تطورات اقليمية

الصراع الفلسطيني الاسرائيلي..

الهدنة على حافة الانهيار: تأجيل إسرائيلي للإفراج عن الأسرى يهدد استمرار الاتفاق

عناصر «حماس» يستعرضون الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم حديثاً ضمن اتفاق الهدنة (أ.ف.ب)

غزة

في ظل تطورات متسارعة تمزج بين محاولات التهدئة ومخاطر التصعيد، يواجه اتفاق الهدنة اختباراً حاسماً بعد قرار إسرائيلي مفاجئ بتأجيل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، رغم التزام حركة "حماس" بتسليم الرهائن. 

هذا التأجيل أثار مخاوف جدية، خاصة مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي وصف فيها عملية التسليم بـ"المهينة"، مما يترك مصير الاتفاق معلقاً بين المناورات السياسية والضغوط الدولية لاستعادة التهدئة.

وأعلن مكتب نتنياهو يوم الأحد أن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين سيظل مؤجلاً حتى تنهي "حماس" ما وصفها بـ"المراسم المهينة" أثناء تسليم الرهائن، في إشارة محتملة إلى فيديو نشرته الحركة يظهر رهينتين لم يتم الإفراج عنهما بعد وهما يتابعان عملية التسليم التي جرت يوم السبت، إلى جانب لقطة لأحد الرهائن وهو يقبل رأس أحد عناصر الحركة. 

في المقابل، حذر عضو المكتب السياسي لحماس، باسم نعيم، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، من أن تصرفات الحكومة الإسرائيلية تعرض الاتفاق لـ"خطر شديد"، داعياً الوسطاء، وخاصة الأمريكيين، إلى الضغط لضمان تنفيذ بنود الاتفاق والإفراج الفوري عن الأسرى.

الاتفاق، الذي أُبرم في 19 يناير الماضي على ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يوماً، شهد تعثراً سابقاً عندما علقت "حماس" في 10 فبراير عمليات الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، احتجاجاً على "انتهاكات إسرائيل" لوقف إطلاق النار، قبل أن يتدخل الوسطاء لإنقاذ الوضع بتفاهمات شملت زيادة المساعدات الإنسانية. ومع اقتراب المرحلة الأولى من نهايتها خلال أسبوع، كان من المفترض أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية في 3 فبراير، لكن العراقيل الإسرائيلية أثارت شكوكاً حول استمرارية الصفقة.

الأكاديمي المصري الدكتور أحمد فؤاد أنور، المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، يرى أن نتنياهو يسعى من خلال هذه الخطوة لصرف الانتباه عن الانتقادات الموجهة ضده داخلياً، متوقعاً أن تعود الجهود الدولية لإعادة الاتفاق إلى مساره مع ضغوط على الجانب الفلسطيني لإبداء المرونة وتفادي ذرائع جديدة قد يستخدمها نتنياهو لاحقاً. 

من جهته، يعتبر المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب أن هذا التأجيل جزء من استراتيجية إسرائيلية لتهديد الاتفاق بشكل مستمر، مشيراً إلى أن نتنياهو سيواصل البحث عن مبررات لتعطيل المرحلة الثانية، لكنه يتوقع نجاح الوسطاء في إنقاذ التهدئة وإجبار إسرائيل على الالتزام.

وفي سياق متصل، أعلن مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف أنه قد يصل إلى المنطقة يوم الأربعاء لمناقشة استكمال الصفقة، مؤكداً في تصريح لـ"سي إن إن" أن الولايات المتحدة تتوقع تقدماً في المرحلة الثانية، مع احتمال تمديد المرحلة الأولى. وكان من المقرر أن تفرج إسرائيل عن 620 أسيراً فلسطينياً مقابل تسليم "حماس" لـ6 رهائن إسرائيليين يوم السبت كجزء من المرحلة الأولى. 

لكن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، التي أشار فيها إلى استعداد الجيش لـ"بقاء طويل" في مناطق بالضفة الغربية، عززت المخاوف من تصعيد محتمل.

ويعتقد المحللون أن الضغوط الأمريكية ستكون حاسمة في تحديد مصير الاتفاق، حيث يرى أنور أن نتنياهو قد يستمر في تأجيج التوترات لعرقلة التهدئة، بينما يتوقع الرقب أن يركز ويتكوف على تمديد المرحلة الأولى واستكمال الثانية، مع تحديات كبيرة تواجه المرحلة الثالثة المتعلقة بالإعمار، التي قد تتعرض لتهديدات جديدة إذا استمر التصعيد.

سوريا على أعتاب حكومة انتقالية: آمال الاستقرار وتحديات التنوع


كيف استخدم الموساد الإبداع الاستخباراتي لقلب موازين الحرب ضد حزب الله في لبنان؟


ميشيل أليو ماري تسلط الضوء على نضال الإيرانيات في باريس


الشيخ محمد بن زايد يدعم السلام ويوقّع اتفاقيات طاقة نظيفة