قضايا وحريات

"أجرت استطلاعا حول أنماط المأكولات المنتشرة بين النساء"..

اليوم الثامن: النساء اليمنيات يكافحن للبقاء وسط نقص الغذاء وتدهور الأوضاع الصحية

مواطنة يمنية تعيش وبناتها الثلاث في مستوطنة للنازحين بمديرية المخا، صورة: © برنامج الأغذية العالمي/أنابيل سيمينغتون

أعلنت مؤسسة "اليوم الثامن" للإعلام والدراسات أن النساء اليمنيات يكافحن بشدة للبقاء وسط ظروف إنسانية وصحية متدهورة، حيث يعاني اليمن من أزمات متفاقمة منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، تفاقمت مع الحرب الحالية التي وضعت البلاد في قلب مجاعة تهدد الملايين، سواء في المدن الجنوبية المحررة أو المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وأوضحت الدكتورة أشجان الفضلي، المدير التنفيذي للمؤسسة، أن استطلاعاً أجرته المؤسسة كشف عن تأثير ارتفاع أسعار المواد الغذائية على قدرة النساء في تحقيق أهدافهن الصحية وتحسين تغذيتهن، مشيرةً إلى أن الخيارات الغذائية المتاحة تتأثر بشكل كبير بالظروف الاقتصادية والاجتماعية.

وأكدت الفضلي أن "الغذاء يشكل ركيزة أساسية لصحة الإنسان ورفاهيته، وله دور محوري في الوقاية من الأمراض المزمنة وتعزيز جودة الحياة".. مشيرة إلى أن الاستطلاع شمل عينة من 60 امرأة وفتاة في عدن وشبوة وتعز وأبين، واستهدف استكشاف العادات الغذائية السائدة ومدى الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن.

وأوضحت أن الاستطلاع الإلكتروني تم تصميمه لجمع بيانات حول الأطعمة التي تتناولها النساء والفتيات يومياً، وتكرار استهلاكهن لمجموعات غذائية مختلفة، بالإضافة إلى العوامل المؤثرة في اختياراتهن الغذائية.

وتبين من خلال تحليل النتائج أن العوامل الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية تلعب دوراً حاسماً في تشكيل العادات الغذائية. 

وأشارت النتائج إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة في اليمن تحد من القدرة على توفير أطعمة صحية ومتنوعة، ما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على صحة النساء والفتيات.

ويُبرز الاستطلاع أهمية معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية لتحسين التغذية لدى النساء، ويضع أسساً لفهم أعمق للأوضاع الصحية في البلاد والتحديات التي تواجهها النساء في ظل هذه الظروف القاسية.

 العوامل الاجتماعية والثقافية

أشارت المؤسسة إلى أن العوامل الاجتماعية والثقافية تلعب دوراً كبيراً في تشكيل عادات الأكل لدى النساء والفتيات في اليمن. وأوضحت أن الأطعمة غالباً ما تكون مرتبطة بالمناسبات الاجتماعية والأعياد، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى الإفراط في تناول الطعام خلال هذه المناسبات.

وأضافت المؤسسة أن التنشئة الاجتماعية تسهم بشكل ملحوظ في تكوين العادات الغذائية، حيث تتعلم الفتيات منذ الصغر عادات الأكل من أمهاتهن وجداتهن، مما يعزز استمرارية هذه العادات عبر الأجيال. كما لفتت إلى أن الصور النمطية المتعلقة بالجمال والرشاقة تؤثر بدورها على اختيارات النساء للأطعمة، حيث تلجأ بعضهن إلى اتباع حميات غذائية غير صحية في محاولة لتحقيق معايير الجمال الشائعة. 

وأكدت المؤسسة على أهمية التوعية والتثقيف الغذائي لمعالجة هذه التحديات، من خلال تعزيز العادات الغذائية السليمة والتخلص من الصور النمطية التي تؤثر سلباً على الصحة.

وكشف الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "اليوم الثامن" عن التأثيرات المباشرة للأزمة الاقتصادية على العادات الغذائية في اليمن، حيث أدى التضخم الناتج عن الحرب إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية، مما جعلها بعيدة عن متناول العديد من الأسر، خاصة تلك ذات الدخل المحدود.

وأوضح الاستطلاع أن نقص التنوع الغذائي بات مشكلة متزايدة، حيث تضطر العديد من الأسر إلى تقليل تنوع الأطعمة التي تستهلكها والتركيز على الأطعمة الأساسية ذات التكلفة المنخفضة، مما أدى إلى نقص حاد في الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الجسم.

وأشار إلى أن هذا النقص في التنوع الغذائي وارتفاع الأسعار أدى إلى انتشار سوء التغذية بشكل واسع، لا سيما بين الفئات الأكثر ضعفاً، مثل الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات. ومع تغير العادات الغذائية التقليدية، أصبحت العديد من الأسر تعتمد على الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة، التي تتميز بانخفاض قيمتها الغذائية رغم كونها أرخص.

وتتحمل المرأة اليمنية عبئاً كبيراً في توفير الغذاء للأسرة، مما يزيد من أعباء العمل اليومية ويحد من وقتها المخصص للرعاية الصحية والتعليم. كما يؤدي سوء التغذية إلى إضعاف جهاز المناعة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مما يفاقم العبء على النظام الصحي المتدهور في البلاد.

وأكدت المؤسسة أن معالجة هذه القضايا تتطلب استراتيجيات شاملة تعزز الأمن الغذائي وتوفر حلولاً مستدامة لتحسين التغذية وضمان حصول الأسر على غذاء صحي ومتنوع.

وسلط الاستطلاع الضوء على الآليات الاقتصادية التي تؤثر بشكل مباشر على العادات الغذائية للأسر اليمنية، وأبرزها انخفاض الدخل وارتفاع الأسعار. فقد أدى انخفاض الدخل إلى تقلص القدرة الشرائية، مما جعل الأسر عاجزة عن شراء الأطعمة الصحية والمغذية. كما تسبب ارتفاع أسعار الوقود في زيادة تكلفة نقل المواد الغذائية، الأمر الذي أدى بدوره إلى ارتفاع أسعارها بشكل ملحوظ.

وأوضحت المؤسسة أن هذه الآليات الاقتصادية لا تؤثر فقط على تنوع الغذاء المتاح، بل تنعكس بشكل مباشر على الأهداف الصحية التي تسعى النساء لتحقيقها. فعلى سبيل المثال، أشار الاستطلاع إلى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية قد يدفع العديد من النساء إلى التركيز على أهداف تتعلق بإنقاص الوزن بدلاً من تحسين التغذية بشكل عام، وذلك نتيجة محدودية الخيارات المتاحة أمامهن.

وأكدت المؤسسة أن هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية فهم الأهداف الصحية في سياقها الاقتصادي والاجتماعي، حيث تُظهر أن العوامل الخارجية، مثل التضخم وارتفاع الأسعار، تلعب دوراً حاسماً في تشكيل القرارات الغذائية والصحية للأفراد. وشددت على ضرورة تبني استراتيجيات تعالج الجوانب الاقتصادية والاجتماعية لضمان تمكين الأسر من الوصول إلى غذاء صحي ومتنوع، مع مراعاة تحقيق التوازن بين الأهداف الصحية الفردية والواقع الاقتصادي الصعب. 

وأظهرت نتائج الأهداف الصحية لـ 60 سيدة وفتاة يسعين لتحقيقها، أن 36.7% من المشاركات، أكدن أن تحسين التغذية يمثل الهدف الصحي الأول لهن، مما يشير إلى أن أكثر من ثلث النساء والفتيات يطمحن إلى تحسين نظامهن الغذائي.

وفيما يتعلق بالأهداف الأخرى، أوضح الاستطلاع أن 26.7%  من المشاركات ركزن على إنقاص الوزن، في حين كانت زيادة النشاط البدني هدفاً لـ 13.3% ، وهو نفس النسبة التي أبدت اهتماماً بالحصول على ساعات كافية من النوم.

وتعكس هذه النتائج التحديات الصحية التي تواجه النساء والفتيات في اليمن، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تؤثر بشكل مباشر على قدرة الأسر على تحقيق تغذية متوازنة وصحية.

نتائج إيجابية

كشف الاستطلاع عن اهتمام واضح لدى النساء بصحتهن، إذ تبين أن بعض المشاركات يتناولن مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية، بما في ذلك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات. كما أظهرت النتائج التزام بعض النساء بنظام غذائي صحي لمدة ستة أشهر، مما يعكس إرادة قوية لتحسين نمط حياتهن.

عادات تحتاج إلى تحسين

رغم الإيجابيات، سلط الاستطلاع الضوء على تحديات تواجه النساء في الحفاظ على تغذية متوازنة. إذ أظهر الاعتماد المفرط على الأرز كمصدر أساسي للكربوهيدرات، مما يحد من تنوع النظام الغذائي. كما أشار إلى استهلاك مفرط للشاي والقهوة بين العديد من المشاركات، على الرغم من ارتباط ذلك بمشكلات صحية.

توصيات لتحسين التغذية

خلصت المؤسسة إلى مجموعة من التوصيات لتحسين العادات الغذائية، أبرزها:

1. تنويع مصادر البروتين لتشمل اللحوم الحمراء الخالية من الدهون والبقوليات.

2. زيادة استهلاك الخضروات الورقية الغنية بالألياف والفيتامينات.

3. تقليل الاعتماد على الأرز واستبداله بحبوب كاملة مثل القمح والشعير.

4. الاعتدال في تناول المكسرات نظراً لارتفاع سعراتها الحرارية.

5. شرب كميات كافية من الماء يوميًا لدعم وظائف الجسم.

6. استشارة مختصي التغذية للحصول على خطط غذائية مناسبة.

تأثير الوضع الاقتصادي

أكدت المؤسسة أن انخفاض الدخل وارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب الأزمة الاقتصادية أدى إلى تقلص القدرة الشرائية للأسر، مما اضطرها إلى تقليل تنوع الأطعمة والاعتماد على الأطعمة الأساسية الأقل تكلفة، مثل الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة، التي غالبًا ما تفتقر إلى العناصر الغذائية الضرورية.

مقترحات لمعالجة التحديات

- تنظيم حملات توعية مجتمعية لتعزيز ثقافة التغذية الصحية.

- تسهيل الوصول إلى الأطعمة الصحية بأسعار معقولة من خلال دعم الزراعة المحلية والسياسات الغذائية.

- توفير مساعدات غذائية وبرامج تغذية للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.

- تقديم دعم نفسي وبرامج توعية لمساعدة النساء على تجاوز التحديات المرتبطة بتحقيق أهدافهن الصحية.

ختامًا

أوضحت المؤسسة أن هناك فجوة واضحة بين المعرفة بأهمية التغذية الصحية وتطبيقها، حيث تواجه النساء اليمنيات تحديات عديدة مرتبطة بضغوط الحياة اليومية، وعدم توفر الأطعمة الصحية بسهولة، والوضع الاقتصادي المتدهور. وأكدت على ضرورة تضافر الجهود من الأفراد والمجتمع والحكومة لتحسين العادات الغذائية وتعزيز الصحة العامة.

بزشكيان ينفي نية إيران اغتيال ترامب.. تصريحات تثير غضب وكلاء خامنئي


منظمة الصحة العالمية تأسف بانسحاب الولايات المتحدة وتدعو إلى إعادة النظر


الجيش الإسرائيلي يشن عملية واسعة النطاق في جنين بالضفة الغربية (ترجمة)


السعودية تدعو إلى إصلاحات مستدامة في لبنان لتعزيز الشراكة الاستراتيجية