المرتزقة الأفارقة..
وقود حرب قادمة ضد اليمن والسعودية
عززت قوات النخبة اليمنية في شبوة من تأمينها لموانئ المحافظة الجنوبية في اليمن، وأعادت المئات من المهاجرين الأفارقة الذين تقول مصادر أمنية إن "فيهم مرتزقة كانوا في طريقهم للقتال إلى جانب المليشيات الانقلابية في الحرب ضد اليمنيين وجيرانهم في السعودية".
وأوضحت مصادر سياسية، أن المئات من المرتزقة الأفارقة اختفوا في محافظة مأرب وبلدة رداع في البيضاء، ولم تستبعد المصادر أنه تم تجنيد المرتزقة للقتال مع الانقلابيين الحوثيين أو مع الجماعات الإرهابية.
وقال مصدر أمني مسؤول في شبوة عبر الهاتف لـ24، إن "المئات من الأفارقة تمكنوا من التسلل والدخول عن طريق البحر ووصلوا إلى محافظة مأرب في الوسط (قبل أن يختفوا)".
وأضاف "أن الأجهزة الأمنية في مدن جنوب اليمن المحررة تعاملت مع هؤلاء المرتزقة، وضبطت المئات منهم وقامت بترحيلهم عبر البحر ومحاصرة الكثير من الممرات التي يتم تهريبهم منها"، معرباً عن خشيته في أن يتم تجنيدهم في حرب قادمة باسم تنظيم القاعدة وداعش أو قد يتم الزج بهم في جبهات القتال ضد القوات الحكومية".
وأصدرت قوات النخبة الشبوانية قراراً تم تعميمه للنقاط العسكرية بدأ من ميفعة وإلى كافة النقاط التابعة للنخبة يقضي بمنع ركوب المهاجرين غير الشرعيين الوافدين من القرن الأفريقي في السيارات ومختلف وسائل النقل والمواصلات.
وبدأ تنفيذ قرار منع ركوب المهاجرين غير شرعيين، قبل نحو شهر، حيث التزم سائقو وسائل النقل المختلفة بالقرار والإجراءات الأمنية، حيث يستثنى من القرار الصومال باعتبارهم وفقاً لقرار الأمم المتحدة لاجئون، حيث يتم نقلهم إلى مخيم خاص فيهم في محافظة شبوة.
وأدى القرار إلى هروب عدد من مهربين الطريق البري والذي كانوا ينتشرون في مناطق قريبة من الساحل التابعة لمديرية رضوم والواقعة بين بير علي وحبان ويقومون بنقل الوافدين إلى مأرب الجوف وحدود السعودية.
مهربون في قبضة خفر السواحل
وأكدت قوات خفر السواحل في بلدة رضوم بلحاف "أن قوات الحزام الأمني بمحافظة شبوة حين بدأت أول انتشارها في منطقة بلحاف وبئر علي وسواحل المحافظة النفطية، بعد تدريب لأشهر تمت على أيدي قوات التحالف العربي في محافظة حضرموت".
وكان من بين الأهداف حماية السواحل ومنع التهريب وقام القائد خالد العظمي والمئات الجنود والأطقم والعربات العسكرية بالانتشار لتأمين النقاط الأمنية من الخبية شرقاً إلى بافخسوس غربا، فضلاً عن المواقع الأمنية المحيطة بمنشأة بلحاف ومواقع أخرى بمديرية رضوم، التي تحتضن عدداً من المشاريع الحيوية المهمة في قطاعي النفط والغاز والمديرية التي لم ترفع فيها الراية السوداء بتكاتف وتفاهم ابناءها.
وأشار العظمي أنهم في خفر السواحل قبضوا على قارب لمهربين صومال عددهم خمسة ومازالوا في السجن وحسب المعلومات منهم مطلوبون، منوهاً إلى حاجة خفر السواحل رضوم بلحاف بير علي إلى تأهيل عدد أكبر نظراً لامتداد سواحلها، وكذا احتضانها أهم منشأة حيوية وعدد من الموانئ.
وأوضح أن "قوات خفر السواحل سابقاً كانت تملك كافة المقومات، ولم نر إنجازاً يذكر ونحن في أبسط الحالات تمكناً من القبض والسيطرة والمنع في ما يخص الأفارقة".
ولفت إلى أن القوات الحزام الأمني من أبناء محافظة شبوة تم تدريبها لأشهر في معسكرات للتحالف بمحافظة حضرموت وتعد الدفعة الأولى من قوات النخبة، وتلقت تدريبات عالية وتأهيلاً مكثفاً، ومن أبرز مهامها في المرحلة الأولى لتأمين الشريط الساحلي، بالإضافة إلى منع عمليات التهريب وتدفق الهجرة غير الشرعية عبر سواحل محافظة شبوة.
وعلق العظمي، على وصول قوات النخبة الشبوانية مؤخراً إلى سواحل محافظة شبوة، المدعومة من التحالف هو للمساهمة بصد وإيقاف تهريب الأفارقة غير الشرعيين تهريب الأسلحة، ومنع وصول وافدين من القرن الأفريقي، كما انه سيعمل على استتباب الأمن في المحافظة بشكل كامل.
إنزال إجباري ثالث
وشهدت مديرية رضوم محافظة شبوة منطقة الحيبلة وساحل إمبح خلال شهرين 3 إنزالات إجبارية للأفارقة من قبل المهربيين وفي سبتمبر (أيلول) خلال 24 ساعة حادثي إنزال إجباري لمهاجرين القرن الافريقي، الأول 120 مهاجراً أجبرهم ربان القارب على النزول منه قبل الوصول للشاطئ بنحو 500 متر، نجي منهم 81 وغرق 29، والحادث الثاني بعده بساعات لقارب يحمل 137 ولقي سته منهم حتفهم و13 مفقوداً.
وفي مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الجاري تعرض حوالي 100 مهاجر لإنزال إجباري في الماء وراح ضحيته 15 مهاجراً، وعثر الناجون على جثتين منهم بينما 13 مفقودة.
منظمة الهجرة الدولية
وتعمل منظمة الهجرة الدولية عبر فريقيين في محافظة شبوة، وفي الأحد الماضي، كان فريق التمشيط التابع لمنظمة الهجرة الدولية بقيادة عبدالرحيم محضار يقوم بتوزيع الطعام والملابس والأدوية وأيصاً، إجراء الإسعاف الأولية للعشرات من الأفارقة المارين بجانب الطرق الرئيسية متجهين إلى عتق بهدف الوصول إلى مأرب وصولاً إلى السعودية حسب ما يقولون.
وقال محضار "إن العشرات ممن تم استهدافهم على امتداد مناطق حبان بعضهم متعب ومنهك جراء المسافات الطويلة التي يمشونها سيراً على الأقدام بعد أن تم منع ركوبهم في السيارات".
وأشار المحضار أن حادثي الغرق في الشهر الماضي كان نتيجة خوف المهربسن من القبض عليهم من قبل القوات الأمنية التي انتشرت في المناطق الساحلية في شبوة، مضيفاً أن قوات النخبة انتشرت في تلك المناطق ضيقت الخناق على عصابات التهريب في البحر والبر.
تقارير وأرقام
وفي تعليق لقائد فريق التمشيط التابع لمنظمة الهجرة الدولية في محافظة شبوة عبدالرحيم المحضار قال لـ24 "إن التدفق للأفارقة يصل بشكل يومي إلى 200 مهاجر رغم تشديد الإجراءات الأمنية المتبعة مع انتشار النخبة الشبوانية".
وقال المتطوع في فريق الرصد والاحصائيات للمهاجرين غير الشرعيين في محافظة شبوة أبو بكر زعبل أن أبريل (نيسان) حقق رقماً خيالياً وغير مسبوق، حيث بلغ عدد الوافدين الأفارقة الإثيوبيين والصومال إلى سواحل محافظة شبوة 34 ألف، وفي الأشهر الأخيرة يمكن القول إن التدفق شهد تراجعاً ويعتقد أن ذلك كان نتيجة الإجراءات الأمنية التي تتم لضبط الهجرة غير الشرعية.
ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً ونشر في صفحة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، يشير إلى وصول 30 ألفاً في 2017
وحسب تقرير منظمة الهجرة الدولية، فإن اليمن تحمل عبئاً إضافياً لحوالي 280 ألف لاجئ معظمهم صوماليون.