سيناريوهات ما بعد مقتل صالح..

الحوثيون يدفعون اليمن نحو سيناريو ليبيا

جانب من حرب صنعاء

24 (أبوظبي)

أعاد مشهد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على أيدي مليشيات الحوثيين، للأذهان مشهد مقتل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في أكتوبر(تشرين الأول) 2011 على أيدي معارضيه بعد القبض عليه، ولكن يبقى السؤال هل ستواجه اليمن المصير الليبي؟.

هناك أوجه للتشابه بين الوضع اليمني والليبي بعد مقتل كل من رئيسي البلدين، حيث توحشت التنظيمات الإرهابية والمسلحة في ليبيا وفر الدواعش من سوريا والعراق إلى الأراضي الليبية ووجدوا فيها ملاذاً آمناً تستطيع من خلاله توفير التدريب والإعداد للعمليات الإرهابية المختلفة سواء داخل ليبيا أو خارجها، وفي اليمن مازالت القاعدة توسع رقعتها ولعل ميليشيات الحوثي قد تساهم في مساعدة القاعدة للتوسع كثيراً على غرار ما قام به داعش في ليبيا في ظل استمرار الغياب الأمني من أجل المزيد من السيطرة.

المصير الليبي قد يفرض نفسه 

ورأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير كمال عبد المتعال، أن المصير الليبي قد يفرض نفسه بقوة في اليمن وتتعرض الدولة اليمنية للفراغ الأمني والدستوري في ظل الصراع القائم ولاسيما من قبل عناصر القاعدة التي قد تستغل الفرصة للقيام بذلك.

وقال السفير كمال عبد المتعال، إن الرئيس السابق علي عبد الله صالح رغم أنه نجا من مصير القذافي في "الربيع العربي" إثر قبوله المبادرة الخليجية التى قضت بتركه السلطة والذهاب للرياض بعد تصاعد الاحتجاجات ضده والتى وصلت إلى مهاجمة قصره الجمهوري ونجاته من الهجوم بأعجوبة حيث أصيب إصابات بالغة كادت أن تقضي عليه لولا تلقيه علاجاً ناجعاً في السعودية، والآن بعد مقتله سوف تتعرض الدولة اليمنية لمصير ليبيا إذا لم يتم السيطر على الوضع سريعا.

الوضع المشابه

وقال سفير مصر الأسبق في السعودية سيد أبو زيد، إن اليمن تتعرض لنفس المسار الليبي من خلال وجود حكومتين أحدهما الحكومة الشرعية التي تحظى باعتراف دولي برئاسة عبد ربه منصور، والأخرى تمثلها مليشيات الحوثيين والتي لا تحظى بأي اعتراف دولي وهو نفس الوضع في ليبيا من خلال حكومة طرابلس وحكومة طبرق.

وأشار السفير سيد أبو زيد إلى أن ما حدث في ليبيا من وجود حكومتين منبثقتين عن برلمانين ينازع كلاهما الأخر في شرعيته، جعل الوضع السياسي هشاً للغاية وهو الوضع التي ستقبل عليه اليمن، ما لم تحل الأزمة.

وأضاف أبو زيد "إن الحالة اليمنية مقارنة بليبيا خطيرة للغاية وهي أن الحكومة الحوثية غير الشرعية بها تلقي دعماً من دولة تسلح المليشيات ألا وهي إيران وتتباهي بأنها تحكم عدة عواصم عربية من خلال حكومات موالية لها، وهو ما يشكل تهديداً للأمن القومي العربي أكثر منه تهديداً لليمن كدولة.

سيناريوهات ما بعد مقتل صالح

   

سيناريوهات عدة سيتعرض لها اليمن خلال الأسابيع المقبلة بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على أيدي مليشيات الحوثيين حلفائه السابقين في مواجهة التحالف العربي لدعم الشرعية.

وتستعرض موقع 24 عدد من السيناريوهات التي قد تقبل عليها اليمن في ظل الصعوبات التي يمر بها سواء على الصعيد الإنساني والأمني والسياسي أيضا، وذلك تزامنا مع التحركات العربية والدولية المستمرة لاحتواء تلك الأزمة المشتعلة منذ 6 سنوات.

توحيد الكتلة الوطنية

وقال المحلل السياسي اليمني عارف الصرمي إنه يعتقد أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح، هو الذي حقن اليمن بفيروس جماعة الحوثيين والذي خرج عن السيطرة وتحول إلى سلاح قاتل وقتل الشعب اليمني وقتل علي صالح نفسه، ما يجعل اليمن في واجهة سيناريوهات عديدة، بعد مقتل الرجل القوي في اليمن، مخلفاً تركة ثقيلةً، وقوةً عسكريةً ضخمةً ممثلة في الحرس الجمهوري، والقوات الخاصة، والقبائل العديدة، إلى جانب إمكانية المصالحة مع التحالف العربي بما يملأ الفراغ، قبل أن يستغله الحوثيون.

وأوضح الصرمي لـ 24 أن اليمن مقبل على سيناريوهين الأول أن تكون هذه اللحظة الحالية كفيلة بتوحيد اليمنيين، بدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية، ويجتمع التحالف القبلي في كتلة وطنية شاملة للقضاء على الحوثيين.

أما الثاني فيتمثل في الرضوخ إلى الحوثيين والقبول بصفقة سياسية من نوع ما معهم، وهو الأمر المستبعد حسب الخبير اليمني.

تدخل دولي عاجل 

ومن جهته توقع مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير ناجي الغطريفي أن يكون هناك تدخل دولي عاجل من قبل مجلس الأمن في الأيام المقبلة لوضع حد للحرب الدائرة في اليمن، بعد مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وقال السفير ناجي الغطريفي لـ24 إن اليمن سيتعرض إلى حرب أهلية أوسع إذا فشلت الجهود في السيطرة على الوضع سريعاً وترك المسألة دون تدخل من قبل المجتمع الدولي والاكتفاء بمشاهدة ما يحدث هناك.

وأشار السفير الغطريفي إلى ضرورة استدعاء الدول العربية المجتمع الدولي للسيطرة على الوضع في اليمن للحفاظ على الشعب اليمني إنسانياً وحماية الأمن القومي العربي أيضاً.