الذكاء الاصطناعي يقود التحول الحكومي في أبوظبي: اتفاقية مع مايكروسوفت وكور 42

أعلنت دائرة التمكين الحكومي في أبوظبي عن توقيع اتفاقية مع شركتي مايكروسوفت وكور 42 لتطوير نظام سحابي سيادي يعزز كفاءة الخدمات الحكومية من خلال الذكاء الاصطناعي. تهدف الاتفاقية، التي أُبرمت في 18 مارس 2025، إلى تعزيز الابتكار والسيادة الرقمية، مما يضع أبوظبي في صدارة الدول الرائدة في توظيف التكنولوجيا الحديثة.

تفاصيل الاتفاقية

تتيح الاتفاقية إنشاء بيئة حوسبة سحابية موحدة قادرة على معالجة أكثر من نصف مليون تفاعل رقمي يومي بين الحكومة والمواطنين والشركات. وتستند هذه المبادرة إلى البنية التحتية التقنية المتطورة التي تمتلكها أبوظبي، بفضل وجود شركة جي 42، بالإضافة إلى الدعم المالي والسياسي اللازمين لتنفيذ التجربة دون معوقات. وتطمح الحكومة إلى أن تصبح أول حكومة في العالم تعتمد الذكاء الاصطناعي بالكامل بحلول 2027، مما يعزز الكفاءة والشفافية ويدعم بيئة مبتكرة للقطاع العام.

الجهود الدبلوماسية والشراكات

زار الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني ورئيس مجموعة أبوظبي القابضة، واشنطن لمناقشة خارطة طريق لتكامل الذكاء الاصطناعي مع الخدمات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في سياق شراكات متينة بين الإمارات والولايات المتحدة، حيث شهد عام 2024 استثمارات كبيرة، منها 1.5 مليار دولار من مايكروسوفت في جي 42، وإنشاء مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر، وتأسيس "مؤسسة الذكاء الاصطناعي المسؤول" لتعزيز الممارسات الأخلاقية.

أهمية التجربة

يُنظر إلى تجربة أبوظبي كنواة محتملة لأكبر تجارب العالم في توظيف الذكاء الاصطناعي، نظرًا لتوفر المقومات الفريدة من هيكلية حكومية مرنة، وبنية تقنية متقدمة، ودعم مالي وسياسي. ويهدف المشروع إلى ترسيخ السيادة الرقمية وتقديم نموذج قابل للتطبيق في الإمارات والمنطقة العربية والعالم.

تصريحات المسؤولين

أكد ساتيا ناديلا، رئيس مايكروسوفت، أن أبوظبي تقود تحولًا في طريقة عمل الحكومات عبر الذكاء الاصطناعي. وقال بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لجي 42، إن الاتفاقية تدعم رؤية أبوظبي لتصبح رائدة عالميًا في هذا المجال.

تمثل هذه الاتفاقية خطوة استراتيجية تعزز مكانة أبوظبي كمركز للابتكار التكنولوجي، وتؤكد التزام الإمارات بتطوير الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمع والاقتصاد، مع إمكانية تصدير هذه التجربة عالميًا.