صرفوا جهود تحرير المناطق إلى صراع جانبي

اليمن: لماذا يعرقل الإخوان معركة استعادة تعز؟

حمود المخلافي قائد المقاومة في تعز يتوسط ثلاث نساء يمنيات

العرب (لندن)

 تتصاعد الخلافات في صفوف الشرعية باليمن مع اقتراب تحرير أي منطقة وبروز ملف استحقاقات ما بعد التحرير.

ويلعب حزب الإصلاح الذي يمثل فرع الإخوان المسلمين في اليمن، وفقا لمراقبين، دورا سلبيا ساهم في تعثر حسم المعركة في الكثير من الجبهات انطلاقا من حسابات خاصة وأجندات تستهدف الاستئثار بالسلطة في يمن ما بعد الحوثي.

وشهدت مدينة تعز خلال الأيام الماضية مواجهات مسلحة بين فصيل مقرب من حزب الإصلاح وعناصر تابعة للقيادي في المقاومة ذي التوجه السلفي المعروف بأبي العباس، وعلى الرغم من تباين التفسيرات حول سبب اندلاع المواجهات التي تهدد بخسارة المقاومة للمكاسب التي حققتها في تعز، إلا أن هناك شبه إجماع على وجود أجندة سياسية تقف خلف الصراع.

ويخشى إخوان اليمن من خسارة مواقع نفوذهم في العديد من المحافظات المحررة وعلى رأسها تعز حيث يتمتع السلفيون بنفوذ متنام.

وقالت مصادر خاصة لـ”العرب” إن التيار السلفي غير المنخرط في خانة الاصطفافات الحزبية استطاع تقديم نموذج إيجابي كما حدث في المحافظات الجنوبية التي كان للسلفيين دور بارز في تحريرها بالتعاون مع التحالف العربي في ظل غياب أي حسابات سياسية أو شخصية، وهو السر في حسم المعركة في الكثير من المناطق على خلاف محافظات أخرى تعثر الحسم العسكري فيها مع تصاعد حدة الخلافات والرغبة الكامنة لدى حزب الإصلاح في خلافة الحوثيين على حساب حالة التوازنات القائمة في المشهد اليمني والتي ترفض سيطرة أي طرف.

ووصف محللون سياسيون ما يجري في محافظة تعز بأنه نتاج سيناريو معد سلفا يقف خلفه فريق بات يدرك أن تحرير المحافظة أمر له استحقاقات إقليمية وأن هذه الاستحقاقات ربما تقلص من نفوذ ذلك الفريق وسطوته؛ لذلك يسعى لخلط الأوراق بشدة وربما يهدم المعبد على الجميع بدافع الانتقام.

وقالت مصادر مطلعة لـ”العرب” إن القيادي السلفي أبا العباس أثار غضب مراكز في الجيش الوطني والمقاومة محسوبة على حزب الإصلاح بعد أن كشف في وقت سابق عن حالة فساد في التعامل مع الدعم المادي الذي يقدمه التحالف العربي.

وتصاعدت الخلافات عقب أنباء تحدثت عن دور ما قد يقوم به أبوالعباس في تعز بعد تحريرها شبيه بالدور الذي أنيط بالقيادي السلفي في عدن هاني بن بريك الذي ساهم في تثبيت الأمن هناك.

وكان الرئيس عبدربه منصور هادي قد أصدر قبل أيام قرارا مفاجئا بإقالة القيادي الإصلاحي عبدالله أبوالغيث من منصبه الذي عين فيه حديثا محافظا لمحافظة الحديدة وتعيين القيادي المنشق في حزب المؤتمر الشعبي العام الحسن طاهر خلفا له، وقد جاءت هذه الخطوة مع انطلاق عملية “الرمح الذهبي” التي تستهدف تحرير الساحل الغربي لليمن.

ويرى متابعون للشأن اليمني أنّ حزب الإصلاح يرتكب نفس الخطأ الذي سبقه إليه الحوثيون من خلال سعيه للاستحواذ والسيطرة على المحافظات المحررة وإزاحة التيارات الأخرى المدنية مثل الناصريين والاشتراكيين الذين أصدروا مطلع يناير الجاري بيانا مشتركا بعد جولة مشاورات في القاهرة تحدث عن حالة التهميش الممنهجة والتفرد بالقرار حيث قالوا إن استمرار هذه الممارسات سيؤدي إلى “فقدان الدولة وتمدد القوى المختلفة وسيطرة الفوضى وقوى الحرب على حساب القوى السياسية والمدنية”.

وفي أغسطس 2016، وبضغط من حزب الإصلاح وعقب حملة إعلامية متواصلة، قام الرئيس عبدربه منصور هادي بإقالة محافظ محافظة الجوف ذي التوجهات القومية حسين العواضي من منصبه وتعيين القيادي في حزب الإصلاح الشيخ أمين العكيمي خلفا له.