تداعيات تحركات الحكومة في عدن على تحرير صنعاء..
قراءة: من يحكم اليمن.. عبدربه هادي أم علي محسن الأحمر؟
قراءة في التحركات الأخيرة للحكومة الشرعية ناحية الجنوب وتداعياتها على حرب تحرير صنعاء..
نائب الرئيس اليمني.. عين على عدن وأخرى على شبوة
معركة مرتقبة يحضر لها الأحمر في عدن.. هل ينجح الجنوبيون في إحباطها؟
الزعيم العسكري الإخواني.. هل تهمه الحرب على الحوثيين؟
مساء الـ24 من ديسمبر 2017م، كان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، يوقع ورقا وضعها مدير مكتبه عبدالله العليمي أمامه، قبل أن تعلن وكالة "سبأ" الحكومية عن صدور قرارات جمهورية أحدثت تغييرا في الحكومة والسلطة المحلية في محافظات الجنوب المحررة من الحوثيين وقوات المخلوع صالح.
وأصدر الرئيس هادي مرسوما رئاسيا، شمل خمس وزارات هي: الداخلية، النفط، النقل، الزراعة ووزارة شئون مجلسي النواب والشورى.
ووفق المرسوم الرئاسي، الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، تم تعيين أحمد بن أحمد الميسري نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للداخلية، خلفا للواء حسين عرب الذي صدر قرار بتعيينه مستشارا لرئيس الجمهورية لشؤون الأمن وترقيته إلى رتبة فريق.
وانتقل وزير الداخلية الجديد (الميسري)، إلى هذا المنصب، حيث كان وزيرا للزراعة وعين بدلا عنه عثمان حسين مجلي، الذي كان يشغل منصب وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى، وحلَّ مكانه النائب البرلماني محمد مقبل الحميري.
ونص المرسوم الرئاسي على تعيين صالح الجبواني وزيرا للنقل، والمهندس أوس العود وزيرا للنفط والمعادن.
وأطاح الرئيس اليمني، بموجب القرارات الجمهورية، بمحافظي لحج والضالع، وتم تعيين بدلا عنهما، الأمر الذي أعده جنوبيون بأنه قد أعلن نهاية الشراكة بين الجنوبيين وحكومة هادي.
نائب الرئيس اليمني.. عين على عدن وأخرى على شبوة
وقالت مصادر يمنية وثيقة "إن نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر، يسعى للسيطرة على عدن وشبوة، بعد أن أصبح جزءا كبير من حضرموت تحت سيطرة قواته".
وتسيطر قوات موالية للأحمر على وادي حضرموت ومنفذ الوديعة الحدودي، والذي يدر المليارات من الضرائب يوميا.
ولفتت إلى أن "الأحمر" حرك قوات موالية له للسيطرة على شبوة عقب تحريرها من قبل القوات الجنوبية من الحوثيين، حيث عين قائدا للشرطة العسكرية أعلنت القوات الجنوبية رفضها له.
ويسعى "الأحمر" الذي يعد الرجل الأول في شمال اليمن بعد إعدام الحوثيين الرئيس السابق "صالح"، للسيطرة على آبار النفط في شبوة واستعادة حكم الهيمنة الشمالية على الجنوب.
وفي عدن كشفت مصادر موثوقة "أن نائب الرئيس اليمني "الأحمر" يستعد لخوض معركة عدن الكبرى، حسب وصفه، "بين الشرعية والمتمردين".
وأكدت المصادر أن الفريق "الأحمر" استطاع تأمين وصول اللواء عبدالله الصبيحي، قائد اللواء 39 مدرع،(ومقره معسكر بدر بعدن) إلى منطقة معاشيق بالعاصمة عدن، وذلك عبر تهريبه من المملكة السعودية إلى عمان ثم إلى عدن.
وتفيد المصادر، أن أحمد الميسري، وزير الداخلية المعين من الرئيس "هادي " واللواء "الصبيحي" اتفقا مع نائب الرئيس "الأحمر" على ضرورة الاستيلاء على عدن، وحسم الأمر لصالح الشرعية، ودحر "المتمردين"، في إشارة إلى قوات الحزام الأمني وقوات الأمن التابعة لشرطة عدن، التي يقودها اللواء شلال علي شائع.
وكان وزير الداخلية الجديد قد أطلق تصريحات صحفية توعد فيها قوات الأمن والحزام الأمني وقوات النخبة، وهذا ما أكده أيضا رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر الذي دعا إلى استقدام قوات أمنية اتحادية إلى عدن، "في إشارة إلى قوات علي محسن المتواجدة في مأرب".
هل ينجح الجنوبيون في إحباط المؤامرة؟
لا شك أن الجنوبيين قد نجحوا - إلى حد كبير - في تجنيب عدن فتنة كبيرة كان يُخطط لها يوم الـ24 من أبريل 2017م، حينما إزاحت حكومة هادي محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي وعينت بدلا منه عبدالعزيز المفلحي، في محاولة لضرب فتنة مناطقية، إلا أن ذلك لم يحدث، حيث رحب الجنوبيون بتعيين المفلحي، وهو الترحيب الذي لم يخلُ من التحذير بأن من أتى به "هادي" بديلا للزبيدي سيعمل على إفشاله، لأن مطامعه - كما يقول جنوبيون - هدفها دفع الجنوبيين نحو اقتتال داخلي يسهل عليهم السيطرة على الجنوب مرة أخرى.
وتشير معلومات إلى أن الأحمر يحضر منذ نحو عام للسيطرة على عدن من خلال قوات عسكرية أطلق عليها "قوات الحماية الرئاسية"، والتي يخطط لها أن تحل بديلا من قوات الحزام الأمني وشرطة عدن، والتي يراد لها أن تشرف على الكثير من المواقع السيادية من بينها المطار وميناء عدن، في أعقاب إزاحة القيادات الجنوبية من مناصبها، الأمر الذي يؤكد سعي القوى الشمالية إلى إفشال مساعي استقلال الجنوب واستعادة الهيمنة العسكرية على الجنوب من جديد.
الزعيم العسكري الإخواني.. هل تهمّه الحرب على الحوثيين؟
ثلاثة أعوام وقوات علي محسن الأحمر عاجزة عن اجتياز "فرضة نهم" شرق صنعاء، أو على الأقل استعادة بلدة صرواح بمأرب التي يحتلها الحوثيون، فالمهمة لذلك ليست صعبة لما تمتلك قواته من ترسانة عسكرية ضخمة لا يمتلكها الحوثيون ولا حتى الجيش السابق، فقد قدمت السعودية كل الدعم العسكري والمالي للأحمر، على أمل أن يحقق انتصارات عسكرية ضد الحوثيين، لكن تحركاته الأخيرة نحو الجنوب تؤكد أن الحرب ضد الحوثيين واستعادة صنعاء لا تهمُّه بقدر ما تهمه السيطرة على شبوة وعدن اللتين يضعهما نصب عينيه.
فشبوة النفطية كان قد تقاسم حقولها مع الرئيس اليمني السابق "صالح" وأولاد عبدالله الأحمر.. لكن المتغيرات على الأرض مكّنت أبناء شبوة من السيطرة على أرضهم والتحكم فيها.
وكذلك عدن العاصمة التي يرفض الأحمر أن تعاد إليها الإذاعة والتلفزيون العريقان، قبل أن يعود حكمه إليها.
يقول مسؤولون إن الأحمر رفض أن تعاد إذاعة وتلفزيون عدن، ومنع عنهما المشتقات النفطية حتى يصبحان تحت إدارته، وهو ما يبدو أنه قارب على تحقيق ذلك، من خلال السعي إلى تعيين قائد عسكري إخواني محافظا لمحافظة عدن خلفا لعبد العزيز المفلحي.
ويبدو أن الأحمر قد نجح - إلى حد كبير - في إصدار قرار جمهوريا باسم الرئيس بتعيين اللواء عبدالله الصبيحي خلفا للمفلحي، خصوصا وأن الأول قد عاد من السعودية عن طريق سلطنة عمان.
وقال السياسي والأكاديمي الدكتور حسين لقور بن عيدان إنه كما هو متوقع فقد رفض علي محسن الأحمر تعيين الأستاذ علي هيثم الغريب محافظا لعدن. وأضاف لقور في تغريدة له: "أكد لي مصدر قريب جدا من الرئاسة أن علي محسن يريد تعيين عسكري من أتباعه محافظا لعدن". وأكد لقور "يدعمه في ذلك الوزيران نايف البكري وعبدالرحمن السلامي".
وقال بن عيدان إنه لم يتم التوصل إلى حل، حيث إن هادي يرغب في تعيين الغريب في هذا المنصب.
من يحكم اليمن.. هادي أم الأحمر؟
يبدو أن القرار المرتقب هو الاختبار الحقيقي لمعرفة من يدير الحكم في اليمن.. هل الأحمر أم هادي؟، فتعيين "الصبيحي" محافظا لعدن هو تأكيد لتلك الاتهامات التي وجهت للأحمر بأنه هو من يدير الرئاسة اليمنية وليس الرئيس هادي.
فعلى مدى العامين الماضيين والكثير من الجنوبيين يوجهون اتهامات للفريق علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني، ورجل السعودية الأول في اليمن، بأنه هو من أقصى القادة الجنوبيين من مناصبهم، لكن التأكيدات على رفضه تعيين الغريب محافظا لعدن دليل وبرهان على أن الرئاسة اليمنية قد أصبحت مختطفة بيد الأحمر والإخوان، وأن هادي لا يعرف شيئا عن ما يدور في الكواليس غير الإمضاء على بعض القرارات التي تخرج من مطبخ نائبه رجل الدوحة المقيم في السعودية.
وإجمالا، فإن تلك التحركات وتدخل "الأحمر" في شؤون الرئيس هادي والحكم أمر قد يلقي بظلاله على الحرب ضد الحوثيين، فالجنوبيون الذين تقاتل قواتهم في الساحل الغربي يمكن أن يكون لهم موقف مما يحصل، فكما يقول قادة عسكريون "لا يمكن أن نحرر الجنوب لنسلمه للأحمر من جديد".. فالحرب التي يخوضها الجنوبيون مصيرية ولا يمكن لهم أن يقبلوا أن تحكمهم صنعاء مرة أخرى.