السعودية تدعم الجيش اللبناني في مواجهة حزب الله.. هل تنجح هذه الاستراتيجية؟

شهد لبنان مؤخرًا تصاعدًا في التوترات بين أنصار حزب الله والجيش اللبناني، مما أدى إلى تدخلات إقليمية ودولية. السعودية، التي تراقب الوضع عن كثب، أعلنت دعمها الواضح للمؤسسة العسكرية اللبنانية، معتبرة أن أي تساهل مع حزب الله قد يؤدي إلى دمار لبنان وعودة الفوضى السياسية والأمنية التي كانت سائدة قبل انتخاب الرئيس جوزيف عون.

وفي بيان صادر عن الخارجية السعودية يوم الأحد، أعربت المملكة عن دعمها الكامل للإجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية لمواجهة محاولات العبث بأمن المواطنين والتعامل بحزم مع الاعتداء على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). كما أكدت السعودية دعمها للرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام وللجيش اللبناني في جهوده لتحقيق الأمن والاستقرار.

من جهته، تبرأ حزب الله من الهجوم على قوة اليونيفيل وندد به، رغم التقارير التي ربطت الهجوم بمئات من المحتجين التابعين للحزب. وأصدر الحزب بيانًا يوم الأحد أعرب فيه عن رفضه القاطع لأي استهداف لليونيفيل أو للممتلكات العامة والخاصة.

وتعرض موكب لقوة اليونيفيل لهجوم يوم الجمعة على طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، مما أدى إلى إصابة اثنين من ضباطها بجروح. وتم إيقاف أكثر من 25 شخصًا على خلفية هذا الهجوم، وفقًا لتصريحات وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار.

في سياق الضغوط الخارجية، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنزع سلاح حزب الله بالكامل، وذلك خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو. كما أن المؤسسات الرسمية اللبنانية لم تلتزم الصمت هذه المرة، وأكدت رفضها لأي محاولة لخلق مناخ من الفوضى.

وأكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أن سلامة وأمن مطار بيروت الدولي فوق كل اعتبار، وشدد على أن السلطات لن تتسامح مع أي إخلال بذلك. جاءت تصريحات سلام بعد اجتماعه مع الرئيس عون في قصر بعبدا الرئاسي شرق بيروت.

يبدو أن الوضع في لبنان يشهد تصعيدًا متبادلًا بين حزب الله والجيش اللبناني، مع تدخلات إقليمية ودولية تسعى إلى دعم استقرار لبنان ومنع أي عودة للفوضى. السعودية، بدعمها الواضح للجيش اللبناني، تسعى إلى إبقاء حزب الله تحت المراقبة ومنعه من السيطرة على المؤسسات الشرعية في لبنان.