تطورات اقليمية
استخدام تطبيق مراسلة لمناقشة خطط عسكرية..
تسريب خطة هجوم اليمن: كيف أثرت الثغرات الأمنية في إدارة ترمب على حياة الطيارين؟
تسريب خطة هجوم أمريكية على اليمن: خطأ فادح يهدد الأمن القومي
نشرت مجلة «ذي أتلانتيك» تقريراً صادماً يوم الأربعاء، كشفت فيه عن نص كامل لخطة هجوم أمريكي وشيك على اليمن، تمت مشاركته عبر مجموعة دردشة تضم كبار المسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترمب. الأمر المثير للجدل أن رئيس تحرير المجلة، جيفري غولدبرغ، أُضيف إلى المجموعة عن طريق الخطأ، مما سمح له بالاطلاع على تفاصيل العملية العسكرية قبل تنفيذها.
تفاصيل الحادثة
وفقاً للمجلة، تلقى غولدبرغ رسالة نصية عبر تطبيق «سيغنال» في الساعة 11:44 صباحاً يوم السبت 15 مارس 2025، تحتوي على خطة تفصيلية لضربات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن. تضمنت الخطة مواعيد دقيقة للضربات، أنواع الطائرات المستخدمة مثل «إف-18» وطائرات «MQ-9» بدون طيار، بالإضافة إلى أهداف محددة، بما في ذلك قيادي حوثي بارز. بدأت العملية فعلياً قبل الساعة الثانية ظهراً، مما يعني أن غولدبرغ كان على علم بالهجوم قبل ساعتين من تنفيذه.
نشرت المجلة لقطات شاشة للمحادثة، كشفت عن مشاركة مسؤولين بارزين مثل وزير الدفاع بيت هيغسيث، نائب الرئيس جي دي فانس، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز. وأشارت الرسائل إلى تأكيد القيادة المركزية الأمريكية لجاهزية العملية، مع تفاصيل مثل:
الساعة 12:15 ظهراً: إطلاق طائرات «إف-18» للضربة الأولى.
الساعة 13:45 ظهراً: بدء نافذة الضربة الأولى، مع إطلاق طائرات بدون طيار.
الساعة 15:36 عصراً: إطلاق صواريخ «توماهوك» من البحر.
رد الإدارة الأمريكية
نفت إدارة ترمب مراراً أن المحادثة احتوت على معلومات سرية، واعتبرتها مداولات داخلية. في بيان للسكرتيرة الصحفية كارولين ليفيت، أكدت الإدارة أن الرسائل لم تتضمن بيانات سرية، لكنها عارضت نشرها لأنها كانت تتعلق بمناقشات حساسة بين كبار الموظفين. ومع ذلك، لم يوضح البيان طبيعة الحساسية أو تأثير النشر على الأمن القومي بعد تنفيذ الضربات.
الخرق الأمني وتداعياته
أشار غولدبرغ إلى أن إضافته إلى المجموعة كانت خطأً فادحاً، محذراً من أن وصول الرسائل إلى شخص معادٍ كان سيمنح الحوثيين وقتاً كافياً للاستعداد، مما قد يعرض حياة الطيارين الأمريكيين للخطر. كما انتقد استخدام تطبيق تجاري مثل «سيغنال» لمناقشة خطط عسكرية، وهو أمر غير معتاد في التعامل مع قضايا الأمن القومي.
نتائج الهجوم
أفادت وزارة الصحة اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون بمقتل 53 شخصاً على الأقل في الغارات، وهو رقم لم يتم التحقق منه بشكل مستقل. في المقابل، أشاد مسؤولو الإدارة بالعملية، حيث أكد هيغسيث استمرار الغارات ونجاحها في تحقيق أهدافها.
الانتقادات والجدل
تعرضت «ذي أتلانتيك» لانتقادات من البيت الأبيض، حيث اعتبر تايلور بودوفيتش، معاون رئيسة المكتب الرئاسي، أن المجلة تروج لرواية مبالغ فيها. وأشار إلى تناقض بين مقالين نشرتهما المجلة، حيث بدا التقرير الأول يبالغ في سرية الرسائل مقارنة بالثاني.
يكشف هذا التسريب عن ثغرات خطيرة في إدارة المعلومات الحساسة داخل إدارة ترمب، ويثير تساؤلات حول الأمن السيبراني ومسؤولية المسؤولين في حماية العمليات العسكرية. ورغم نجاح الهجوم من الناحية العملياتية، فإن الحادثة تظهر الحاجة إلى تعزيز البروتوكولات الأمنية لضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء مستقبلاً.