تطورات اقليمية
20 ألف قتيل و14 مليون نازح..
الإمارات تحث الأطراف السودانية على العودة إلى طاولة الحوار وتدعو لحل عاجل
رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة بالجهود الدبلوماسية التي تبذلها تركيا لإيجاد حل للأزمة الراهنة في السودان، معلنة استعدادها للتعاون والتنسيق مع أنقرة لإنهاء الصراع الدامي الذي دمر البلاد. جاء ذلك في سياق التزام الإمارات بدعم تسوية الأزمة السودانية، رغم اتهامات غير مبررة وجهها قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، زاعمًا دعم أبوظبي لقوات الدعم السريع، وهو ما نفته الإمارات بالحجة والدليل، مؤكدة موقفها المتوازن والداعي إلى الحوار والتهدئة.
أكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان أن "الجهود التركية تعكس التزام أنقرة العميق بدعم السلام والاستقرار في المنطقة"، معربة عن استعدادها للتعاون مع كافة المساعي الرامية إلى إنهاء الصراع وإيجاد حل شامل للأزمة السودانية.
وأوضحت الوزارة أن الإمارات تركز بشكل أساسي على تحقيق وقف فوري لإطلاق النار ووقف الاقتتال بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، مع إيلاء المسألة الإنسانية أولوية قصوى، حيث قدمت أطنانًا من المساعدات الإغاثية وخصصت 70 مليون دولار لدعم مبادرات معالجة الأزمة الإنسانية.
أشارت الإمارات إلى أهمية العمل مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية لدعم حوار سوداني شامل يضم جميع المكونات السياسية وأطراف النزاع، مع التشديد على احترام الالتزامات المنصوص عليها في "إعلان جدة"، الذي صدر في مايو/أيار 2023، والذي يركز على حماية المدنيين والامتناع عن أي هجوم عسكري.
كما شددت على أهمية منصة "متحالفون لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان"، وهو تحالف إنساني دولي يعمل على توفير المساعدات ودعم جهود السلام.
انتقد البيان غياب القوات المسلحة السودانية عن محادثات السلام الأخيرة في جنيف، معتبرًا ذلك "تجاهلًا لمعاناة الشعب السوداني وعدم الرغبة في الانخراط في جهود إحلال السلام". ودعت الإمارات جميع الأطراف إلى العودة إلى طاولة الحوار والمشاركة الفعالة في تحقيق حل سياسي شامل يضمن تشكيل حكومة بقيادة مدنية.
منذ اندلاع الصراع في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قُتل أكثر من 20 ألف شخص، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فيما تشير أبحاث جامعات أميركية إلى أن العدد الإجمالي قد يصل إلى 130 ألف قتيل نتيجة القتال المباشر وغير المباشر. كما تسبب النزاع في نزوح ولجوء أكثر من 14 مليون شخص، وسط تصاعد تحذيرات أممية من كارثة إنسانية قد تدفع ملايين السودانيين إلى المجاعة بسبب نقص الغذاء واستمرار القتال في 13 ولاية من أصل 18.
أكدت الإمارات أن الحوار والتفاوض هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة وضمان عملية سياسية تؤدي إلى حكومة مدنية. وتتصاعد الدعوات الدولية والإقليمية لوضع حد للصراع السوداني بما يخفف من المعاناة الإنسانية ويجنب البلاد كارثة متفاقمة تهدد استقرار المنطقة بأكملها.