ترجمة: دولة مستقرة في جنوب اليمن قد تؤمّن باب المندب دون قوات أمريكية

قال وزير خارجية اليمن الأسبق خالد حسين اليماني إن قيام دولة في جنوب اليمن، يتبناها المجلس الانتقالي الجنوبي، سيمنح الولايات المتحدة الأمريكية بديلًا استراتيجيًا منخفض الكلفة لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، دون الحاجة إلى نشر قوات أمريكية في المنطقة.

وأضاف اليماني، في مقالة تحليلية نشرها مرصد منتدى الشرق الأوسط وترجمتها مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، أن جنوب اليمن بات يمثل كيانًا سياسيًا وأمنيًا مستقراً مقارنة بالشمال الخاضع لسيطرة جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، مشيرًا إلى أن واقع الانقسام القائم على الأرض يؤكد أن اليمن لم يعد دولة موحدة منذ سنوات.

وأوضح أن المجلس الانتقالي الجنوبي يسيطر على الموانئ الحيوية في عدن والمكلا، إضافة إلى جزر استراتيجية أبرزها سقطرى وبريم، ما يتيح — وفق المقال — فرصًا موثوقة للخدمات اللوجستية البحرية، ومكافحة الإرهاب، وتأمين خطوط التجارة العالمية، مقارنة بمناطق تخضع لنفوذ إيراني مباشر أو غير مباشر.

وأشار اليماني إلى أن جنوب اليمن يلعب دورًا محوريًا في حماية مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات المائية في العالم، لافتًا إلى أن القوات الجنوبية تتعاون فعليًا مع البحرية الأمريكية في تبادل المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بشبكات الإرهاب وتهريب السلاح.

واعتبر أن رؤية جنوب يمني مستقر ومتحالِف مع الغرب تتقاطع مع أولويات استراتيجية الأمن القومي الأمريكية، خاصة في ما يتعلق بحماية سلاسل الإمداد العالمية، وكبح النفوذ الإيراني، ومنع تمدد الصين وروسيا في البحر الأحمر وغرب المحيط الهندي.

ولفت إلى أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي أبدت استعدادها للانخراط في الاتفاقيات الإبراهيمية، بما يعزز إطارًا إقليميًا للأمن والسلام يتماشى مع المصالح الأمريكية، مؤكدًا أن دعم مسار منظم نحو قيام دولة جنوبية قد يحقق مكاسب استراتيجية كبيرة لواشنطن بأقل كلفة سياسية وعسكرية.

وختم اليماني بالقول إن الولايات المتحدة تواجه خيارًا واضحًا: إما المساهمة في صياغة مستقبل جنوب اليمن، أو ترك الساحة لقوى إقليمية ودولية منافسة لإعادة تشكيل المشهد البحري في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية.