تطورات اقليمية

البحر الأحمر في قلب الحسابات الجيوسياسية الجديدة..

الحوثيون يهددون باستهداف أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال

الحوثي وصف الخطوة الإسرائيلية بالمؤامرة

صنعاء

هددت جماعة الحوثي اليمنية، الأحد، باستهداف أي وجود إسرائيلي في إقليم أرض الصومال، في تصعيد جديد يربط بين التطورات السياسية في القرن الأفريقي والتوترات المتصاعدة في البحر الأحمر، وذلك عقب إعلان إسرائيل اعترافها بالإقليم دولةً ذات سيادة، وهي خطوة أثارت ردود فعل إقليمية رافضة ومخاوف من اتساع رقعة التوتر.

وقال زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في بيان متلفز بُث ليل الأحد، إن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال يمثل «خطوة عدوانية» و«مؤامرة» تستهدف، بحسب وصفه، الصومال ومحيطه الأفريقي، وتمتد آثارها إلى اليمن والبحر الأحمر والدول المطلة عليه. وأضاف أن هذه الخطوة تشكل تهديداً مباشراً لأمن المنطقة، محذراً من تداعياتها على الاستقرار الإقليمي والملاحة الدولية.

وأكد الحوثي أن جماعته تقف إلى جانب ما وصفه بـ«الشعب الصومالي الشقيق» في مواجهة إسرائيل، مشيراً إلى أن الحوثيين سيتخذون «كل الإجراءات الداعمة الممكنة» لدعم هذا الموقف. وقال إن أي تواجد إسرائيلي في إقليم أرض الصومال سيُعتبر «هدفاً عسكرياً» لقوات الجماعة، معتبراً ذلك عدواناً على الصومال واليمن وتهديداً مباشراً لأمن البحر الأحمر والمنطقة ككل.

وأضاف البيان أن الجماعة لن تقبل بتحول أي جزء من الأراضي الصومالية إلى «موطئ قدم» لإسرائيل، محذراً من أن مثل هذا الوجود سيقوض سيادة الصومال وأمن شعبه، وسيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في منطقة تعاني أصلاً من نزاعات مزمنة وصراعات نفوذ إقليمية ودولية.

وجاءت تهديدات الحوثيين بعد إعلان إسرائيل، الجمعة، اعترافها بأرض الصومال دولة مستقلة، لتصبح بذلك أول دولة في العالم تتخذ هذه الخطوة تجاه الإقليم الذي أعلن انفصاله عن الصومال عام 1991، لكنه لم يحظَ حتى الآن باعتراف دولي واسع، وظل يُعد جزءاً من الدولة الصومالية وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

وقوبل الإعلان الإسرائيلي برفض شديد من الحكومة الصومالية، التي اعتبرت الخطوة انتهاكاً صريحاً لسيادة البلاد ووحدة أراضيها. وقال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إن حكومته لن تقبل الاعتراف الإسرائيلي تحت أي ظرف، مؤكداً أن أرض الصومال جزء لا يتجزأ من الدولة الصومالية.

وأضاف محمود، في خطاب ألقاه أمام البرلمان وبثه التلفزيون الرسمي الأحد، أن الصومال سيستخدم جميع الوسائل المتاحة للدفاع عن سيادته ووحدة أراضيه عبر القنوات الدبلوماسية، مشدداً على أن أي محاولات لتقسيم البلاد لن تنجح. وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «يجب أن يعلم أنه لا أحد يستطيع تقسيم الشعب الصومالي»، على حد تعبيره.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي توترات متزايدة، في ظل الهجمات التي ينفذها الحوثيون على حركة الملاحة الدولية منذ أشهر، والقلق الدولي المتصاعد من تحول الممرات البحرية الحيوية إلى ساحات صراع مفتوحة. ويرى مراقبون أن الربط الذي أجرته جماعة الحوثي بين اعتراف إسرائيل بأرض الصومال والتهديد باستهداف أي وجود إسرائيلي في الإقليم يعكس اتساع نطاق خطاب الجماعة، وانتقاله من الإطار المحلي والإقليمي إلى قضايا ذات أبعاد دولية أوسع.

وتخشى أطراف إقليمية ودولية من أن يؤدي أي تصعيد جديد في القرن الأفريقي أو على سواحل البحر الأحمر إلى تعقيد الجهود الرامية إلى حماية الملاحة الدولية وتأمين أحد أهم الممرات البحرية في العالم، في وقت تسعى فيه قوى عدة إلى تعزيز نفوذها في المنطقة التي تشهد تنافساً متزايداً على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية.

الرئيس الأميركي يعلن بدء إعادة إعمار غزة ويبحث نشر قوات تركية ضمن قوة دولية


بوتين ينجو من محاولة استهداف وكييف تصف الادعاء بأنه مختلق بالكامل


المجلس الانتقالي الجنوبي يتمسك بخطواته نحو إعلان الدولة رغم الضغوط الإقليمية


القتل بالإيديولوجيا والاختراقات الداخلية: اليمن أمام تحديات مزدوجة