الأدب والفن

"«بدري صحيت» تتصدر التفاعل الخليجي"..

هيثم رافي يشعل الساحة الخليجية بـ«بدري صحيت» في تعاون جديد مع طارق وطارش قطن

هيثم رافي يبدع بـ«بدري صحيت» - أرشيف

أطلق الفنان العُماني هيثم رافي أحدث أعماله الغنائية بعنوان «بدري صحيت»، ليضيف إلى مسيرته الفنية حلقة جديدة تبرز حضوره المتنامي في الساحة الخليجية والعربية. الأغنية جاءت كثمرة تعاون متجدد يجمعه بالشاعر طارش قطن والملحن طارق، في صيغة فنية أثبتت نجاحها في أعمال عديدة سابقة، وها هي تُعيد التأكيد على مدى التناغم والانسجام بين الثلاثي.

 

«بدري صحيت» جاءت بطابع رومانسي هادئ، ولكنها في الوقت نفسه تحمل الجرعة الكاملة من الحس الخليجي الأصيل الذي يستند على عمق موسيقي متوازن بين الكلمة واللحن والأداء. وقد اختار هيثم رافي أن يظهر في هذا العمل بلون موسيقي جديد عليه من حيث الجرأة في التوزيع ووضوح النبرة الخليجية التي تميزت بإحساس طبيعي قريب من المستمع.

هذه التجربة ليست مجرد أغنية عابرة، بل هي محطة فنية أراد فيها رافي أن يثبت أنه قادر على التنقل بين الألوان الموسيقية دون أن يفقد بصمته أو هويته الصوتية التي اعتاد الجمهور عليها. وفي الوقت الذي ظل فيه كثير من فناني الخليج في إطار محدد، اختار رافي أن يتحرك بين المدارس بتوازن وذكاء.

 

ما إن طُرحت «بدري صحيت» عبر المنصات الرقمية حتى لاقت تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، وظهرت ردود الفعل سريعًا عبر التعليقات، والمشاركة، وإعادة النشر. والجمهور الذي تعوّد على هيثم رافي في شكل معين وجد نفسه في تجربة جديدة، لكنها في الوقت ذاته قريبة من روحه الفنية المعهودة. ولعل هذا ما أضاف إلى الأغنية مساحة قبول واسعة، إذ جمع العمل بين التجديد واحترام الذائقة العامة.

ويبدو أن رافي يدرك أهمية تقديم أعمال ذات هوية مختلفة في كل مرحلة من مسيرته، وهو ما لمسه الجمهور خلال الأعمال السابقة التي جمعته بالشاعر طارش قطن والملحن طارق، حيث أن التعاون الثلاثي اتخذ نسقًا تصاعديًا عزز فرص النجاح.

 

اللافت في أغنية «بدري صحيت» ليس فقط النجاح اللحظي أو الانتشار السريع، بل العلاقة الفنية المركبة بين عناصر العمل الثلاثة. فالشاعر طارش قطن يقدم نصًا غنائيًا متوازنًا يتعامل معه جمهور الخليج بوصفه لغة عاطفية قريبة من القلب، فيما يأتي لحن طارق ليضع البناء الموسيقي المناسب الذي يجعل الكلمات أكثر تأثيرًا، بينما يصوغ هيثم الأداء الصوتي بالشكل الذي يكتمل به العمل.

هذه الشراكة ليست مصادفة، بل نتاج تجارب متراكمة نجحت في تقديم أعمال تركت صدى واضحًا لدى المستمعين. وهي شراكة نادرة في الساحة الخليجية، حيث يندر الاستمرار الطويل بين الشاعر والمُلحن والفنان بنفس المستوى من الشفافية والتفاهم.

 

وعلى مستوى المشهد العام، لا يمكن إغفال كون «بدري صحيت» نموذجًا جديدًا للتطوير الذي طرأ على الأغنية الخليجية خلال السنوات الأخيرة. فالأغنية العربية عمومًا تواجه تحديات متعددة بين الرغبة في التجديد وبين الحفاظ على الطابع الشرقي الذي يمثل هويتها. وفي هذا المسار، يأتي عمل الثلاثي ليمنح الأغنية الخليجية مساحة للمنافسة بعيدًا عن التكرار أو النمطية.

النجاح الذي تحققه الأغنية اليوم يجعلها جزءًا من التحولات التي يشهدها الفن الخليجي مؤخرًا، حيث بات الجمهور أكثر وعيًا وأكثر انجذابًا لما هو فني حقيقي بعيد عن الصخب المؤقت أو الأعمال ذات الطابع التجاري البحت.

 

ولأن مسيرة هيثم رافي تُبنى بخطوات محسوبة، فإن «بدري صحيت» ليست محطة الوصول بل بوابة نحو مساحة أكبر من الإنتاج. فالجمهور ينتظر أعمالًا جديدة تحمل بصمة قادرة على المنافسة، وقد تكون هذه الأغنية بداية لمرحلة أكثر نضجًا فنيًا، خصوصًا مع الشراكة التي أثبتت نفسها بين رافي وطارش قطن وطارق.

الأغنية اليوم ليست مجرد عمل موسيقي يُسمع فحسب، بل تجربة تُضاف إلى ذاكرة المستمع الخليجي، حيث تختلط فيها العاطفة باللحن والصوت، وتُقدّم في إطار يليق بذائقة جمهور بدأ يبحث عن الجودة وليس مجرد الانتشار.

عملية "المستقبل الواعد" تصل المهرة.. تأمين القصر الجمهوري وميناء نشطون وانضمام وحدات عسكرية


الغضب الاجتماعي في إيران… القنبلة التي تخشاها ولاية الفقيه


القوات الجنوبية تحرر قواعد عسكرية من قوات الإخوان وتقترب من استعادة كامل وادي حضرموت


تفكيك آخر معاقل الإخوان في الجنوب.. دلالات التحرك العسكري في حضرموت والمهرة