تطورات اقليمية
"دعمت إجراءات أستراليا ضد الحرس الثوري"..
الولايات المتحدة الأمريكية تصف النظام الإيراني بأنه “أكبر داعم للإرهاب” وتدعم
ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيانها أن “الجمهورية الإسلامية هي أكبر داعم حكومي للإرهاب في العالم
وصفت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الجمعة، الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنها “أكبر داعم حكومي للإرهاب في العالم”، وذلك في بيان صدر عنها ضمن دعمها لإجراء أستراليا بتصنيف الحرس الإيراني في قائمة داعمي الإرهاب.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيانها أن “الجمهورية الإسلامية هي أكبر داعم حكومي للإرهاب في العالم، وتقوم بتوجيه وتمويل العديد من الهجمات والأنشطة الإرهابية على مستوى العالم من خلال فيلق القدس التابع للحرس وجماعاتها الوكيلة… والمنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية”.
وأضاف البيان أن “الإجراءات الهامة التي اتخذتها أستراليا ستساعد في قطع قدرة النظام الإيراني وجماعاته الوكيلة على التخطيط لهجمات إرهابية وجمع الموارد المالية لأنشطته التخريبية والمزعزعة للاستقرار، بما في ذلك هجماته على المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم”.
كما دعت وزارة الخارجية الأمريكية في بيانها جميع الدول إلى محاسبة النظام الإيراني ومنع نشاط عملائه ومجنديه ومموليه وجماعاتهم الوكيلة على أراضيها. وأكدت الوزارة استمرار تعاونها مع شركاء مثل أستراليا لمواجهة التهديدات الأمنية العالمية.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد أعربت في شهر سبتمبر الماضي عن دعمها لإجراء أستراليا بطرد سفير ودبلوماسيي النظام الإيراني من أراضيها.
إن دعم الولايات المتحدة الصريح لإجراء أستراليا لا يمثل مجرد إعلان، بل يشير إلى جهد منسق لتوسيع الجبهة الدولية الموحدة ضد النظام الحاكم في إيران. كانت الولايات المتحدة قد صنفت الحرس كمنظمة إرهابية في عام 2019، لكن انضمام دول حليفة مثل أستراليا إلى هذا الموقف يعزز الشرعية الدولية لهذه التصنيفات ويضغط على دول أخرى لاتخاذ إجراءات مماثلة.
الآثار المحتملة لإجراءات التصنيف: تهدف هذه التصنيفات إلى:
عرقلة التمويل: قطع قدرة الحرس الإيراني، وفيلق القدس على وجه الخصوص، على جمع الموارد المالية وتحويلها لدعم الجماعات الوكيلة والأنشطة الإقليمية والدولية.
العزل الدبلوماسي: زيادة الضغوط الدبلوماسية على طهران، مما قد يؤدي إلى مزيد من العزلة السياسية والاقتصادية.
قيود على السفر والحركة: تقييد حركة الأفراد المرتبطين بالحرس ووكلاءه على المستوى الدولي.
رسالة تحذير: إرسال رسالة قوية إلى إيران مفادها أن المجتمع الدولي (الغربي على الأقل) لن يتسامح مع ما يعتبره أنشطة مزعزعة للاستقرار.
ان دعم النظام الإيراني لجماعات مثل حزب الله، وبرنامجه النووي. هذا التصنيف يندرج ضمن سلسلة طويلة من الإجراءات العقابية والضغوط الأمريكية على طهران.
يشير البيان الأمريكي إلى “فيلق القدس التابع للحرس وجماعاتها الوكيلة”، وهو ما يمثل لب استراتيجية إيران الإقليمية عبر ما يُعرف بـ”محور المقاومة”. هذه الشبكة من الوكلاء (مثل حزب الله في لبنان، الحوثيين في اليمن، الميليشيات العراقية، وبعض الفصائل الفلسطينية) هي نقطة خلاف رئيسية بين إيران والغرب وحلفائه الإقليميين.
التنسيق الأسترالي-الأمريكي: دعم الولايات المتحدة لطرد أستراليا السابق لدبلوماسيين إيرانيين، ثم دعمها لتصنيف الحرس، يؤكد على تعزيز التحالفات الغربية في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وفي هذه الحالة، ما يُنظر إليه على أنه تهديد إيراني.
هذا التصنيف لا يقتصر على كونه رمزياً؛ فله تبعات عملية على قدرة الحرس على العمل دولياً، من حيث جمع التمويل وتسهيل حركة عناصره ووكلاءه. كما أنه يهدف إلى إرسال رسالة واضحة لطهران بأن المجتمع الدولي (أو جزءاً كبيراً منه) لن يتساهل مع سياساتها الإقليمية. التوقيت، في خضم التوترات الإقليمية المتصاعدة، يعزز أيضاً الانطباع بأن الغرب يسعى لربط هذه الأحداث بشكل مباشر بالسياسات الإيرانية وتكثيف الضغط عليها.