جولة في محافظة الرؤساء ورئة الجنوب..
تقرير: لماذا تصدر "صنعاء" العنف إلى أبين؟

عبدربه منصور هادي رئيس أبيني يحكم اليمن الموحد
محافظة أبين (او المحافظة الثالثة بعد العاصمة ولحج) تعد من اهم المحافظات الجنوبية لما تمتلكه من موقع استراتيجي يربطها بالجبل والساحل ناهيك انها توصل بين محافظات الشرق الجنوبي والعاصمة عدن ولحج.
تشتهر أبين بالزراعة وتربية النحل والحيوانات، فهي المصدر الرئيس للعسل البلدي بجودته العالية ناهيك عن تصدير للحوم الابقار والاغنام الذائعة الصيت في عدن.
أبين تعرف بأنها المحافظة التي أتى منها أربعة رؤساء حكم الجنوب واليمن واخرهم هادي، وأبرزهم سالم ربيع علي الرئيس الجنوبي الخالد الذي قتله قادة الاشتراكي بقيادة عبدالفتاح اسماعيل.
ظلت أبين مصدر قلق لصنعاء، فهناك مقولة متوارثة تقول "يا ويل عدن من صنعاء ويا ويل صنعاء من دثينة"، فعمد نظام صنعاء منذ فجر الوحدة إلى تصدير الإرهاب الى هذه المحافظة من أجل خلق بيئة خصبة للتنظيم، وابتزاز العالم بأن هذه المحافظة تعد وكرا للإرهاب.
استطاع نظام صنعاء الذي كان يتزعمه الراحل صالح عن طريق زعماء قبائل على صلة بالجنرال علي الأحمر بناء معسكرات للتنظيم بدءا من جبال حطاط وصولا إلى خبر المراقشة وجعار والمحفد ولودر، حيث نشط التنظيم منذ ما بعد الوحدة وحتى اليوم لا يزال التنظيم نشطاً، رغم الحرب التي تخوضها قوات الحزام الأمني بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة.
إن صنعاء تخاف أبين أكثر من اي محافظة أخرى وتسعى لمحاربتها، يقول عدد من ابناء المحافظة الذين التقيناهم خلال نزولنا "إن مقولة يا ويل صنعاء من دثينة ليست العامل الوحيد الذي جعل الشمال يحارب ابين وينتقم من أهله".
يقول أحدهم "أبناء أبين يمتلكون الرجولة فحيث ما كان توجههم برزوا، فهم من حارب القاعدة وتصدى لها وهزمها في حين فشلت جيوش كبيرة في الدخول في مواجهة مع التنظيم.
يشير أحدهم الى ان لودر استطاع القبائل فيها ان تهزم تنظيم القاعدة وتجبره على الفرار من زنجبار وجعار، حتى اصبح أسم لودر يتردد على مستوى العالم، حيث استطاعت قبائل تمتلك اسلحة بدائية من هزيمة تنظيم مدعوم من اطراف في نظام صنعاء ناهيك عن وقوف وحدات من الجيش الى جانب القاعدة من خلال امدادها بالأسلحة والذخائر والمتفجرات.
صدر نظام صنعاء بقوة القاعدة إلى أبين حيث زاد نشاط القاعدة بانطلاق الحراك الجنوبي، وركز نظام صنعاء على ابين نظرا لموقعها الاستراتيجي الذي يربط حضرموت وشبوة والمهرة بالعاصمة عدن، فتقسيم الجنوب كانت الخطة البديلة في حالة فشل صنعاء في احكام قبضته العسكرية على الجنوب.
ساهمت أبين بقوة في انطلاق الحراك الجنوبي وشهدت لودر أول تظاهرة كبرى شارك فيها أبناء الجنوب من مختلف المحافظات ومن ابرز القيادات التي حضرت حينها الدكتور ناصر الخبجي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.
زنجبار عاصمة جنوبية بامتياز، فأعلام الجنوب حاضرة في كل مكان وفوق المنازل والاشجار، وصورة للرئيس هادي فوق جسر الصين.
التقين العديد من المواطنيين في زنجبار وتحدثوا عن المجلس الانتقالي الجنوبي وقالوا "نعلق على المجلس الانتقالي الجنوبي امالا كبيرة في ان تعود للجنوب دولته وتستعيد لأبين كرامتها".
وأكثر من 20 الف منزل دمرت في أبين جراء الحروب التي شنتها صنعاء عبر قواتها العسكرية او تنظيماتها الارهابية.
في زنجبار قال مواطنون "ان الدولة غائبة عن ابين منذ العام 2011م، والكثير من المواطنيين لم يتم تعويضهم على المنازل التي دمرت كل شيء دمر في ابين، لكن الحياة عادت مؤخرا بدخول قوات الحزام الأمني.
يقول أبينيون "إن الحكومة لم تقم بأي شيء سوى مشاريع نفذها الهلال الاحمر الاماراتي وابرزها في الكهرباء والمياه، والاغاثة وان كانت شحيحة.
استقبلت ابين العشرات من النازحين الفارين من جحيم الحرب في الشمال، الا ان الاهالي رحبوا بكل نازح وصل الى ابين .. معتبرين انهم قد تجرعوا ويلات النزوح خلال تسليم ابين للقاعدة.
لا توجد عنصرية في أبين، فهم يؤمنون ان الجنوب لن تقوم له قائمة الا بالاتحاد والتكاتف ونيسان الماضي الذي اضاع على الجنوبيين دولة بكل مقوماتها.
إن أبين تعد بالنسبة للجنوب الرئة فهي مصدر القادة الذين صنعوا التحولات، وهي اليوم بحاجة إلى من يقف إلى جانبها وينصرها، حتى تعود أبين برجالها الذين كان لهم السبق في رسم ملامح النضال لمشروع الاستقلال الثاني.