تطورات اقليمية
زيارة تاريخية..
السعودية تدعو إلى إصلاحات مستدامة في لبنان لتعزيز الشراكة الاستراتيجية
أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عن خطط لزيارة لبنان هذا الأسبوع، والتي ستكون أول زيارة من نوعها منذ سنوات وسط توتر العلاقات بين البلدين، كما أكد أن بلاده ترغب في رؤية "إجراءات وإصلاحات ملموسة" لتعزيز التزامها تجاه بيروت.
وفي كلمة له في المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس بسويسرا، أشاد الأمير فيصل بن فرحان بالانفراجة السياسية الأخيرة التي حققها لبنان ووصفها بأنها أمر إيجابي للغاية.
وقال الوزير السعودي إن "الخطوات الملموسة والإصلاحات ضرورية لتعزيز التزامنا". كما أشار إلى أن "انتخاب رئيس لبنان بعد فترة طويلة من الفراغ في السلطة أمر إيجابي للغاية".
وأعرب الأمير فيصل عن تفاؤله بتشكيل حكومة لبنانية جديدة وقال إن "المناقشات الجارية في لبنان تدعو إلى التفاؤل"، لكنه قال إن "الأمر في يد اللبنانيين، عليهم أن يتخذوا القرار والخيار الذي يخدم تغيير المسار بما يخدم مصالح بلدهم، هذا ما نسمعه، وآمل ترجمة ذلك من خلال إجراءات ملموسة ومستدامة".
وفي التاسع من يناير، انتخب لبنان رئيسا جديدا بعد عامين من الفراغ الرئاسي، وبعد أربعة أيام، تم تعيين رئيس وزراء لتشكيل حكومة جديدة.
والرئيس عون ورئيس الوزراء المكلف نواف سلام من خارج النخبة السياسية، وهناك توقعات بأن تتمكن بيروت أخيرا من التحرر من عقود من الفساد والمحسوبية.
وأكد الوزير السعودي "الحاجة إلى رؤية إصلاحات ملموسة، والتزام في لبنان بأن لا يتطلع إلى الماضي بل إلى المستقبل، من أجل إعادة التفاعل مع البلاد".
ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية السعودي لبنان، الخميس، في زيارة تستغرق يوما واحدا، حيث سيلتقي الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، الذي سيسلمه دعوة رسمية لزيارة السعودية، بحسب وسائل إعلام محلية.
ومن المتوقع أن يلتقي الدبلوماسي الكبير أيضا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء المكلف نواف سلام، وفق ما ذكرت تقارير إعلامية محلية.
وذكرت صحيفة "لوريان لو جور" الفرنسية نقلا عن مصادر أن الوزير السعودي سيعلن عن بدء مرحلة جديدة في العلاقات السعودية اللبنانية ونهاية فترة "العلاقات الباردة" بين البلدين.
وتشير زيارة الخميس إلى دعم الرياض لعون، الذي حصل على الرئاسة بدعم من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، في أعقاب إضعاف نفوذ حزب الله المدعوم من إيران بعد حربه الأخيرة مع إسرائيل - والتي أودت بحياة العديد من قادته، بما في ذلك الأمين العام السابق حسن نصر الله - وانهيار حليفه الرئيسي، سوريا بشار الأسد.
وهذه هي الزيارة الأولى لمسؤول سعودي رفيع المستوى إلى لبنان منذ عام 2015، بعد سنوات من العلاقات الدبلوماسية المتوترة بسبب عدة عوامل، بما في ذلك انحياز لبنان الملحوظ للمصالح الإيرانية، وتورطه في تهريب المخدرات إلى الخليج، وعدم الاستقرار الأمني والاقتصادي المستمر.
وفي إطار هذا الالتزام المتجدد، ستشهد زيارة الرئيس عون المقبلة إلى المملكة العربية السعودية - وهي أول رحلة خارجية رسمية له - توقيع 22 اتفاقية ثنائية تغطي قطاعات الاقتصاد والمالية والزراعة والأمن.
ومن المقرر أن يتم إحياء هذه الاتفاقيات، التي كانت معلقة منذ عام 2017 بسبب التوترات الدبلوماسية، بالتزامن مع رفع الحظر الذي فرضته المملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة على سفر مواطنيها إلى لبنان.
وبحسب صحيفة "لوريان لو جور"، فإن المملكة العربية السعودية تعمل مع قطر والكويت، على إنشاء صندوق مشترك لدعم لبنان.
ويأتي ذلك بعدما أعلنت شركة المملكة القابضة، المملوكة للأمير الوليد بن طلال، الأسبوع الماضي أن فندق فور سيزونز الشهير في بيروت سيعاد افتتاحه في أوائل عام 2026، إيذانا بـ"عصر جديد للبنان بقيادة الرئيس عون".
وبعد انتخابه، تعهد عون خلال خطابه الافتتاحي أمام البرلمان بفتح "مرحلة جديدة" في تاريخ لبنان، متعهدا باتباع سياسة "الحياد الإيجابي" مع تعزيز العلاقات القوية مع الدول العربية.