تحييد الإخوان..

اليمن: الشرعية تقترب من الحسم العسكري

قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن

24 (أبوظبي)

تتجه القوات اليمنية الموالية للحكومة الشرعية نحو الحسم العسكري، في ظل تصاعد الصراع بين أقطاب الانقلاب في صنعاء، وتحييد جزئي للموالين لتيار تنظيم الإخوان الإرهابي، عقب ما تحدثت عنه مصادر عسكرية من تورط قوات الشرعية بتسليم ممر هام يربط بين تعز وعدن للحوثيين، الأمر الذي تسبب بإعادة إغلاق العبر الغربي.

وقالت مصادر عسكرية لـ24، إن "قوات الشرعية استعادت بلدة مقبنة من قبضة الانقلابيين الذين بدأوا بالتهاوي في تعز تحت ضربات طيران التحالف العربي والقوات الحكومية".

وأضافت المصادر أن "القوات الحكومية فكت الحصار مرة أخرى عن مدينة تعز من الناحية الغربية، في أعقاب تسليم قوات موالية لجماعة الإخوان المواقع للحوثيين، في إطار التقارب بين قطر وإيران"، فيما قالت مصادر عسكرية أن "القوات الحكومية عملت على تحييد المقاتلين المنتمين لحزب الإصلاح اليمني".

وقتل وجرح العشرات من الانقلابيين في معارك مع القوات الحكومية غربي تعز وبلدة كرش الحدودية بين جنوب اليمن وشماله.

واتهم مدنيون في تعز جماعة الإصلاح بتسليم مواقع غربي المدينة، وإتاحة الفرصة للانقلابيين لمحاصرة المدينة مرة أخرى، قبل أن تنفذ القوات الحكومية عملية عسكرية واسعة مسنودة بالتحالف العربي لاستعادة المعبر المهم.

وذكرت وسائل إعلام يمنية، أن "معارك تعز كلفت الحوثيين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد"، فيما أكد مصدر عسكري يمني في عدن أن "الشرعية ماضية في الحسم العسكري ولا شيء غير الحسم العسكري واستعادة شمال اليمن من قبضة الانقلابيين الموالين لإيران".

وقال الخبير والإعلامي اليمني ورئيس تحرير صحيفة عدن 24 مختار اليافعي، إن "الحسم العسكري هو الخيار الأهم والوحيد لاستعادة اليمن من قبضة القوى الموالية لإيران"، موضحاً أن "تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كانت صريحة وتؤكد على أن التحالف العربي بقيادة الرياض عازم على استعادة اليمن ومنع إقامة حزب الله ثان في اليمن، وهذا شيء يؤكد أن الحسم العسكري هو السبيل إلى ذلك، في ظل مكابرة الانقلابيين ورفضهم لكل مساعي السلام المبذولة".

وشدد اليافعي على أهمية أن "يتم تحييد تنظيم الإخوان الإرهابي من العمليات العسكرية، في ظل مؤامرتهم الواضحة مع الانقلابيين وتسليمهم مواقع عسكرية محررة في شبوة وتعز".

تصاعد الخلاف في صنعاء
الاتجاه الحكومي في اليمن نحو الحسم العسكري وإنهاء الانقلاب يأتي في ظل تصاعد الصراع بين أقطاب الانقلاب في صنعاء، حيث قالت وسائل إعلام يمنية محلية، إن "الموالين لصالح يستعدون لمعركة مرتقبة مع الحوثيين في صنعاء".

وذكرت صحيفة يمنية، أن "الرئيس المخلوع صالح غادر المدينة إلى مكان مجهول".  فيما قالت مصادر أخرى إن "صالح غادر إلى مديرية سنحان، التي تعتبر مسقط رأسه وتضم معسكرين ما زالا تحت سيطرته، وكل هذا يشير إلى حجم الرهبة التي يعيشها صالح بعد أن سلم الأوراق كلها للإنقلابيين وعاد خالي الوفاض".

ويشن إعلام الانقلابيين هجوماً كبيراً ضد صالح، في حين يتراشق معهم إعلام حزب المؤتمر الشعبي العام بعد أن انقضت الهدنة الإعلامية بين الطرفين التي وقعت للتهدئة بينهما قبل قرابة شهرين، بحسب إعلام حزب صالح مؤخراً.

وكان المخلوع صالح قد عاش تجربة المرض خلال المناورات الأخيرة في صنعاء، وجلب إلى صنعاء فريقاً طبياً روسياً لمعالجته، وسرت أنباء حينها أن "المخلوع أجرى عملية كللت بالنجاح، لكنه عاد بعد يومين ليعلن أنه أمام موعد مرتقب للسفر الى روسيا، وهو ما حرك المياه الراكدة".

وفي المقابل، ظهر محمد علي الحوثي الذي يرأس ما يعرف بـ"اللجنة الثورية العليا" ليطالب المخلوع صالح بتسليم نجله أحمد مقابل السماح له بالمغادرة للعلاج، حيث من المعروف أن أحمد علي صالح يخضع للإقامة الجبرية في الإمارات منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم.

وقالت صحيفة اليوم الثامن اليمنية، إنه "لا يخفى على أحد حجم التوتر القائم بين طرفي الانقلاب في صنعاء، خاصة منذ اغتيال الميليشيات الانقلابية للعقيد خالد الرضي المقرب من المخلوع صالح، والذي يترأس دائرة العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر. ومنذ تلك الحادثة تصاعد خلاف عميق بين الطرفين فتح الطريق إلى انهيار كامل للشراكة بينهما".

معركة طاحنة 
واشتبكت قوات تابعة للرئيس المخلوع صالح مع أخرى تابعة للانقلابيين الأسبوع قبل الماضي، في منطقة السعبين، التي يتمتع فيها المخلوع بحضور قوي، وما زال يملك فيها قوات عسكرية موالية له تسيطر على الكثير من المناطق.

وكثفت قناة المسيرة الناطقة باسم الانقلابيين من حملتها المحمومة ضد الرئيس المخلوع، فيما بدأت صحيفة اليمن اليوم بالخروج عن سياق سياستها التحريرية المعهودة، وهو بلا شك تصعيد إعلامي يرافق التصعيد السياسي والعسكري بين طرفي الانقلاب.

والواقع في صنعاء ينبئ بمعركة طاحنة قد تكون الأسوأ على الإطلاق، فكل المعاهدات واتفاقيات التهدئة التي عقدها طرفا الانقلاب، نكثها الانقلابيون الحوثيون، وبدأوا بالزحف باتجاه صنعاء، حيث لا يستبعد أن يتكرر مشهد الانقلاب مجدداً.