تطورات اقليمية
صراع جديد في البحر الأحمر ومخاوف من تصعيد إقليمي..
إسرائيل تعترف باغتيال إسماعيل هنية وتحذر الحوثيين من استهداف قياداتهم
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن بلاده كانت وراء مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران في وقت سابق من هذا العام. جاء هذا الإعلان في أول تصريح علني حول العملية، بالتزامن مع تحذير صارم وجهه كاتس لجماعة الحوثي في اليمن، مهددًا بـ"قطع رؤوس" قياداتهم واستهداف بنيتهم التحتية.
تصريحات كاتس تأتي عقب هجوم صاروخي شنته جماعة الحوثي اليمنية قبل يومين، حيث أطلقت صاروخًا بالستيًا سقط في مدينة تل أبيب، ما أسفر عن إصابة 20 شخصًا بجروح طفيفة وتضرر عشرات الشقق، وفقًا لصحيفة "هآرتس". الحادثة كشفت عن ثغرات في أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، مما أثار مخاوف أمنية وأدى إلى تصعيد التوتر بين الطرفين.
وأشار كاتس في تصريحاته إلى سلسلة من العمليات الإسرائيلية التي استهدفت قيادات بارزة في المنطقة، مؤكدًا مقتل إسماعيل هنية في يوليو الماضي في طهران، إضافة إلى اغتيال حسن نصرالله زعيم حزب الله في بيروت بتاريخ 27 سبتمبر، ويحيى السنوار قائد حركة حماس في غزة بتاريخ 16 أكتوبر.
وأكد كاتس أن هذه العمليات تأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية لضرب ما أسماه "محور الشر"، مشيرًا إلى أن السنوار كان العقل المدبر لهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أشعل فتيل الحرب المستمرة في قطاع غزة.
ووجه كاتس تحذيرًا شديد اللهجة لجماعة الحوثي في اليمن، مؤكدًا أن إسرائيل لن تتهاون في الرد على الهجمات التي تستهدفها. وقال: "سنضرب الحوثيين بقوة، ونستهدف بنيتهم التحتية الاستراتيجية، ونقطع رؤوس قياداتهم، تمامًا كما فعلنا مع هنية ونصرالله والسنوار."
وتابع: "لقد هزمنا حماس، وهزمنا حزب الله، وأعطبنا أنظمة الدفاع الإيرانية، وسنضرب بشدة الحوثيين الذين يمثلون آخر منظمة تستهدف إسرائيل."
وأعلنت جماعة الحوثي الاثنين أنها نفذت هجومين بطائرتين مسيرتين استهدفتا مواقع عسكرية في يافا وعسقلان وسط وجنوب إسرائيل.
إسماعيل هنية، الذي كان يقيم في قطر معظم الوقت، لعب دورًا محوريًا في قيادة الدبلوماسية الدولية لحركة حماس، لا سيما خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة. وكان يُشارك في محادثات غير مباشرة للتوصل إلى وقف إطلاق النار قبل مقتله في طهران.
مقتل هنية يُعد ضربة كبيرة لحركة حماس، خاصة مع تصعيد إسرائيل لعملياتها ضد قيادات الحركة منذ هجوم أكتوبر 2023، الذي تسبب في اندلاع الحرب المستمرة.
التصعيد الإسرائيلي الأخير، سواء من خلال اغتيال القيادات أو تهديد الحوثيين، يعكس استراتيجيتها للضغط على إيران وحلفائها في المنطقة. وفي ظل استمرار الهجمات الحوثية، يبدو أن الصراع في المنطقة مقبل على تصعيد إضافي قد يحمل معه تداعيات واسعة النطاق على المستويين العسكري والسياسي.