الأدب والفن

ملحمة موسيقية في موازين..

المايسترو أمين بودشار يسطر ملحمة موسيقية بحضور 200 ألف متفرج في موازين 2025

أمين بودشار يحقق رقمًا قياسيًا بحضور جماهيري هائل - أرشيف

في ليلة موسيقية استثنائية، سطّر المايسترو المغربي أمين بودشار إنجازاً غير مسبوق على منصة النهضة ضمن فعاليات مهرجان موازين – إيقاعات العالم 2025، بحضور جماهيري فاق 200 ألف متفرج، في تجربة فنية فريدة جمعت بين الأصالة والحداثة، العزف والغناء، والتفاعل الحي مع الجمهور، ليؤكد مكانته كأحد أبرز رواد الموسيقى في المغرب والعالم العربي.


افتتح الحفل بمعزوفة “موزاييكا”، التي شكلت مدخلاً ساحراً للأمسية، حيث نجح بودشار في دمج الأنماط الموسيقية الشرقية والغربية ببراعة، مستلهماً إيقاعات الموسيقى الأمازيغية من الأطلس المتوسط. هذه التوليفة الصوتية المبتكرة خلقت انسجاماً بصرياً وسمعياً، جعلت الجمهور يعيش لحظات من الإبهار، وكأنها دعوة لرحلة موسيقية عبر الثقافات والأزمنة.


قاد المايسترو أمين بودشار، المعروف بأسلوبه التجديدي، فرقة موسيقية متنوعة ضمت نخبة من الموسيقيين الشباب إلى جانب رواد الفن المغربي والعربي. هذا التناغم بين الأجيال أضفى على العرض طابعاً خاصاً، حيث أعاد الموسيقيون إحياء روائع الطرب المغربي والشرقي بأداء متقن يعكس عمق الإحساس ودقة التنفيذ. تفاعل الجمهور بحماس مع باقة مختارة من الأغاني، مثل “سولت عليك العود والناي”، “الماء يجري قدامي”، و”ياللي صورتك بين عينيا”، التي أعادت إلى الأذهان أجمل لحظات الزمن الجميل، مع لمسة معاصرة أضافتها رؤية بودشار الفنية.


لم يكتفِ المايسترو بإحياء الأغاني التراثية، بل قدّم معزوفات من تأليفه أثرت الأمسية بتنوعها وإبداعها. من أبرز هذه المعزوفات “جبلي جام”، التي مزجت بين الألحان البلقانية والمصرية والمغربية في توليفة موسيقية مدهشة، و”ليلة”، التي جمعت النغمات الكلاسيكية مع إيقاعات المزود التونسي والرباب السوسي المغربي، وصولاً إلى آلة الكمبري التي أضافت طابعاً عصرياً. هذا التنوع الموسيقي لم يكن مجرد عرض فني، بل رحلة ثقافية عبر الحدود، حيث التقى الشرق بالغرب، والتراث بالحداثة.


لم يكن الحضور الجماهيري الضخم مجرد رقم، بل تجربة حية عكست شغف الجمهور المغربي والعربي بالموسيقى الأصيلة. تفاعل الحضور مع كل لحن وإيقاع، وكأن المنصة تحولت إلى فضاء واحد يجمع القلوب على حب الفن. تصفيق الجمهور وهتافاتهم لم تخفت طوال الأمسية، مما عزز من حماس الفرقة الموسيقية وقادها لتقديم أداء متميز تجاوز التوقعات.

يُعد أمين بودشار من الأسماء التي أعادت تشكيل المشهد الموسيقي المغربي بفضل رؤيته الفنية الطموحة. قدرته على دمج الأنماط الموسيقية المختلفة، مع الحفاظ على الهوية الثقافية المغربية، جعلته رمزاً للإبداع والتجديد. في هذا الحفل، أثبت بودشار أن الموسيقى ليست مجرد أداء، بل لغة عالمية قادرة على توحيد الشعوب وإحياء التراث بطريقة معاصرة.


ليلة أمين بودشار في موازين 2025 لم تكن مجرد حفل موسيقي، بل احتفالية ثقافية عكست ثراء الموسيقى المغربية وقدرتها على التأثير والإلهام. بحضور 200 ألف متفرج، سجل المايسترو رقماً قياسياً يعكس شعبيته الواسعة ومكانته المميزة في قلوب عشاق الفن. هكذا، أضاف بودشار فصلاً جديداً إلى سجل إبداعاته، مؤكداً أن الموسيقى المغربية قادرة على المنافسة عالمياً، والتألق بكل فخر على منصات المهرجانات الدولية.

الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل (2010–2025).. قراءة تحليلية في الأهداف الأدوات والانعكاسات الإقليمية


مصممة مغربية تُدهش نجم هوليود ويل سميث في مهرجان موازين


كمال ازنيدر لـ(اليوم الثامن): الصراع المغربي والجزائري لا يجب أن يمزق وحدة الجاليات المغاربية في فرنسا


المحاضرة د. رقية أبوطالب تكشف أسرار التغذية الصحية لكبار السن