ترجمة
دول غربية وعربية تتحرك نحو دمشق..
أحمد الشرع من زعيم جهادي إلى رئيس حكومة جديدة وإسرائيل تحذر (ترجمة)
في حين تسعى الحكومة السورية الجديدة إلى اكتساب الشرعية الدولية بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، تبدو الدول الغربية منفتحة على إعطاء فرصة للحكومة بقيادة أحمد الشرع، رئيس جماعة هيئة تحرير الشام الإسلامية.
وفي الوقت نفسه، تركز إسرائيل على التأكد من أن حلفائها لن يمنحوا الرجل الذي قاد منظمة جهادية وحشية الحرية الكاملة.
وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل: "من السابق لأوانه تصديق هذه العلامة التجارية الجديدة" وأصبح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك أكبر دبلوماسيين غربيين يزوران العاصمة السورية منذ أن أطاحت قوات يقودها إسلاميون بالرئيس الأسد الشهر الماضي.
وحذر الدبلوماسيان الشرع من أن انتقال السلطة يجب أن يكون سلميا وشاملا. وقال بيربوك: "هذا يتطلب حوارا سياسيا يشارك فيه كل المجموعات العرقية والدينية، ويشارك فيه الرجال والنساء على قدم المساواة".
وقالت في حديثها لـ"الشرع" إن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم عملية الانتقال في سوريا، لكنها حذرت من أن "أوروبا لن تمول هياكل إسلامية جديدة".
وفي إسرائيل، يقود وزير الخارجية جدعون ساعر جهوداً للضغط على العالم لمعاملة حكومة الشرع بريبة شديدة، في حين يحذر من أن الدول الأوروبية حريصة للغاية على تجاهل أي جوانب إشكالية محتملة للحكومة الجديدة من أجل إعادة ملايين اللاجئين الذين فروا من القتال منذ عام 2011.
وقال في مؤتمر عقد الشهر الماضي: "يتحدث العالم عن "تغيير منظم للحكومة في سوريا"، لكن الأمر لا يبدو وكأن الحكومة الجديدة التي تسيطر اليوم على كل سوريا قد انتُخبت ديمقراطياً.
وانضم الشرع، الذي أصبح الآن الزعيم الفعلي لسوريا، إلى تنظيم القاعدة في العراق في عام 2003، حيث ألقت القوات الأميركية القبض عليه. وبعد إطلاق سراحه، أنشأ جبهة النصرة الجهادية لمحاربة الأسد في سوريا.
ففي عام 2013، صنفت وزارة الخارجية الأميركية الشرع كإرهابي، ورصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه بعد أربع سنوات. وفي نهاية المطاف، قطع الشرع علاقات منظمته بتنظيم القاعدة، ومنذ عام 2017، يعمل على تقديم هيئة تحرير الشام كمنظمة معتدلة تركز على الحكم والإطاحة بالأسد.
وألغت الولايات المتحدة المكافأة في ديسمبر/كانون الأول وسط محاولات لتحسين العلاقات مع القيادة السورية الجديدة.
ومنذ توليه السلطة في ديسمبر/كانون الأول، ظل الشرع يدعو إلى التعايش الديني ووعد بعدم فرض الالتزام الصارم بالمبادئ الإسلامية الأساسية. كما استبدل زيه العسكري بالبدلات الرسمية، وتخلى عن اسمه الحربي أبو محمد الجولاني.
وإلى جانب وزير الخارجية، حذر القادة الإسرائيليون أيضاً من مغبة الاستسلام بسهولة للتحول الظاهري الذي يشهده الشرع.
وخلال زيارة إلى قمة جبل الشيخ التي تم الاستيلاء عليها مؤخرًا، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أن الحكام الجدد في سوريا "يتظاهرون بتقديم صورة معتدلة، لكنهم ينتمون إلى أكثر الطوائف الإسلامية تطرفًا".
وفي الوقت نفسه، سارع الدبلوماسيون العرب إلى دمشق للقاء الشرع. وبعد لقاء جمعهما في أواخر ديسمبر/كانون الأول، أعرب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عن دعمه "لحكومة تمثل كل الأطياف في سوريا"، فضلاً عن "صياغة دستور جديد"، وفقاً للتلفزيون الأردني الرسمي.
وأضاف "نحن متفقون على دعم الشعب السوري في إعادة بناء دولته"، مشيرا إلى أن "الدول العربية متفقة على دعم سوريا في هذه المرحلة دون أي تدخل خارجي".
كما زار دمشق مسؤولون كبار من المملكة العربية السعودية وقطر للقاء الشرع.
وسارعت أوكرانيا إلى إعادة ضبط العلاقات بعد سقوط الأسد، الذي تحالف بشكل وثيق مع روسيا. والتقى وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا مع الشرع الأسبوع الماضي، وأرسل الرئيس فولوديمير زيلينسكي 500 طن من الحبوب إلى سوريا وقال إن كييف يمكن أن تساهم في استقرار البلاد.
ورغم أن قادة هيئة تحرير الشام احتفلوا بالهجوم المدمر الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإن القيادة السورية الجديدة تؤكد أنها غير مهتمة بالقتال مع إسرائيل.
وقال الشرع إن نظامه الجديد "ملتزم باتفاقية 1974 ومستعد لإعادة مراقبي الأمم المتحدة"، في إشارة إلى قوات حفظ السلام التي تولت إدارة المنطقة منزوعة السلاح إلى جانب القوات السورية.
وقال الشرع لصحيفة التايمز اللندنية في وقت سابق من هذا الشهر: "نحن لا نريد أي صراع، سواء مع إسرائيل أو أي طرف آخر، ولن نسمح باستخدام سوريا كنقطة انطلاق لشن هجمات. إن الشعب السوري يحتاج إلى استراحة، ويجب أن تنتهي الضربات ويجب على إسرائيل أن تتراجع إلى مواقفها السابقة".
وأكد محافظ دمشق الجديد أن الحكومة الجديدة تريد إقامة علاقات ودية مع إسرائيل. وقال ماهر مروان لشبكة NPR الشهر الماضي: "ليس لدينا أي خوف من إسرائيل، ومشكلتنا ليست مع إسرائيل. هناك شعب يريد التعايش. إنهم يريدون السلام. إنهم لا يريدون النزاعات".
وأضاف "نحن لا نريد التدخل في أي شيء يهدد أمن إسرائيل أو أمن أي دولة أخرى. نحن نريد السلام ولا نستطيع أن نكون معارضين لإسرائيل أو معارضين لأي أحد".
وأشارت إسرائيل إلى رغبتها في إقامة "علاقات صحيحة" مع النظام الجديد، كما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أوائل ديسمبر/كانون الأول. ولكن "إذا سمح هذا النظام لإيران بإعادة تأسيس وجودها في سوريا، أو سمح بنقل الأسلحة الإيرانية أو أي أسلحة أخرى إلى حزب الله، أو هاجمنا، فسوف نرد بقوة وسنطالبه بثمن باهظ".