إيران تواصل الحفر في جبل الفأس رغم الضربات الأميركية والإسرائيلية

كشفت صور أقمار صناعية حديثة عن استمرار إيران في أعمال البناء داخل موقع عسكري محصن يُعرف باسم "جبل الفأس"، يقع على بُعد ميل واحد فقط من منشأة نطنز النووية التي تعرضت لضربات أميركية وإسرائيلية في يونيو الماضي.

تحصينات تحت الأرض

أظهرت الصور أن المهندسين الإيرانيين يواصلون الحفر داخل جبال زاغروس، حيث رُصدت شاحنات ومعدات ثقيلة تعمل بانتظام في المنطقة، إضافة إلى تراكم كميات جديدة من الأتربة المستخرجة. كما عززت طهران تحصينات الموقع عبر إغلاق محيطه الأمني وتدعيم مداخل أنفاقه الشرقية بالصخور والتربة.

أهداف معلنة.. وشكوك قائمة

إيران أعلنت أن الموقع مخصص لبناء مصنع لتجميع أجهزة الطرد المركزي، تعويضًا عن منشأة دُمرت عام 2020. لكن خبراء يشيرون إلى أن عمق الأنفاق وضخامتها قد يمهدان لاستخدامات أخرى، منها التخصيب السري أو تخزين مخزون اليورانيوم عالي التخصيب، الذي تراكمت كمياته قبل الضربات الإسرائيلية إلى نحو 900 رطل بنسبة 60%.

واشنطن تراقب و"الطاقة الذرية" تتحفظ

مسؤول في البيت الأبيض أكد أن إدارة الرئيس ترامب "لن تسمح مطلقًا لإيران بامتلاك سلاح نووي"، فيما امتنعت وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA) عن التعليق على النشاط. أما الوكالة الدولية للطاقة الذرية فأشارت إلى أن طهران لم ترد على أسئلة مديرها بشأن الموقع، رغم اتفاق مبدئي سابق على السماح بالتفتيش.

جدل داخلي في طهران

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان دعا مؤخرًا إلى اعتماد الدبلوماسية لتجنب ضربات جديدة، وهو ما أثار انتقادات من التيار المحافظ الذي اعتبر تصريحاته "موقفًا ضعيفًا". في المقابل، شدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني على أن إيران "لم تتخلَّ عن أي موقع" وأن القرار النهائي بيد المرشد الأعلى.

ضربات مؤلمة ولكن غير حاسمة

الهجمات الأميركية – الإسرائيلية في يونيو استهدفت مواقع نطنز وفوردو وأصفهان، وقالت واشنطن إنها دمرت أو عطلت نحو 22 ألف جهاز طرد مركزي. غير أن تقارير استخباراتية لاحقة قدّرت أن الضرر أبطأ البرنامج النووي الإيراني بضعة أشهر فقط، ما يعزز المخاوف من عودة إيران إلى تخصيب اليورانيوم بسرية وعلى أعماق أكبر.