رغبة لدى بعض القوى المحلية في اليمن، الا انها تحفظ للحوثيين سلطتهم في المناطق الخاضعة لهم، مع مخاطر استغلال هذه التسوية للتوسع مستقبلاً.
تلعب السعودية دوراً محورياً في تحديد مسار الأزمة اليمنية، لكنها تواجه تحديات في التعامل مع الحوثيين ضمن إطار يضمن استقرار اليمن، والمجلس الانتقالي الجنوبي يعارض أي تسوية تمنح الحوثيين مساحة للاستمرار في تهديد الجنوب، ومواصلة العمليات العسكرية والعقوبات الاقتصادية لضمان تقليص نفوذ الحوثيين وتعطيل قدرتهم على التوسع، هو الخيار الأنسب، وهو ما قد يتطلب أيضا تشكيل تحالف دولي أكثر فعالية لرصد أنشطة الحوثيين في البحر الأحمر ومنع تهريب الأسلحة.
ستكون السعودية ملزمة بالإشراف على إعادة اعمار اليمن، من خلال توفير حزمة دعم دولية لإعادة إعمار اليمن، لضمان استخدام هذه الأموال في التنمية وتحقيق الاستقرار، وليس في تمويل الصراعات، كما مطلوب من السعودية ان تشرك دول الخليج بشكل أكبر في صياغة مستقبل اليمن بما يضمن تقليص النفوذ الإيراني وتعزيز استقرار المنطقة.
الوضع اليمني يتطلب مقاربة متعددة الأبعاد تجمع بين الضغوط العسكرية، الدعم السياسي، والمساعدات الإنسانية لضمان إنهاء الصراع بشكل مستدام. التحولات الإقليمية والدولية تقدم فرصة لإعادة رسم ملامح المشهد اليمني، لكن هذه الفرصة تعتمد على التزام الأطراف الدولية والإقليمية بتطبيق استراتيجيات فعّالة ومنسقة.
المصادر والهوامش
[1] إسرائيل تقصف ميناءين وبنية تحتية للطاقة في اليمن - reuters نشر 19 ديسمبر 2024
[2] ضربات انتقامية إسرائيلية ضد الحوثيين ووعيد باستهداف قادتهم – صحيفة الشرق الأوسط السعودية
[3] الخزانة الأمريكية تقول إنها تواصل الضغط على مخططات التمويل والمشتريات الخاصة بالحوثيين (ترجمة) - مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات 18 ديسمبر 2024م
[4] ماذا يعني تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية عالمية؟ - قناة العربية السعودية - 17 يناير/ كانون الثاني ,2024
[5] إدراج الحوثيين على قوائم الإرهاب - www.state.gov - كانون الثاني/يناير 2024
[6] إلغاء التصنيفات الإرهابية لأنصار الله - www.state.gov - شباط/فبراير 2021
[7] صالح.. أسقطته الثورة وقتله الحوثيون -
[8] أبرز الرؤساء العرب الذين خلعتهم الثورات - الجزيرة القطرية - ديسمبر/ كانون الأول - 2024م aljazeera.net
[9] Could the Man Who Made Modern Yemen Be Its Undoing? - Asher Orkaby -foreignaffairs.com -ديسمبر/ كانون الأول , 2017
[10] اتفاق السلم والشراكة الوطنية جنب البلاد المزيد من الأزمات - وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) - 22 سبتمبر / أيلول 2014م.
[11] استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والبرلمان يرفض – فرانس 24 – يناير/ كانون الثاني 2015م.
[12] هادي يهرب إلى عدن ويقول إنه ما زال الرئيس – وكالة رويترز – 22 فبراير/ شباط 20215م
[13] سوريا ما بعد سقوط نظام الأسد ـ التطورات وردود الفعل - (dw) - 2024/12/8
[14] ما بعد الأسد: سيناريوهات تطور المشهد السوري - 08 ديسمبر 2024 - تريندز للبحوث والاستشارات
[15] تأثير سقوط الأسد على إيران ومستقبل العلاقات الإيرانية السورية - الجزيرة. نت: رمضان بورصة صحفي وباحث تركي متخصص في الشأن الإيراني
[16] ماذا نعرف عن ملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034؟ - عمرو فكري - بي بي سي عربي
[17] رجل في الأخبار الجولاني..زعيم تنظيم القاعدة السابق في سوريا يقود الإطاحة بالأسد- By Reuters
[18] من زعيم جهادي إلى سياسي معارض: كيف أعاد الجولاني تجديد صورته؟ - مينا اللامي وحدة المتابعة الإعلامية في بي بي سي
[19] مصدر دبلوماسي يمني تحدث إلى معد التحليل في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات – عبر الهاتف
[20] مجموعة الأزمات الدولية (International Crisis Group)
[21] "تحولات إقليمية".. تأثير اغتيال "حسن نصر الله" على تهريب الأسلحة والخبراء إلى الحوثيين في اليمن - مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات
[22] مصادر دبلوماسية يمنية مقربة من رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، تحدثت إلى معد التحليل – مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات