الإمارات في مواجهة أكاذيب البرهان: دبلوماسية السلام تتحدى محاولات التعطيل في محكمة العدل الدولية

تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها الحثيثة لدعم السلام والاستقرار في السودان، عبر حراك دبلوماسي وإنساني عالمي يمتد من أبوظبي إلى لاهاي، مروراً بسويسرا، إثيوبيا، لندن، ونيويورك. تهدف هذه الجهود إلى إنهاء النزاع السوداني سلمياً، وتخفيف معاناة الشعب السوداني، رغم محاولات حكومة الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان لعرقلة هذا الحراك عبر اتهامات باطلة.

الحراك الدبلوماسي الإماراتي

منذ اندلاع الأزمة في السودان في 15 أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، أكدت الإمارات موقفها الثابت الداعي إلى وقف إطلاق النار والحل السلمي. شاركت الإمارات في عدة محافل دولية لتحقيق هذا الهدف، منها:

مؤتمر لندن حول السودان (أبريل 2025)، حيث قدمت رؤية لحل سياسي بقيادة مدنية، داعية إلى مساءلة مرتكبي الجرائم من الطرفين.

المؤتمر الإنساني في أديس أبابا (فبراير 2025)، بالتعاون مع إثيوبيا والاتحاد الأفريقي، حيث تعهدت بتقديم 200 مليون دولار إضافية.

محادثات سويسرا (أغسطس 2024)، ضمن منصة "متحالفين لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام"، التي أسهمت في إيصال 3114 طنًا من الإمدادات لنحو 300 ألف شخص في دارفور.

اجتماعات الأمم المتحدة، حيث أكد السفير محمد أبوشهاب ضرورة وقف إطلاق النار والتحول إلى حكومة مدنية مستقلة.

اجتماعات الجامعة العربية (الدورة 163، القاهرة)، لتعزيز الجهود العربية للسلام في السودان.

الدعم الإنساني

قدمت الإمارات أكثر من 3.5 مليار دولار كمساعدات للسودان خلال العقد الماضي، بما في ذلك 600.4 مليون دولار منذ بداية الأزمة الحالية. تركز هذه المساعدات على دعم الفئات الأكثر ضعفاً، خاصة النساء والأطفال، مع ضمان الحيادية في التوزيع بعيداً عن أي اعتبارات سياسية.

مواجهة الادعاءات الباطلة

رفعت حكومة الجيش السوداني دعوى ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية في لاهاي في أبريل 2025، متهمة إياها دون أدلة بانتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية بدعم قوات الدعم السريع. ومع ذلك، كشف تقرير مجلس الأمن الدولي زيف هذه الادعاءات. وأكدت السفيرة أميرة الحفيت في أمستردام أن هذه الاتهامات لن تعيق التزام الإمارات بدعم الشعب السوداني، مشددة على المبادئ الإنسانية الثابتة للدولة. ومن المقرر أن تصدر المحكمة قرارها اليوم الإثنين، والذي يُتوقع أن يعزز موقف الإمارات.

التحديات والرؤية المستقبلية

رغم محاولات حكومة الجيش السوداني لتشويه سمعة الإمارات، حولت الأخيرة المحاكمة في لاهاي إلى منصة لعرض جهودها الإنسانية والدبلوماسية. وتدعو الإمارات إلى:

وقف إطلاق النار فوري ودائم.

ضمان حياد المنظمات الدولية لتوزيع المساعدات دون عوائق.

حل سياسي يقوده المدنيون يعكس إرادة الشعب السوداني.

حماية العمل الأممي من التسييس، مع انتقاد التسريبات الانتقائية التي تهدف إلى تقويض نزاهة المنظمات الدولية.

تظل دولة الإمارات ملتزمة بدعم الشعب السوداني من خلال جهود دبلوماسية وإنسانية مكثفة، رغم التحديات والادعاءات الباطلة. ومع انتظار قرار محكمة العدل الدولية، تؤكد الإمارات استمرارها في دعم الحل السلمي للأزمة السودانية، والعمل مع الشركاء الدوليين لتحقيق الاستقرار والتنمية في السودان، مؤكدة أن الحل يكمن في الحوار السياسي بقيادة مدنية بعيداً عن العسكرة.