عقب تحرير القوات الجنوبية للبلدة
اليمن: أهالي المخأ يتنفسون الصعداء
بالقرب من مدرعة تابعة للجيش وقوات المقاومة الجنوبية في الأطراف الشرقية من بلدة المخا يقف احمد هادي مسعود وهو مواطن في العقد الخامس من عمره ليلتقط انفاسه عقب تمكنه من الخروج باسرته من وسط المدينة ووصوله إلى المواقع التي تسيطر عليها قوات المقاومة .
يقول " مسعود" بلغة مرتبكة انه بالكاد استطاع الخروج من المدينة بسبب حدة الاشتباكات وينوي الانتقال باسرته إلى احدى القرى الريفية حتى انتهاء المعارك .
لاكثر من اسبوع ظل "مسعود" واسرته محاصرون وسط المدينة .
يعمل الرجل في ميناء المدينة الصغيرة منذ سنوات طويلة .
يقول الرجل لمراسل صحيفة "اليوم الثامن" الذي رافق القوات الجنوبية في هذه المناطق ان المدينة لم ترى خيرا منذ دخول القوات الموالية للحوثيين وصالح إليها قبل حوالي عامين من اليوم .
حتى الـ 26 من مارس 2015 كانت مدينة المخا احد ابرز المدن اليمنية التي تعيش حالة من الهدوء .
يحكي الرجل تجربة أهالي المدينة مع عناصر الميليشيات بالقول :" افقنا في شهر مارس من العام 2015 على صوت دخول عدد من الاطقم وعلى متنها العشرات من مسلحي القبائل الذين قالوا انهم يتبعون جماعة الحوثي.
كانت مدينتنا مسالمة ولا صلة لها بكل الصراعات حتى حينما اندلع الصراع في 2011 لم تشهد المدينة أي اضطرابات .
لم يقاوم أهالي المدينة السيطرة المسلحة لجماعة الحوثي على هذه المدينة وظل الحال على ماهو عليه لسنتين .
يقول "مسعود" ان عناصر الميليشيات سيطروا على مباني الحكومة بشكل كامل ونصبوا أشخاص من خارج المدينة حاكمين لكل شي.
ومنذ ذلك الحين تراجع كل شيء غادر التجار المدينة وتوقفت حركة الاستيراد في الميناء القديم وهو احد اقدم موانئ الجزيرة العربية .
:" لم يعد هنالك مانراه في مدينتنا إلا اطقم المسلحين وهي تتجول وبعض الاشخاص يرسمون شعارات الجماعة الحوثية على الجدران .
يتحدث "مسعود" بحرقة عن مدينته التي دمرتها الجماعة الحوثي وحولتها إلى ساحة خلفية للمجاميع المسلحة التي كانت ترسلها صوب الجنوب عبر "باب المندب".
ظلت المدينة لعامين ساحة للشعارات التي يطلقها عناصر الجماعة مرورا بالشوارع في حين توقف حال الناس عند نقطة الصفر.
(لايملك الناس أسلحة ومسالمون ) يتحدث مسعود واصفا حال الغالبية من الناس في هذه المدينة مؤكدا ان طبيعتهم المدنية دفعتهم إلى تجنب مواجهة عناصر هذه الجماعات المسلحة .
مع اقتراب هجوم للقوات الجنوبية بمنطقة باب المندب وصولا إلى ذوباب والمخا باتت الجماعة تستشعر خطر اقتلاعها من مواقعها .
ومع بدء صبيحة يوم الـ 27 من يناير تمكنت القوات الجنوبية مدعومة بقوات المقاومة من دخول المدينة في حين فرت عناصر الجماعة الحوثية إلى خارجها .
لن يتذكر الناس من عامين لسيطرة فرضتها جماعة الحوثي على المدينة إلا أيام من القهر والتعذيب وافقار أهالي المدينة .
لايخفي مسعود فرحه البالغ بتحرير المدينة لكنه يؤكد ان أهالي المدينة يتمنون عودة ازدهارها مجددا.