تطورات اقليمية
قصف عسكري سعودي على حضرموت..
القوات الحكومية تحكم سيطرتها على وادي نحب بحضرموت والسعودية تنفذ أول غارات جوية منذ 2022
قوات النخبة هي قوات حكومية تتمركز في ساحل حضرموت - اعلام حكومي
قالت مصادر ميدانية إن قوات النخبة الحكومية أحكمت، الجمعة، سيطرتها الكاملة على جميع المعاقل في وادي نحب بمحافظة حضرموت، عقب عمليات ميدانية متواصلة، واشتباكات محدودة انتهت بانسحاب الجماعات المسلحة من مواقعها.
وأضافت المصادر أن القوات باشرت تنفيذ إجراءات التمشيط والتثبيت في الوادي والمناطق المحيطة، بهدف تأمين المواقع ومنع أي محاولات لإعادة التمركز، وسط متابعة ميدانية حثيثة للتطورات الأمنية.
وفي تطور لافت، نفذ الطيران السعودي ضربات جوية على مواقع في حضرموت، في ما وصفته مصادر عسكرية بأنها أولى الغارات من نوعها منذ توقف العمليات العسكرية في اليمن عام 2022، وهو ما مثّل تصعيدًا غير مسبوق في المحافظة التي ظلت بعيدة عن الضربات الجوية خلال السنوات الأخيرة.
وقالت مصادر عسكرية إن الغارات استهدفت قواعد ومواقع لقوات النخبة الحضرمية، وهي قوات أمنية حكومية رسمية تتبع وزارة الدفاع اليمنية، وتعمل ضمن نطاق المنطقة العسكرية الثانية، ومهمتها حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب في ساحل ووادي حضرموت.
وبحسب المصادر، أسفر القصف عن استشهاد جندي وإصابة 12 آخرين بجراح بليغة، جرى نقلهم إلى مستشفيات محلية، مؤكدة أن المواقع المستهدفة كانت معسكرات قائمة منذ عام 2015، تاريخ انطلاق عملية عاصفة الحزم.
ويأتي القصف الجوي بعد ساعات فقط من كمين مسلح تعرضت له قوات النخبة الحضرمية في منطقة قريبة من الوادي، نُسب إلى تنظيم القاعدة، وأسفر عن مقتل جنديين أثناء تنفيذ مهام أمنية روتينية، في إطار عمليات ملاحقة خلايا التنظيم.
وأثار القصف السعودي موجة غضب واسعة في الأوساط الجنوبية والحضرمية، خصوصًا مع انتشار مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، توثق لحظة الغارات وآثارها، وسط اتهامات مباشرة للرياض باستهداف قوات أمنية حكومية ومدنيين في مناطق قريبة من مواقع القصف.
وقال ناشطون وسياسيون جنوبيون إن الهجوم الجوي لا يستند إلى أي مسوغ قانوني أو مبرر أخلاقي، معتبرين أن استهداف قوات حكومية تقاتل تنظيم القاعدة يمثّل تناقضًا صارخًا مع الأهداف المعلنة للتحالف.
وفي المقابل، قالت مصادر محلية إن الضربات الجوية جاءت في ظل وجود حالة التفاف شعبي جنوبي واسع حول القضية الجنوبية، معتبرة أن القصف عزز القناعة بأن أمن الجنوب وسيادته لم يعودا قابلين للرهن أو التأجيل.
ولم يصدر حتى لحظة إعداد هذا التقرير أي تعليق رسمي من السعودية يوضح أسباب الغارات أو طبيعة الأهداف، كما لم تعلّق الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا على التطورات.