تطورات اقليمية
الجنوب يرفض القرارات الانفرادية..
الانتقالي الجنوبي ينفي الانسحاب ويؤكد تمسكه بالمواقع الاستراتيجية في حضرموت
القوات الجنوبية جاهزة للتصدي لأي تهديدات وإحباط محاولات الفتنة
نفى المجلس الانتقالي الجنوبي، الأربعاء، بشكل قاطع الانسحاب من المواقع التي يسيطر عليها في محافظة حضرموت، وذلك بعد إعلان قيادي عسكري بارز في القوات الحكومية الجنوبية عن تنفيذ مناورة عسكرية واسعة بالمنطقة. وأشار القيادي العسكري إلى أن ما تروجه بعض الأطراف المحسوبة على تنظيم الإخوان من شائعات حول انسحاب القوات الحكومية الجنوبية لا أساس له من الصحة، مؤكداً جاهزية القوات للتصدي لأي محاولات لفرض أمر واقع بالقوة على هذه المواقع.
وفي السياق نفسه، حذر نائب الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم من استمرار التهديدات الإرهابية في المحافظات الجنوبية، واتهم عناصر من تنظيم الإخوان داخل مجلس القيادة الرئاسي بالسعي لزرع الفتنة بين دول التحالف. وقد أكّد المقدم محمد النقيب، المتحدث باسم القوات الحكومية الجنوبية، أن القوات لن تنسحب من مواقعها الحالية، معتبرًا أن التمركزات العسكرية تمثل مكاسب ميدانية مهمة لتعزيز الأمن والاستقرار في جنوب اليمن.
وشهدت مدينة عتق بمحافظة شبوة توافدًا كبيرًا لأبناء المحافظة للمشاركة في فعالية داعمة لإجراءات المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث أفادت مصادر محلية بأن المحتشدين قدموا من مختلف المديريات وسط ترتيبات تنظيمية وأمنية مكثفة لتسهيل وصولهم وتنظيم الفعالية. وتأتي هذه الفعالية في سياق حراك سياسي متصاعد في عدد من محافظات الجنوب، تأكيدًا على مطالب تقرير المصير ودعم الخطوات التي يتبناها المجلس في المرحلة الراهنة.
وفي إطار التحركات السياسية، حملت الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وحزب الإخوان (الإصلاح) المسؤولية الكاملة والمباشرة عن الأحداث التي شهدها ميناء المكلا، معتبرة ما جرى مقامرة خطيرة بمصير البلاد لخدمة أجندات حزبية ضيقة. جاء ذلك خلال اجتماع دوري للهيئة في العاصمة عدن برئاسة عصام عبده علي، نائب رئيس الجمعية، حيث ناقشت مستجدات الأوضاع الطارئة في الجنوب بما فيها حضرموت والمهرة، والتطورات المرتبطة بالقرارات الانفرادية الصادرة عن العليمي.
وأكدت الهيئة أن القرارات الانفرادية التي صدرت عن العليمي تفتقر للسند الدستوري والسياسي، مستنكرة إعلان الطوارئ وفرض الحظر على الجنوب، ومؤكدة أن هذه القرارات لا تُلزم الجنوب سياسيًا أو وطنيًا، وأن المجلس الانتقالي الجنوبي يرفض أي محاولة للالتفاف على حقوق شعب الجنوب في تقرير مصيره، معتبرة أن إرادة الشعب جسدت نفسها في الساحات والميادين ولا يمكن تجاهلها أو المساومة عليها. كما شددت الهيئة على أن الجنوب لا يكنّ أي عداء لأي دولة في الإقليم، مشيدة بالدور التاريخي للمملكة العربية السعودية ودور الإمارات في تثبيت الأمن ومكافحة الإرهاب، ومعتبرة الأخيرة حليفًا استراتيجيًا أساسيًا للقوات الجنوبية.
وفي السياق الإقليمي، أكّد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، دعم الجامعة لسيادة ووحدة اليمن، مشددًا على أهمية الحفاظ على وحدة البلاد في ظل الظروف الراهنة، داعيًا إلى تغليب الحلول السياسية والتوافق الوطني لتجنب تفاقم الأزمة. وحذر زكي من أن اللجوء إلى الخيارات العسكرية سيزيد من تعقيد الأوضاع، مشيرًا إلى أن وجود قوى عسكرية متعددة في اليمن يجعل من الحوار الوسيلة الأمثل لتجنب مواقف أكثر صعوبة، مشيدًا بحكمة كل من السعودية والإمارات ودورهما في محاولة دعم الشرعية والحفاظ على الاستقرار في البلاد.