مقتل 43 امرأة وإصابة 119 نتيجة قصف أحياء سكنية..
تقارير حقوقية تستنكر ممارسات الحوثيين ضد نساء اليمن
تتعرض المرأة في اليمن لأبشع أنواع الانتهاكات وتتحمل صنوف المعاناة الناتجة عن المعارك في مختلف المحافظات التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي الإجرامية من خلال استغلال أوضاعهن الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية المزرية، وهن أكثر ضحايا الحرب جسدياً ونفسياً ومعنوياً.
ولا يزال الانقلابيون يمارسون أسوأ أنواع الانتهاكات ضد المرأة من خلال استغلالها في العمليات العسكرية، وهو ما يمثل دليلاً صارخاً على الإفلاس والانهيار التام لتلك المليشيات الإجرامية، كما أنها خطوة تتنافى مع كل المعتقدات الدينية والأخلاقية في المجتمع العربي الإسلامي، وذلك عندما هاجمت تظاهرة نسائية سلمية في ميدان السبعين بصنعاء والاعتداء عليهم بالضرب، وإطلاق الأعيرة النارية واعتقال أكثر من 50 سيدة خلال المظاهرات النسائية.
أرقام وتقارير حقوقية
وأكد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، قيام ميليشيا الحوثي الإجرامية بقتل 43 امرأة وإصابة 119 أخريات نتيجـة لعمليات القصـف الممنهج في الأحياء السكنية في مختلف المحافظات وخاصة في تعز، وذلك خلال النصف الأول من 2017م، إضافة إلى ممارسة انتهاكات ضد المرأة تمثلت في القتل والإصابة والتشويه والاعتقالات والتحرش الجنسي والعنف وتشريد الآلاف من النساء .. وبينت تقارير حقوقية عن تهجير 9 آلاف و517 أسرة في تعز تضم أكثر من 800 ألف نسمة تشكل النساء 60% من المهجرين و25% أطفال خلال الفترة من سبتمبر 2015م - أكتوبر 2017م.
تهديد قيادات نسائية
وأكدت مصادر إعلامية أن الحوثيين فرضوا الإقامة الجبرية على عددٍ من القيادات والناشطات النسائية التي ترفض وجودهم في صنعاء وعدد من المحافظات التي تسطير عليها تلك المليشيات، كما ذكرت تلك المصادر أنهم تلقين تهديد بتصفيتهن وقتلهن. وأشارت أغلب المنظمات المحلية والدولية في تقاريرها إلى أن الحرب التي تقوم بها الميليشيات الانقلابية ضاعفت من العنف المبني على النوع الاجتماعي بنسبة أكثر من 80%، وأنها وثقت خمسة آلاف حالة لضحايا العنف كانت 81% من الحالات للنساء.
انتهاك سافر للقانون الدولي
وأشارت المحامية وعضوة مجلس إدارة منظمة «أمن من الألغام ومخلفات الحروب «أنغام جعفر» أن مليشيات الحوثي الإجرامية انتهكت وبشكل سافر القانون الدولي واليمني من خلال ممارستها كل أنواع الممارسات المشينة ضد المرأة واستغلالها لتحقيق أهدافها الإجرامية في سيطرتها على البلاد ونشر الفكر الطائفي بين أوساط المجتمع اليمني».
وأضافت: «إن هناك عقوبات على المستوى الدولي والوطني ضد هذه المليشيات التي تمارس الانتهاكات بحق النساء من خلال تجريم التجنيد الإجباري للنساء وللفتيات دون سن الثامنة عشرة وممارسة أنواع عديدة من استغلال النساء لمشروعهم الطائفي وإحالة تلك الانتهاكات لمحكمة الجنايات الدولية والتي يجب أن تتخذ بحق هذه الجرائم العقوبات المنصوص عليها في المواثيق الدولية».
انتهاكات حقوقية
وأوضحت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان أنها حققت في حالات انتهاك وقعت ضد النساء خلال سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر لعام 2017م بلغت 760 حالة انتهاك تضمنت مقتل 314 امرأة و400 حالة إصابة، إضافة إلى 16 حالة لضحايا زراعة الألغام من النساء، وتعذيب 11 امرأة وحالة إخفاء قسري و5 حالات وفيات من النساء بسبب الحصار والتجويع.
التنكيل بالإعلاميات
وللإعلاميات اليمنيات نصيب كبير في تلك الانتهاكات التي تمارس بحق النساء من قبل المليشيات الإجرامية تنوعت ما بين القتل والضرب والتهديد والفصل التعسفي وقطع المرتبات والحرمان من الوظائف، حيث أوضح التقرير الصادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي أن العاملات في الإعلام من النساء يشكلن نسبة 20% من إجمالي العاملين في وسائل الإعلام و11% من أعضاء نقابة الصحافيين اليمنيين فقط.
وأضاف التقرير أن الإعلاميات اليمنيات دفعن ثمناً باهظاً في هذه الحرب، حيث تعرضن لصنوف مختلفة من الانتهاكات الحقوقية والأخلاقية تمثلت في التهديد والاعتداء والضرب والإقامة الإجبارية لهن في ظل صمت رهيب من قبل مؤسساتهم الإعلامية والمنظمات الدولية الحقوقية والمعنية بالحقوق والحريات، مطالباً التقرير تطبيق التشريعات الدولية والمحلية وإزالة المعوقات كافة التي تحد من الحريات الصحفية في اليمن.
استغلال النساء لنشر فكرهم
وأوضحت الصحفية لينا جحلان: «إن مليشيات الحوثي تعتبر جماعة طائفية إجرامية عنصرية بامتياز، تتعامل مع المجتمع اليمني من منطلق الوصي الفعلي عليه يستغلون أفراد الشعب كافة من رجال ونساء وأطفال لتحقيق أهدافهم الطائفية الإجرامية واستغلال الطبقة السفلي من المجتمع كالجنود تابعين لهم تخدمهم وتقاتل من أجلهم، إلى جانب استخدامهن في جبهات القتال».
وأضافت «تلك المليشيات تستغل بشكل كبير النساء في معظم المحافظات التي تسيطر عليها وتستخدم النساء كدروع بشرية من خلال السيطرة على ولاءاتهم وإقناعهم بالمشاركة في مختلف أنواع القتال، وأيضاً استخدامهن لنشر فكرهم وثقافتهم الطائفية العنصرية الدخيلة على المجتمع اليمني والقضاء على من تحاول منهن المطالبة بحقوقها في التعبير عن رأيها».