14 غارة تهز الحديدة: تداعيات الضربات الأمريكية على ميناء رأس عيسى الحيوي للحوثيين

نفذت القوات الجوية الأمريكية غارات جوية مكثفة استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، وهو أحد أهم الموارد المالية لجماعة الحوثي. أسفرت الضربات عن تدمير البنية التحتية للميناء، ومقتل 38 شخصاً وإصابة أكثر من 102 آخرين، وفقاً للحصيلة الأولية التي أعلنها الحوثيون عبر قناة "المسيرة" ووزارة الصحة التابعة لهم، مع توقعات بارتفاع الأعداد بسبب استمرار عمليات الإنقاذ ووجود أشلاء لم يتم التعرف عليها بعد.

أهداف الضربات: وفقاً لبيان القيادة العسكرية المركزية الأمريكية، تهدف الضربات إلى:

إضعاف القدرات المالية والعسكرية للحوثيين: يُعتبر الميناء مصدراً رئيسياً للإيرادات غير المشروعة التي تمول أنشطة الحوثيين، بما في ذلك هجماتهم على الملاحة الدولية.

منع استخدام الموانئ كقواعد عسكرية: أشار البيان إلى تحويل الحوثيين لبعض المنشآت البحرية إلى مواقع عسكرية لشن هجمات في البحر الأحمر.

حماية الأمن الإقليمي والدولي: تأتي الضربات في إطار جهود الولايات المتحدة لوقف هجمات الحوثيين على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.

تفاصيل العملية:

التنفيذ: استهدفت الغارات، التي بلغ عددها 14 وفقاً لوسائل إعلام الحوثيين، البنية التحتية للميناء، مما تسبب في حرائق ضخمة وأعمدة دخان كثيفة، كما أظهرت لقطات بثتها قناة "المسيرة".

الخسائر البشرية: أعلن أنيس الأصبحي، الناطق باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين، عن ارتفاع عدد الضحايا، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ لا تزال تعمل على انتشال الضحايا وإخماد الحرائق.

ردود الفعل المحلية: أعلن الحوثيون عن تنظيم تظاهرات يوم الجمعة للتنديد بالضربات الأمريكية ولدعم الفلسطينيين في غزة.

السياق الإقليمي:

هجمات الحوثيين: منذ 15 مارس 2025، استأنف الحوثيون هجماتهم على السفن العسكرية الأمريكية والإسرائيلية، مدعين أن ذلك تضامن مع الفلسطينيين بعد استئناف إسرائيل هجومها على غزة ووقف الإمدادات عن القطاع.

الدعم الإيراني: تتهم الولايات المتحدة إيران بدعم الحوثيين لوجستياً وعسكرياً، بينما حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طهران من استمرار هذا الدعم.

اتهامات لشركات أجنبية: أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن شركة "تشانغ غوانغ" الصينية للأقمار الصناعية تقدم صوراً دقيقة للحوثيين، مما يدعم هجماتهم، وهي الشركة التي سبق أن فُرضت عليها عقوبات أمريكية عام 2023.

الإجراءات الأمريكية الإضافية:

عقوبات اقتصادية: فرضت الولايات المتحدة عقوبات على "بنك اليمن الدولي" وكبار مسؤوليه، متهمة إياه بدعم الحوثيين.

عمليات عسكرية مستمرة: تتعرض مناطق سيطرة الحوثيين لغارات شبه يومية منذ إعلان واشنطن في مارس 2025 عن عملية عسكرية للحد من هجماتهم.

ردود الفعل الدولية:

فرنسا: أعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو أن فرقاطة فرنسية دمرت طائرة بدون طيار أطلقت من اليمن، مؤكداً التزام بلاده بحرية الملاحة البحرية.

إسرائيل: أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن صباح الجمعة.

تُعد الضربات الأمريكية على ميناء رأس عيسى جزءاً من استراتيجية أوسع للحد من نفوذ الحوثيين وقدراتهم العسكرية والاقتصادية، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية المرتبطة بالصراع في غزة وهجمات الحوثيين على الملاحة الدولية. وعلى الرغم من الخسائر البشرية والبنية التحتية، يواصل الحوثيون التصعيد، مما ينذر باستمرار التوترات في المنطقة.