تطورات اقليمية

صراع المغرب والجزائر..

كمال ازنيدر لـ(اليوم الثامن): الصراع المغربي والجزائري لا يجب أن يمزق وحدة الجاليات المغاربية في فرنسا

الكاتب والباحث المغربي كمال ازنيدر المقيم منذ سنوات بالديار الفرنسية - أرشيف

في ظل التوترات السياسية والدبلوماسية المستمرة بين المغرب والجزائر، تتجاوز تداعيات هذا الصراع حدود البلدين لتلقي بظلالها على الجاليتين المغربية والجزائرية المقيمتين في فرنسا، مهددة وحدتهما المجتمعية التي طالما جمعتها روابط اللغة، التاريخ، والدين. في هذا الحوار الحصري الذي أجرته "اليوم الثامن" مع الكاتب والباحث المغربي كمال ازنيدر، المقيم في فرنسا منذ سنوات، نسلط الضوء على جذور هذا الصراع، وتأثيره على الجالية المغاربية، وسبل بناء ثقافة تعايش بعيدًا عن الانقسامات السياسية، في محاولة لتعزيز الأخوة والوحدة بين أبناء المنطقة المغاربية في المهجر.

1. في رأيكم، ما هي الجذور التاريخية والسياسية التي أوصلت العلاقة بين المغرب والجزائر إلى هذا المستوى من التوتر؟

• في رأيي، تكمن جذور التوتر القائم بين المغرب والجزائر في تراكم معقد من العوامل التاريخية والسياسية، تعود إلى ما قبل فترة الاستقلال، وبالضبط إلى لحظة الانقسام وتشكل هويتين سياسيتين مختلفتين لكل من البلدين.

ففي القرن السادس عشر، اختارت الجزائر الانضواء تحت راية الدولة العثمانية، بينما حافظ المغرب على استقلاله تحت سلطات محلية متعددة، إلى أن توحد لاحقا في القرن السابع عشر مع قيام الدولة العلوية. وقد أسست هذه الدولة لنموذج سياسي قائم على الشرعية الدينية للنسب النبوي، ما أرسى دعائم سيادة داخلية مستقلة عن أي سلطة خارجية.

هذا التباين بين انتماء الجزائر إلى الإمبراطورية العثمانية وبناء المغرب لهويته السياسية المحلية ساهم في تشكيل مسارين مختلفين للدولة والسلطة، مما عمق من التمايز في الرؤية السيادية والسياسية بين الجارين، ورسخ نوعا من التنافس الرمزي والفعلي في المجال المغاربي.

ومع نهاية الاستعمار الفرنسي، لم تمح هذه التراكمات، بل أعيد إنتاجها في سياقات جديدة. فقد فجرت "حرب الرمال" الخلافات الحدودية التي كانت قائمة منذ زمن، ثم تعمقت الهوة أكثر مع دعم الجزائر لجبهة البوليساريو، وهو ما اعتبره المغرب تهديدا لوحدته الترابية. هذه المحطات رسخت أزمة ثقة بين البلدين، أصبحت معها العلاقات الثنائية محكومة بتاريخ من الريبة والتوتر.

وعليه، فإن فهم الوضع الراهن لا يمكن أن يقتصر على الوقائع المعاصرة فحسب، بل يستدعي استحضار السياقات التاريخية التي ساهمت في صياغة التباعد السياسي والرمزي بين الدولتين، والذي لا يزال يلقي بظلاله على أي محاولة لبناء علاقات طبيعية ومستقرة في المنطقة المغاربية.

2. إلى أي مدى تعتبر قضية الصحراء الغربية نقطة محورية في استمرار هذا الخلاف، أم أن هناك أسبابا أعمق ترتبط بالتنافس الإقليمي والهوية؟

• قضية الصحراء، يمكن القول أنها هي جوهر الصراع في الزمن المعاصر، لكنها ليست السبب الوحيد. فهناك أيضا صراع غير معلن حول الزعامة في المنطقة المغاربية. كل طرف يسعى لتعزيز موقعه الجيوسياسي: المغرب عبر انفتاحه على إفريقيا وأوروبا، والجزائر من خلال ثقلها الطاقي والعسكري. ينضاف إلى هذا بعدا نفسيا وتاريخيا يتعلق بميراث ما بعد الاستعمار، والاختلاف في رؤية كل نظام للحكم والدور الإقليمي.

فمنذ ستينيات القرن الماضي، تموقع المغرب بوضوح ضمن المعسكر الغربي، سواء عبر علاقاته التاريخية بفرنسا والولايات المتحدة أو من خلال خياراته الاقتصادية والسياسية الليبرالية. في المقابل، تبنت الجزائر، منذ استقلالها، خطابا ثوريا اشتراكيا مناهضا للإمبريالية، وانخرطت في سياسة عدم الانحياز لكنها مالت بشكل واضح نحو الكتلة الشرقية آنذاك.

وهنا يكمن جوهر المفارقة: فلو كان التيار الانفصالي في الأراضي الصحراوية ليبرالي التوجه ومؤيدا للغرب، لما حظي بهذا الدعم الجزائري. فدعم الجزائر لجبهة البوليساريو لا ينبع من اعتبارات جغرافية أو قومية، بل من تقاطع أيديولوجي مع توجهات انفصاليو الصحراء المناهضة لما يعتبره تمددا "إمبرياليا" غربيا في المنطقة. 

أما المغرب، فخلال نفس الحقبة، اختار التحالف مع العواصم الغربية وفتح أبوابه للاستثمارات الأجنبية، وهو ما رسخ الانقسام بين النظامين، وجعلهما يمثلان نموذجين متناقضين في الحكم وكذا في التوجه الجيوسياسي.

إذن فالصراع ليس مجرد صراع على الأرض أو النفوذ، بل أكثر من هذا هو أيضا صراع رمزي بين نموذجين: نموذج "دولة الثورة" في الجزائر، ونموذج "الدولة الحليفة للغرب" في المغرب. وكلما تأزم هذا التناقض، زادت المسافة بين البلدين، سياسيا وللأسف الشديد حتى شعبيا.

3. هل لاحظتم تغيرا في طبيعة العلاقة بين أفراد الجاليتين المغربية والجزائرية في فرنسا مع تصاعد الأزمة بين البلدين؟

• بصراحة، على المستوى الشخصي، لا يمكنني إلا أن أشيد بتجربتي مع كل الجزائريين الذين التقيتهم في فرنسا. بل أقولها دون تردد: جميعهم عاملوني بود واحترام أكثر من بعض المغاربة أنفسهم. هذا ليس مجاملة، بل لأنهم شعروا أني مغربيا لا يكن لهم أي عداء، لا يهين هويتهم، ولا يتعالى عليهم بخطاب "الريادة التاريخية" أو "التفوق الثقافي".

فما لاحظته انطلاقا من محيطي وتجاربي الشخصية أن العلاقة بين المغاربة والجزائريين في فرنسا ليست حتما متأثرة سلبا بالخلاف السياسي، بل تتأثر أكثر بطريقة تعاطي الأفراد مع هذا الخلاف. من يحمل الأفراد تبعات سياسات الحكومات، هو من يخلق التوتر. أما من يرى الآخر كجار وشقيق ورفيق تجربة، فحتى الحديث في السياسة لا يفسد العلاقة.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن هناك حذرا متزايدا، خاصة في النقاشات المتعلقة بالصحراء أو التطبيع مع الكيان الصهيوني وتاريخ الاستعمار أو الشرعية السياسية في كل بلد. بعض هذه النقاشات تتحول إلى صدامات لفظية على مواقع التواصل، أو في الأحياء الشعبية المختلطة. وهنا يصبح دور النضج الشخصي والتربية السياسية ضروريا لفصل العلاقة الإنسانية عن التجاذبات الرسمية.

وعموما، انطلاقا مما تبين لي من خلال تأملي في بعض السلوكيات، فالمشكلة ليست فقط في الخلاف السياسي، بل في العقلية القبلية والجهوية التي تسكن عقول بعض الأفراد من الجانبين. المغربي الذي يكن العداء للجزائري، غالبا ما تجده يحتقر أيضا المغاربة الذين لا ينتمون لقبيلته أو منطقته أو طبقة اجتماعية مشابهة له. وكذلك الجزائري الذي يظهر كرها جماعيا للمغاربة، تجده لا يتردد في احتقار أو تهميش أبناء بلده، فقط لأنهم ينحدرون من قبيلة أو ولاية مختلفة.

هذه النزعة القبلية، سواء في شكلها المغربي أو الجزائري، هي التي تعيد إنتاج الصراعات تحت قشرة "الوطنية". لكنها في الحقيقة تخفي هشاشة في الانتماء الوطني، وتعويضا عن عقد نقص اجتماعية. وكأن البعض يحتاج دائما إلى "عدو داخلي" من أبناء وطنه وآخر "خارجي" يتجسد في العداء للدولة الجارة ليكتمل شعوره بالتمايز.

هذا المرض الاجتماعي، للأسف الشديد، تم تصديره إلى خارج الحدود المغاربية. فهنا في فرنسا، حيث تعيش الجاليتان المغربية والجزائرية في فضاءات اجتماعية مشتركة، تظهر هذه العقليات أحيانا بشكل واضح: في نظرات التحقير المتبادلة، في النكات الجارحة، أو في محاولات فرض "تفوق رمزي" على الآخر. وهنا تتضاعف أهمية الوعي الفردي: من يمتلك نضجا سياسيا وشعورا إنسانيا صادقا، يدرك أن الانتماء للوطن لا يعني كراهية جيرانك، ولا أبناء جلدتك الذين يختلفون عنك ثقافيا أو اجتماعيا.

وهنا مربط الفرس، النضج والوعي والفضيلة، منسوباتها منسوبات متدنية بداخل الأوساط المغاربية. بالمقابل، منسوبات الجهل والبلادة والرذيلة والعدوانية هي منسوبات مرتفعة.

4. انطلاقا مما لاحظتم، ما كان انعكاس هذا التوتر على الجمعيات المشتركة، أو الفعاليات الثقافية والدينية التي تجمع الجاليتين؟

• التأثير عميق، بالرغم من وجود محاولات جادة من بعض الفاعلين الثقافيين والدينيين المنحدرين من كلا البلدين لتجاوز الخلاف السياسي وما تمخض عنه من انقسامات وتصدعات اجتماعية، والاشتغال على برامج تضع الإنسان المغاربي في صلب الأولويات، بعيدا عن منطق الولاءات السياسية.

فالمشهد الجمعوي المغاربي في فرنسا يمر اليوم بمرحلة حساسة. في الظاهر، قد تبدو الأمور مستقرة، والفعاليات قائمة، لكن في العمق، هناك حالة من التوجس والانكماش. فالجمعيات التي كانت تنظم نشاطات ثقافية مغاربية جامعة - تحت شعار "من أجل مغرب كبير" أو "الوحدة الثقافية لشعوب شمال إفريقيا" - بدأت تراجع خطابها، وتفرمل مشاريعها المشتركة، خوفا من أن تتحول أي فعالية إلى ساحة توتر سياسي.

الحساسية ازدادت خصوصا منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهو ما أثر حتى على أبسط تفاصيل العمل الجمعوي: من اختيار أسماء الجمعيات، إلى نوع الضيوف المدعوين للندوات، وحتى الألوان المستعملة في ملصقات الأنشطة. نعم، إلى هذا الحد! أي انزلاق بسيط في المفردات، قد يفهم على أنه اصطفاف سياسي، ما يجعل الجمعيات تسير على حبل مشدود، وتتجنب "الخطاب المغاربي" الشامل.

أما الفعاليات الدينية، مثل تنظيم موائد الإفطار في رمضان أو الاحتفال بعيد المولد النبوي، فهي الأخرى لم تعد بمنأى عن هذا التوتر. فهناك تراجع في المشاركة المختلطة، وتصاعد لجمعيات دينية تتحدث فقط من منظور "وطني ضيق"، مع تفادي أي إشارات لمشترك مغاربي أوسع. حتى المساجد التي كان يعرف عنها انفتاحها المغاربي، بدأت أحيانا تشهد انقسامات صامتة، تعكس نوعا من إعادة التموقع السياسي في ظل الأزمة.

وأخطر ما في هذا كله أن هذا التوتر الجمعوي يعمق الفراغ أمام الجيل الجديد. الجيل الذي لم يعش في المغرب أو الجزائر، ولا يعرف عن الصحراء المغربية أو حرب الرمال سوى ما يسمعه من وسائل الإعلام أو السوشيال ميديا. هذا الجيل، حين يرى غياب فضاءات مشتركة تعبر عن هوية مغاربية موحدة، يصبح أكثر عرضة للتمزق الهوياتي، والتطرف السياسي، وحتى التطرف الديني.

فالجمعيات هنا ليست مجرد هياكل، بل هي جبهات رمزية في معركة الوعي. وإن تركناها تنهار تحت ضغط الصراعات السياسية، نكون قد خسرنا أداة من أهم أدوات بناء جسور التفاهم بين أبناء الجالية المغاربية في فرنسا.

5. هل برأيكم أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لتأجيج الخلافات السياسية بين الجاليتين، أم فرصة لتجاوز الخطابات الرسمية وبناء حوار شعبي حقيقي؟

• للأسف، ما نراه اليوم هو أن وسائل التواصل تستعمل في الغالب كأداة لصب الزيت على النار. أصبحت فضاء لتفريغ المكبوتات القومية والعداوات المصطنعة بين الشعوب، لا لتجاوزها. الجاليتان المغربية والجزائرية في فرنسا، بدل أن تستثمرا هذه المنصات لإنتاج خطاب إنساني مشترك، وقعتا - أو على الأقل بعض أفرادهما - في فخ الخطاب السياسي الرسمي، وأصبح النقاش أشبه بحرب إلكترونية.

القضايا المعقدة تختزل في منشورات سطحية أو ميمات ساخرة. كل طرف يركز على تشويه الآخر، إبراز عيوبه، تاريخه، واقتصاده، وحتى هويته. وكأننا أمام شعوب تعيش في صراع وجودي، لا مجرد خلاف سياسي بين دولتين جارتين. في هذا المناخ، تغيب الرغبة في الفهم، ويحل محلها التربص والسخرية والرغبة في الانتصار الرمزي.

لكن، لا بد أن أشير إلى أن هناك استثناءات. فبعض النشطاء من الجاليتين يشتغلون فعلا على بناء خطاب بديل. يستخدمون نفس هذه الوسائل الرقمية لنشر الوعي، لتفكيك روايات الكراهية، ولطرح أسئلة عميقة: من المستفيد من كل هذا؟ من يدفع بالشباب المغاربي في فرنسا نحو صراع لا يعنيه؟ لماذا ننشغل ببعضنا بينما الفساد في بلدينا يزداد، والحقوق تنتزع، والآفاق تضيق؟

فأن ينشغل الجزائريون والمغاربة بمحاربة بعضهم البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، خير لقوى الصهيونية والإمبريالية الغربية من أن ينشغلوا بمحاربة عملائهم بالمنطقة. أن يركز المغاربة على عيوب الجزائر ويركز الجزائريون على عيوب المغرب، خير لهذه القوى من أن يركز كل شعب على عيوب بلده، فساد حكوماته، وسياساتهم الفاشلة.

وسائل التواصل يمكن أن تكون وسيلة تحرر أو أداة تجهيل. المسألة في النهاية مرهونة بوعي من يستخدمها. وهذا ما يجب أن نشتغل عليه: بناء وعي رقمي جديد، نقدي، متصالح مع الذات ومع الجار.

6. ما نصيحتكم للجاليتين المغربية والجزائرية المقيمتين في فرنسا لتجنب الانقسام والمحافظة على روابط الأخوة والتعايش رغم خلافات أوطانهم الأصلية؟

• رسالتي للجاليتين واضحة: لا تكونوا أدوات في معارك لا تخدمكم. لا تسمحوا لصراعات الأنظمة أن تمزق روابط القربى التي صنعتها قرون من الجغرافيا، والدين، واللغة، والنضال المشترك. المغاربة والجزائريون في فرنسا، إن اتحدوا، سيكونون قوة مجتمعية وسياسية يحسب لها ألف حساب. أما إن استوردوا الخلافات التي فجرتها الحكومات في بلديهما، فلن يكونوا سوى ضحايا إضافيين في لعبة أكبر منهم.

ثم يجب أن نفهم الحقيقة الأكبر: حين كان المغرب والجزائر كتلة واحدة، شكلا معا قوة سياسية واقتصادية وعسكرية عظيمة. لا أتحدث هنا عن حلم، بل عن واقع تاريخي: كانت هناك حضارة مغاربية متقدمة جدا في عصرها، أنظمة حكم وحدها المشروع والمصير، فكان نتاجها القوة رقم واحد في حوض المتوسط. لكن حين تفرق هذا الجسد الواحد، ضعف الطرفان، وانهارت حضارتهما، وأصبح كل منهما فريسة سهلة لمن هب ودب من القوى الطامعة في الأرض والثروات والموقع الاستراتيجي.

فالمنطقة المغاربية، بحكم طبيعتها وتكوينها، لا تتسع لأكثر من نظام سياسي واحد. هي ليست كأوروبا التي يمكنها تحمل تعدد التجارب والاختيارات. في المغرب الكبير، إن تموقع هذا في الشرق وذاك في الغرب، سادت الفوضى، وكثرت الصراعات، وانهار النمو. وهذا بالضبط ما تسعى له قوى الصهيونية والإمبريالية الغربية، عبر وكلائها بالمنطقة، الذين لا مصلحة لهم في أن نتقدم، بل في أن نبقى غارقين في العداء، في صراعات مفتوحة لا تنتهي، تنسينا المعارك الحقيقية: معارك التحرر، العدالة، الكرامة، ومحاسبة من تسبب في تخلفنا منذ عقود.

إذن، وحدتنا ليست فقط مسألة مشاعر، بل هي شرط حضاري للنهضة. ومتى فهمت الجالية المغاربية في فرنسا هذا الدرس، ستصبح نموذجا لما يمكن أن تكون عليه العلاقة بين الشعوب حين تتحرر من أحقاد السياسة وتتصالح مع التاريخ والمستقبل.

المحاضرة د. رقية أبوطالب تكشف أسرار التغذية الصحية لكبار السن


هجوم إيراني صاروخي على قاعدة أمريكية في قطر وواشنطن تعلن نهاية الحرب بين طهران وتل أبيب


إيران ترد على الضربات الأمريكية بقصف قواعد عسكرية في العراق وقطر


"مطرقة منتصف الليل": كيف نفذت أمريكا ضربتها السرية على منشآت إيران النووية؟