اغاظه علم الجنوب ويسعى لتغييب دور الجنوبيين في الحرب..
تقرير: الجنرال الأحمر في بقع صعدة.. لماذا؟
من سلم الطائرة ترجل الجنرال علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني في بلدة البقع بصعدة عقب تحريرها من قبل قوات جنوبية قدمت من مدينة عدن بدعم من التحالف العربي.
سار الأحمر بضعة امتار تحيط به حراسة مشددة من كل جانب، حاول الابتسامة امام عدسة المصورين الذين رافقوا زيارته المفاجئة إلى بلدة البقع، في مشهد اثار الريبة والشك والغضب أيضا لدى القوات الجنوبية التي أصرت على القتال بعيدا عن سلطة الأحمر الإصلاحية.
سرقة انتصارات القوات الجنوبية
في البقع تقاتل قوات جنوبية منذ اشهر وحققت انتصارات كبيرة في معقل المتمردين الحوثيين، لكن هذه الانتصارات اغاظت أطرافا عدة من بينها الأطراف المحسوبة على تنظيم حزب الإصلاح اليمني الموالي للشرعية.
يقول الكاتب مصطفى المنصوري انه " عندما نزل الأحمر علي محسن من طائرة عسكرية في مناطق صعدة المحرر منها البقع للمثال ، تحرك على هذه المناطق بسرعة وهستيرية، وتنطط هناك الأحمر محسن وما كان له ذلك حتى مراودة الأمر من قبيل التخيل ، لقد عبدت له تلك الأرض واقعا حقيقيا كرابعة النهار بدماء القوات الجنوبية، دوره الأساسي لا يخرج عن إضعاف الحق وتملك حق الغير وصناعة سياج فولاذي للبطش والاستحواذ على أملاك الآخرين".
" كان يمثل القبضة التي تدمر معارضي حكم صالح سيء الصيت ، وللجنوب في عنقه كثير الظلم ، هو إلى هذه اللحظة يتحرك بعيد من الجنوب ، هذه قيمته الحقيقية التي صنعها في قلوب الناس"، هكذا يصف المنصوري الأمر.
ويؤكد ان " محاولته (أي الأحمر) وحزبه الحقيقي إخوان اليمن والذي مازالا يعملا سويا حتى اللحظة في تشويش نصر الجنوبيين وخلط الأوراق لتغييب دور الجنوبيين الريادي في التحرر والعطاء هو الإفلاس بعينه ، انتهازيته وظهوره متزامن مع فتح ميناء المخاء والمحرر بسواعد جنوبيه وبدعم من التحالف العربي لن يغطي شمس الحق بأصبع".
وقال إن " ذهاب محسن إلى البقع في صعده محاط بأتباعه غير كافي لعمليات الشد والتجميل وإخفاء المعالم المخيفة والتي لا تخفى على الكثيرين من الجنوبيين واليمنيين أيضا عنه ، وفعله هذا لن يغطي انتصار الجنوبيين المتعدد على الأرض التي طرد منها والى اللحظة يراوح في مناطق حررها غيره".
تحركات بلا قيمة
السياسي الجنوبية نبيل عبدالله العوذلي يؤكد ان " تحركات علي محسن فقدت قيمتها الحقيقية فقد توقع الكثير ان تحركاته ستغير المعادلة سريعاً اما زيارته الاخيرة للبقع من الناحية الرسمية قد تعتبر زيارة طبيعية نظراً لموقعه السياسي والعسكري".
وأضاف العوذلي لـ(اليوم الثامن) " ان الأحمر في كل تحرك له تكون هناك اصداء وتعدد في التحليلات المتضاربة الا ان الزيارة في مجملها تعد بالنسبة لمحسن تحرك مهم ورسالة مهمة لتحالف الانقلابيين ولعل محسن اراد ايصال رسالة مفادها انا اقاتلكم في صعدة كما اقاتلكم في نهم وان من يقاتل في صعدة جيش وطني ".
وتابع " اراد ان يظهر امام المناصرين له والحلفاء بانه يدير او يشرف او يتابع المعركة على كل الجبهات لكن تلك الرسائل لن تلقى صدى كونها فقدت قيمتها الحقيقية فقد اصبحت مستهلكة ومكررة فالجميع ينتظر النتائج الملموسة ومحصلة المعارك وهذا لا تحدده الزيارات".
التحالف يدرك فشل الأحمر
الكاتب والباحث الجنوبي عبدالقادر باراس قال "إنه بات من المؤكد ان دول التحالف تدرك بأن علي محسن هو من اوصلهم للفشل، فكانوا معتقدين بمجرد تعيينه نائبا للرئيس سيحقق لهم الانتصارات وحسم المعركة وانما رأوا تخاذلا منه، وكل ما عمله "علي محسن" هو إعادة بناء جيشه الموالي لحزب الإصلاح في مأرب ليكون هو البديل بعد انتهاء الحرب ".
وأضاف باراس لـ(اليوم الثامن) " حاول ان يظهر بأنه يحظى بشعبية لدى المقاومين الجنوبيين عند زيارته مؤخرا للبقع لكن الحقيقة وظيفته في الهرم الرئاسي هي من اوصلته فهو يسعى لإيصال رسالة تطمين للتحالف بأنه على صلة وتنسيق بالمقاومة الجنوبية، في الوقت تدرك دول التحالف وبالذات المملكة العربية السعودية بأن تحركاته الأخيرة لم يعد له شأن وانه سيسقط في التسوية القادمة ولم يعد ما سيعطيه من نصر على الأرض، وربما اوصلتهم إلى قناعة بأنه مخادع".. مؤكدا ان " دول التحالف وبالذات السعودية نفسهم طويل ولا يريدون مواجهة او تعطيل ما رسموه كرد فعل، لكن ظنا منهم ان حساباتهم لعلي محسن على انه مؤثر وذي شأن وتأثير قبلي، وهم بحساباتهم كانوا يريدون يحسموها وهذا ما لم يحدث".
ولفت باراس إلى أن " كل ما في الأمر يحاول اظهار نفسه إعلاميا على انه يتمتع بقوة ونفوذ بين افراد المقاومة الجنوبية لكن الحقيقة هو واتباعه في حزب الإصلاح يحاولون سرقة انتصارات الجنوبيين".
السعودية غير راضية عن الأحمر
اما المحلل السياسي أحمد الصالح العولقي فقد أكد ان " علي محسن الأحمر منذ تعيينه نائب للرئيس لم يحقق أي شي ملموس وأدرك عدم رضى السعودية عن ذلك وبدأ يتخبط ليسرق اي انتصار ليحسب له".
وأضاف الصالح لـ(اليوم الثامن) " أن الأحمر قد اوهم السعودية أنه صاحب يد طولى في الشمال ولكن الواقع أثبت أنه وجه آخر للفشل والهزيمة وخذلان التحالف الذي احسن إليه سابقا".
جبهة المخا أكدت فشل الأحمر
وأكد الصالح "أن انتصارات القوات الجنوبية في جبهة المخا أربكت محسن وجعلته يتخبط لأنها أكدت فشله في الجبهات التي يشرف عليها بشكل مباشر ولو أن له يد في المخا لما تحررت مطلقا".. مشيرا إلى أن " تخبطات علي محسن بعد إنتصارات أبناء الجنوب في المخا التي لا يستطيع زيارتها جعلته يتجه للبقع التي تسيطر عليها قوات جنوبية لمحاولة ربط الاحداث ببعضها ولكنه فشل من خلال رفض ابناء الجنوب هناك مقابلته".
وأكد المحلل السياسي الجنوبي " أن ما يجب أن تدركه السعودية أن من لم يستطع أن ينتصر وهو الرجل الأول في صنعاء لن يستطيع تحقيق أي نصر وهو نائب رئيس على نصف محافظة مأرب".
الأحمر يغيظه علم الجنوب
"المخاء حلقه من مجموع حلقات لمناطق يمنية حررها شباب الجنوب ، ومن البقع صرخ محسن حسب إفادة وسائل إعلام التحالف العربي بضرورة توحيد العلم".. كما يقول المنصوري.
ويضيف " لقد اغاظه علم الجنوب يرفرف سويا مع أعلام إخوانهم من السعودية ودول الخليج العربي ، نعم لقد صرع محسن عندما رأى علم شعب الجنوب يسير جنب إلى جنب كجزء فاعل وداعم ومحوري لتحرير شعب محسن الذي يرزح تحت أقدام الظالمين ، ما الذي منع محسن أن يدخل بعلمه ويسقط صنعاء وكل الظروف مهيأة له من رجال وسلاح ومال وغطاء جوي ومباركه أممية
العميد خصروف والاستخفاف بقضية الجنوبيين
وعن العميد خصروف رئيس دائرة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني بمأرب، قال المنصوري " خصروف اليمني الذي يتحفنا بلباس العسكر ولسانه الموجه للتقليل من دور الجنوبيين على الأرض والاستخفاف بقضيتهم ، هذا الرجل الذي يرفع من معنويات عسكره بشرب الشاي تحت ألأشجار - تحت الشجر يا وهيبة يا ما كلنا برتقال - وفي ارض السلطان العراده يتحفنا بلقاءاته مع العسكر ، نعم يحلو للإخوان اليمنيين تسمية محافظ مأرب بدلا من سلطان العراده بالسلطان العراده ، ووصفهم مأرب اليوم أروع مما توصف بها الجنة ، لقد تركوا معقلهم وفوهة بركانهم تعز و إب تتلذذ بأحضان السيد و أتباعه ، وفاءً ، وتحوثً ، وقتالً شرس بين صفوفهم ".
سليط اللسان
وأضاف المنصوري" الخصروف اليمني سليط اللسان بحق الجنوب وشعبه وقضيته يتعايش ويقتات مع عسكره الجرحى في تخوم مأرب ، جرحى الدهس بأطقم أصدقاءهم وجني مئات الآلاف من الريالات السعودية تعويضا عن هذا الدور القتالي الرائع الذي أرهق الحوثي وصالح ، دورهم البطولي في جبهات جمع الريالات والسلاح والحفاظ على الأتباع وتكديسهم ، خصروف يخرج اليوم علينا من عمق بطولات الوهم ودوره المحوري في تكبيد صالح والحوثيين بعظيم الخسائر بخطة جريئة عبرها سوف (تستسلم صنعاء) بلا قتال ولكن بشروط وهي إسقاط تعز والحديدة كاملة و السيطرة أيضا على السلاسل الجبلية المرتفعة والمحيطة بصنعاء والسيطرة على الخط الواصل بين مأرب وصنعاء والسيطرة على نقيل ابن غيلان واستمالة قبائل طوق صنعاء نحو الشرعية ومن ثم تهيئتهم للقتال في صفوفها عندها ستستسلم صنعاء وستسقط بلا قتال ".
وتابع " هذا هو الخبير اليمني العسكري الذي قدم خطة عسكريه نابغة للتحالف العربي هذا التحالف الذي ضل الطريق نحو الانتصار وهذه الخطة واحترافيتها وتدرجها وخطواتها ستدرس للأجيال وستضاف للتكتيكات العسكرية ألحديثة في إسقاط المناطق الأكثر تحصين وأكثر شراسة في القتال وبوقت بسيط وتكلفه قليله وعملية خاطفه ودماء لن تذكر لقلتها ، وسيعقب ذلك مباشرة خضوع صنعاء المطلق واستقبال القادمون إليها بالورود والحلوى و الشوكلاتة وسيعتلي خصروف وعلي محسن والإخوان المسلمين ظهر صنعاء لقاء عظيم فكرهم وتخطيطهم وجهدهم وقتالهم والتضحيات ، إنها خطط الوهم ، والكذب ، والاستخفاف المبين وكل ذلك مدعوم بكاميرات احترافية وفضاء واسع تنشر عليه".