تطورات اقليمية
فتحت ثغرة بين الحرس الثوري ومحور المقاومة..
اغتيالات 2024: إسرائيل تستهدف قادة حماس وحزب الله وتعيد تشكيل موازين القوى
شهد عام 2024 تصعيدًا كبيرًا في العمليات الإسرائيلية ضد قيادات كبرى في كل من حركة حماس وحزب الله اللبناني، وهما تنظيمان مصنفان على قائمة الإرهاب الأميركية. جاءت هذه العمليات كجزء من تداعيات الهجوم الذي شنّته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أوقع خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين الإسرائيليين، وأشعل حربًا ما تزال تداعياتها مستمرة في قطاع غزة والمنطقة.
وتمكنت إسرائيل خلال العام من اغتيال أبرز قيادات حماس وحزب الله، في عمليات نوعية نسبتها وسائل الإعلام والمصادر الرسمية الإسرائيلية إلى تل أبيب. في 31 يوليو 2024، قُتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، في عملية نُفذت في طهران. خلفه يحيى السنوار، الذي قُتل لاحقًا على يد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة في 16 أكتوبر 2024، وفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي.
في تطور آخر، نفذت إسرائيل ضربات جوية في ضاحية بيروت الجنوبية في سبتمبر الماضي، أسفرت عن مقتل حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، في ضربة وصفت بأنها "الأكثر جرأة" منذ سنوات.
وتسببت هذه الاغتيالات في إضعاف كبير للبنية القيادية لكل من حماس وحزب الله، وهو ما انعكس على العمليات الميدانية والتنظيمية لكلا التنظيمين. مع ذلك، لم تضع نهاية للصراعات في المنطقة، إذ تستمر الحروب والاشتباكات المسلحة في كل من غزة ولبنان، مما يشير إلى أن تأثير الاغتيالات لا يزال محدودًا على الاستقرار العام.
ووفقًا للخبير في الشؤون العسكرية والأستاذ في جامعة الدفاع الوطني، ديفيد دي روش، فإن هذه الاغتيالات مثلت ضربة استراتيجية لإسرائيل، حيث تمكنت من تقويض قدرات حماس وحزب الله بشكل كبير. وأضاف أن التطورات التي لحقت هذه العمليات، بما في ذلك سقوط نظام بشار الأسد، زرعت "عدم الثقة بين الحرس الثوري الإيراني وقادة محور المقاومة".
برغم النجاحات الإسرائيلية في تصفية القيادات، لم تتوقف الحروب. يشير دي روش إلى أن الحرب في لبنان قد توقفت، لكن بعض عناصر حزب الله ما تزال نشطة، في حين أن الصراع في غزة ما يزال مستمرًا. وأضاف أن إسرائيل تقاتل في غزة من أجل بقائها، وتسعى إلى تحرير الرهائن والقضاء على حماس بالكامل، بينما في لبنان تهدف إلى استعادة سيادة الدولة اللبنانية وإضعاف حزب الله بشكل دائم.
ويشير دي روش إلى أن إيران كانت لاعبًا رئيسيًا في زعزعة استقرار المنطقة، لكنها أصبحت الآن في وضع أضعف بسبب تأثير الضربات الإسرائيلية على حلفائها، مما حدّ من قدرتها على التدخل. ومع ذلك، يظل حل القضية الفلسطينية التحدي الأكبر لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
ومنذ الهجوم الذي شنّته حماس في أكتوبر 2023، والذي أدى إلى مقتل 1208 أشخاص في إسرائيل، تردّ إسرائيل بعمليات عسكرية واسعة في قطاع غزة. أسفر القصف المكثف والعمليات البرية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 45,206 أشخاص في القطاع، وفقًا لإحصائيات رسمية.
وبينما تستمر العمليات العسكرية في غزة، تزداد الدعوات الدولية لإيجاد حل شامل للنزاعات المستمرة. يرى المحللون أن أي استقرار حقيقي في المنطقة لن يتحقق دون معالجة القضية الفلسطينية، التي تظل جوهر الصراع وسببًا رئيسيًا للتوترات الإقليمية.
وشكلت اغتيالات قيادات حماس وحزب الله في 2024 تحولًا استراتيجيًا في المواجهة الإسرائيلية مع التنظيمات المسلحة المدعومة من إيران. ومع أن هذه العمليات أضعفت التنظيمين بشكل كبير، إلا أنها لم تضع حدًا للصراعات المستمرة. يبقى مستقبل المنطقة مرهونًا بقدرة الأطراف الدولية على التوصل إلى حلول شاملة للقضية الفلسطينية، وإيجاد توازن جديد في موازين القوى الإقليمية.