العطاس شاهد على العصر يروي ما حصل
الوحدة اليمنية.. مشروع التهام بلد
في صبيحة الـ22 من مايو (أيار) 1990م وقف الرئيسان الجنوبي علي سالم البيض واليمني علي صالح في عدن لرفع علم الوحدة اليمنية التي تم توقيعها بصورة مفاجئة، رغم العراقيل التي زرعت في طريق تحقيقها منذ عهد الرئيسين سالم ربيع علي وعبدالرحمن الحمدي.
كان يوما مأسويا منذ دقيقته الأولى، كان الناس في عدن يحاولون الفرح لكن دون جدوى رغم ان هناك شيء من المستقبل المخيف الذي كان يخيل للبعض ممن عارضوا توقيع الوحدة اليمنية.
عند الـ1 من ظهر 22 مايو أيار 1990م " افترش اليمنيون والجنوبيون الأرض لالتهام شجرة القات التي وصلت للتو من اليمن الشمالي إلى الجنوب، في احتفال تعبيري عن رغبتهم في الوحدة".
"لقد كانت أوراق القات، هي السم القاتل الذي زرع في الجسد الجنوبي".
كان في الجنوب تقنين للقات باستثناء الخميس من كل أسبوع، وهو يوم اجازة.
كان احد معاوني الرئيس علي سالم البيض يتمتم بكلمات غير مفهومة، ربما كان يقول " لقد وقعنا في الفخ"، ربما انه لم يسرق هذه الجملة من مسرحية لعادل امام.
لم تكن الوحدة قصة هروب جنوبي من مشاكل اقتصادية كما يصورها البعض بل كانت تحت شعارات قومية عربية، لكن هذه القومية العربية دفع الجنوب ثمنها دول بكل مقدراتها الاقتصادية والبشرية.
فالرئيس البيض وقادة أخرون كانت لديهم شعارات قومية عربية، انطلاقا من مشروع الزعيم العربي الأخر جمال عبدالناصر الذي توحد مع سوريا.
وكان الزعماء العرب – البيض أحدهم- يسعون إلى وحدة عربية، تجعل العرب أقوياء في مواجهة الأعداء لهم، لكن الوحدة السورية، فشلت،
فشلت الوحدة اليمنية مثل ما فشلت الوحدة السورية المصرية، ربما انقلاب صنعاء على عدن قد حول الوحدة إلى كارثة على عدن.
"سوف احول عدن إلى قرية" هدد صالح خصمه البيض كثيراً حاول اغتياله، بعد ان اغتال اكثر من 150 من معاونيه.
اقام الرئيس البيض في قصر بصنعاء زرع صالح في جنباته أجهزة تنصت " انهم يتنصتون علينا" هكذا قال البيض لمحمد علي أحمد.
"لم تكن عملية تدمير عدن وليدة حرب العدوان اليمني الأولى في منتصف تسعينات القرن الماضي, بل هي ممارسات سبقت هذا التاريخ بسنوات, لكن السنوات التي تلت الاحتلال اليمني كان التدمير فيها بشكل ممنهج ومدروس, فعقب انقلاب نظام العربية اليمنية على مشروع الوحدة السلمي وتصفية الكوادر الجنوبية وصولا إلى اجتياح الجنوب إثر فتوى التكفير الشهيرة, ظهر الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح منتشياً بالانتصار المزعوم وتعهد بأنه سيحول أقدم عاصمة في الجزيرة العربية إلى "قرية".
هو انت من صناع قرار الوحدة اليمنية واحد من الذين صنعوا هذا المنجز الذي كنا نسميه منجز وطني عظيم وكنا نلهف به صباح ومساء في جنوب اليمن .. انكم انتم كقيادات اضعتم الجنوب عند توقيعكم لاتفاقية الوحدة بتنازلكم عن الرئاسة وعن التمسك بالعاصمة، يعني اعطيتم لدولة الشمال الرئاسة وأعطيتهم العاصمة.. فأضعتم دولة الجنوب.
فالقادة الشماليون الذين فروا من حكم الامام في اليمن، استغلوا تواجدهم في عدن للتخطيط، ليس للوحدة بل لالتهام دولة الجنوب التي كان الجنوبيون يقاتلون التواجد البريطاني لتحريرها.
الحزب الاشتراكي اليمني، الذي أنشئ عقب الاستقلال، على يد عناصر من شمال اليمن، كان هو الذي اصر على يمننة الجنوب العربي او دولة حضرموت.
حيدر أبوبكر العطاس أحد ابرز القيادات الجنوبية التي كانت شاهده على عصر احتلال وتدمير الجنوب يتحدث عن بداية الوحدة اليمنية بالقول في مقابلة مسجلة حصلت عليها اليوم الثامن " عشية الاستقلال كان في هناك صراع بقيادة الجبهة القومية لان بعض أعضاء الجبهة اصولهم قومية وبعضهم اصولهم وطنية جاؤوا من الداخل منهم من الرابطة وبعضهم من تنظيمات أخرى، فكانوا يريدوا ان يسموا الجنوب "الجنوب العربي" وبعضهم كانوا يريدوا ان يسموا دولة حضرموت، لكن كان في الراي القومي والاخوة من الشمال تحديدا الذين كانوا معنا في الجبهة القومية قالوا لا (اليمن) فكان حل وسط سمي "جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية".
وأضاف " عندما بدأ قحطان يعد لقانون الجنسية "جنسية جنوب اليمن" قامت الثورة عليه لأنهم يريدوا الجنسية اليمنية، فأخذ جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كتسمية اتجاه كحل وسط، وجاء قحطان يريد ان ينفذ هذا القرار فقامت الثورة عليه فسقط".
ولفت إلى ان " اول عمل عملوه الاخوان المتشددين القوميين بعد ذلك هو أخذ "الجنوبية" من التسمية ووضع بذلها " الديمقراطية" يعني اليمن الديمقراطية، وقاموا بعمل قانون الجنسية "الجنسية اليمنية" يعني كل سكان الجهورية العربية اليمنية هم مواطنين يحق لهم المواطنة بالجنوب، بالعكس الجمهورية العربية اليمنية ليس لديها هذا الموقف فالموقف أصبح من طرف الجنوب".
الخطوة التي أضرت الجنوب
وتابع " الخطوة الثانية التي اضرت بالجنوب أكثر هي توحيد الحزب في الشمال والجنوب، كان ذلك في ابريل 1979م عندما سقط سالمين، فهو كان ضد هذه الخطوة وتأمروا عليه حتى سقط واستشهد.
بعدها مباشرة تم اتخاذ القرار من اللجنة المركزية بتوحيد الحزب "شمال وجنوب"، طبعا ووافقوا عليه الأغلبية عدا ستة ممن اعترضوا على هذا القرار، الباقين وافقوا ليس بموافقة حقيقية مبدئية ولكن يريدوا ان يتقوا الشر لأنه صادف في ذلك الوقت الحرب بين الشمال والجنوب في 79 وكان الصوت عالي صوت الحرب والمزايدة والكلام الفاضي، يمكن انا الوحيد كنت من الجبهة القومية ضد هذا القرار والباقين من اتحاد الشعب والقوى الأخرى التي اتلفت مع الجبهة القومية. فعبدالفتاح إسماعيل باعتباره كان يقود الدولة هو الذي دفع بتوحيد الحزب، لكنه دفع هذا الثمن في ابريل 80 بعد سنة بالضبط حتى وطرد.
اتى بعده علي ناصر وحاول يعيد الوضع إلى نصابه لينهي هذا التوترات بين الشمال والجنوب وشكل المجلس اليمني اللي هو أقل من كونفدرالية إيجاد العلاقات وحرية التنقل والاستثمار والعمل وحرية مثل هذه الأشياء، لكن بعض الاخوة غير راضيين عن هذا الخط يريدون وحدة كاملة فكان في صراع حول هذا انه مش ممكن، حتى بعد حرب 79 حصل اجتماع في الكويت كان عبدالفتاح رئيس الدولة في ذلك الوقت ووصلوا إلى اتفاق يعملوا دستور ويعملوا وحدة بعد ستة أشهر طبعا هذا ما تم لأنه سقط عبدالفتاح مباشرة بعد سنة وذهب إلى المنفى، وعلي ناصر قام بسياسة نقيضة تماما لهذا الشيء لكي يثبت الحق الجنوبي ويثبت الجنوب وان قضية الوحدة بعيدة المنال.
كلنا يعرف بعد 86 انقسم الحزب والنظام وذهب جزء منه إلى علي عبدالله صالح، فعلي عبدالله صالح قطع العلاقة بين الجنوب والشمال، ثم توسط فيما بيننا القذافي ذهبت انا إلى طرابلس والتقينا مع علي عبدالله في طرابلس وأثناء لقاءنا مع القذافي قال علي عبدالله صالح والشيخ عبدالله الأحمر، قالوا للقذافي لا يوجد حل إلا الوحدة، مباشرة انا ادركت ان الجماعة يريدون ان يعملوا لي مطب مع القذافي اما ان ارفض وبالتالي القذافي يتحول ضدي والقذافي هاوي وحدات.. او ان اقبل وبالتالي يمسكوا موضوع الوحدة عليّ فاستدركت وهذا بعون الله سبحانه وتعالي ان القذافي قبل ثلاثة أشهر فقط اصدر مشروع الاتحاد العربي ولم يقبله احد قلت لهم موافقين لكن لنبدأ بمشروع القذافي "ليبيا والجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطي" القذافي ارتاح تمام وعلي عبدالله صالح زعل وخرجت من هذا المأزق وعدنا للقضية قال لي علي عبدالله صالح ليش تطرح هذا الموضوع قلت له نحن لم نأتي لناقش الوحدة.
عدت إلى عدن وقلت الآن سيهاجمونني بالوحدة وقدمت مشروع الإصلاح السياسي الاقتصادي والقضية سياسية فيه فصل للحزب شمال وجنوب وطالبت باتخاذ هذا الاجراء لأنه يضع علينا مسئولية لكن كانت في مزايدة كبيرة جدا هذا كان في فبراير 1987م.
وفي منتصف العام شكل مجلس التعاون العربي علي عبدالله صالح دخل مجلس التعاون واشترط عليهم ما يقبلوا اليمن الديمقراطي، انا التقيت بالشيخ زايد في قمة المغرب وقلت له نحن نريد ان نتقدم بطلب إلى مجلس التعاون قال مكانكم تفضلوا جيب فقط رسالة منكم ونحن سنقبلكم وانا سأتبنى لأنهم كانوا يشتوا يردوا على علي عبدالله صالح بتشكيل مجلس التعاون.. جئت لأخبر الإخوان والأمين العام، لكن الاخوان قالوا "نحن إلا يمن" قلت لهم علي عبدالله صالح ذهب إلى مجلس أخر وترككم، هو رد حتى اعتبار لدولة الجنوب ذاته فرفضوا على هذا القرار وقدمت لهم مقترح في وقت سابق الدخول إلى مجلس التعاون الخليجي وكانت في موافقة من الشيخ زايد الله يرحمه ومن الملك فهد والتقيتهم في القمة، قالوا تفضلوا سنقبلكم.
بعدها في سبتمبر ذهبت إلى صنعاء لحضور احتفال الـ 25 للثورة، كرر علي عبدالله صالح موضوع الوحدة، وقلت له ما فيش وحدة سياسية انسى الوحدة السياسية إذا أنت جاد خلينا نسير بطريقة المجلس اليمني ولكن لنضع برنامج ملزم لتشابك المصالح استثمارات مشتركة وعمل مشترك عمالة وحركة الناس مثل هذه الأشياء وتوحيد المناهج وتوحيد الأنظمة وتوحيد القوانين ونضع برنامج لنتحرك إذا نجحنا في هذا البرنامج الوحدة السياسية ستأتي اتوماتيكيا والان العالم كله يتوحد سياسيا واقتصاديا لكن كل واحد محافظ هويته ومحافظ مكانه بعد نقاش حوالي ساعتين ونصف وافق خرجنا من الاجتماع، يبدو بعض مستشاريه قالوا له اذا وافقت للعطاس على هذه النقطة نحن لن نستطيع ان نهاجمهم بقضية الوحدة وهم الان في وضع ضعيف بعد 86م فأوكلوا المهمة لراشد واكتشفنا ان راشد ضابط في الامن الوطني مخترق افسد الموضوع يعني لم يتفق مع يحيى في أن يصيغوا الورق.
بعد ذلك جاء علي عبدالله صالح إلى عدن في نوفمبر 89 لأجل الوحدة، اجتمعنا صبيحة 30 نوفمبر كدولة، اليمن الشمالي رأسه علي عبدالله صالح والجنوب ترأسته أنا، وكان الأمين العام حاضر ورئيس الوزراء وجميعهم حاضرين، نحن طرحنا الكونفدرالية وهو طرح الفيدرالية، رفض علي عبدالله صالح كان يبدو معه ترتيبات مع صدام حسين لاجتياح الكويت، كان يريد الفيدرالية وكان في عينه على الخارجية والدفاع والمالية والباقي ما تهمه، طبعا نحن رفضنا نحن كدولتين اختلفنا وانتهى الموضوع.
فجأ اجتمع بعلي سالم البيض وذهبوا مباشرة للدستور للتوقيع طبعا كانت في معارضة للتوقيع لأنه غلط رفضت انا ان أوقع لأنه التوقيع كان من المفترض ان يوقع علي عبدالله صالح عن الجمهورية اليمنية وأمين عام للمؤتمر الشعبي العام وعلي البيض وقع أمين عام فقط أنا كرئيس الدولة رفضت لأننا اجتمعنا في الصباح واختلقنا، فالحزب يريد هكذا فإذا وافقوا الناس يتماشوا عليه.. الأخ علي البيض الأمين العام البيض شعر بالغلط اعتكف وقال جيبوا امين عام بدلي يلغي هذا الاتفاق لكن الاخوان الشماليين اللي معنا في الحزب في الأخير تمسكوا بالقرار قالوا لا هذا الأمين العام حقنا لا نريد تغيروه، فقدمت له مقترح ثاني بحيث يخرجنا من هذا الورطة نفتح الدستور وقدمته للمكتب السياسي على ان نفتح الدستور وهو الحد الادنى مجلس النواب نقسمه إلى غرفتين غرفة بالكثافة السكانية والجنوب في اقلية ونحن حكمنا عليه بالأقلية من أول يوم ولكن نحدد صلاحيته للشئون الخدمية والاجتماعية والاقتصادية وغرفة ثانية بالمناصفة بين الشمال والجنوب وتكون هذه العرفة هي الغرفة السياسية الغرفة الاتحادية وافق علي البيض على تقديم هذا المقترح للمكتب السياسي ولكن عندما طرحته في للمكتب السياسي صاحوا الاخوان في المكتب السياسي نحن شعب واحد وليس شعبين، نفس الصوت كلام مزايدة، قلت لهم يا اخوان الاخوان الشماليين كانوا موجودين فقط في عدن كان عمال كثير أيام الانجليز كان عددهم 37 ألف أو أكثر من ذلك كعمال وتجار لكن خارج عدن غير موجودين ولا لهم احتكاك أو أي شيء خارج عدن، لماذا تدفعوا الوضع بهذا الشكل انتم بتدخلوا الان كحزب ويقولوا الاخوان الشماليين ان لديهم نصف مليون في الشمال لكن هنا أعضاء الحزب الاشتراكي في الجنوب 23 ألف عضو طيب الشعب اللي حكمتم عليه ايش قدمتم لهم كانت مزايد وصوت عالي قلت لهم والله انتم بهذه الطريقة ستدفعون بالجنوب بأنه فعلا يكون اقلية وانه سيتور على هذا الوضع، فعلا هذا اللي حصل.
حقيقية كانت في اراء ترفض هذه الوحدة الاندماجية وهذا جزء من القصة التي قلتها في هذا الجانب.. لما دخلنا الوحدة أيضا دخلناها بوحدة اندماجية بورقة صغيرة مباشرة في نفس العام بدأت المشاكل تظهر طالبت من الحزبين "المؤتمر والحزب الاشتراكي" ان يعملوا برنامجين انا قدمت برنامج الحكومة وشكلوا لجنة برئاسة عبدالعزيز عبدالغني الله يرحمه وسالم صالح محمد، ولكن جلسوا ما بين شهرين وثلاثة شهرين ما عملوا حاجة فبادرت انا كحكومة أعمل برنامج وسميته ببرنامج الإصلاح اول رفضوه كلهم وقلت لهم يا تقبلوا هذا البرنامج لأننا عملنا وحدة في سطرين لا يمكن، تريدون وحدة تستمر صحيحة يجب ان تكون هناك دولة كل واحد يعرف مكانه، ليس بوجود دولة قبيلة متحكمة وفي دولة مدنية تسير على النظام والقانون هذا لا يستوي، يجب ان ننهي هذا الوضع ونقيم بدولة المدنية، أول كان في عراك ورفض ونزلوا عليه كلام كثير على برنامج الإصلاح بعدين وافقوا الطرفين على البرنامج وعدينا البرنامج واقر في مجلس النواب في 15 ديسمبر 1991م أي بعد سنة من الوحدة، بدأنا ننفذه في يناير 1992م مجرد ما اتخذنا اول قرارات بسيطة في مجلس الوزراء الشيخ عبدالله يطلب لقاء مع الرئيس هو ومنسقيه وحضرنا إلى عند الرئيس انا جبت نواب رئيس الوزراء والشيخ عبدالله جاب معه الأمين العام.. قلت خير يش، قال الرئيس والله الشيخ عبدالله عنده ملاحظات مع ان الشيخ عبدالله كان رئيس قبيلة ليس لديه علاقة بمجلس النواب أي قبل ان يكون رئيس مجلس النواب، قال الشيخ عبدالله ان اليوم العطاس اتخذ قرارات في مجلس الوزراء لأضعاف صنعاء، خير ايش في، قال بدأ يسحب الصلاحيات من صنعاء بحكم الادارة المحلية قلنا ضمن البرنامج نبدأ لا مركزية، وان اليوم شوي بيسحب صلاحيات الخدمات وبكرة بيسحب التخطيط وبعده بيسحب السلاح.. المهم ناقشنا في هذا الأمر نقاش شديد واشتركوا معي شماليين وضحت هذه الفكرة بالعكس صنعاء كعاصمة وحدة بتستقوى إذا كل محافظة وجدت انها تدير شئونها بنفسها وليس يدار كل شيء من صنعاء.
المسألة الثانية قال انه يريد انهاء الثأر وهذه قضية شرعية ويريد ان يعمل صلح بين القبائل ولإنهاء الثأر ويريد دمج القبيلة، الزنداني كان موجود معنا وهو حي، لما سمع ان القتل قضية شرعية قال الزنداني لا لا القتل ليس قضية شرعية.. الشيخ عبدالله الله يرحمه وعلي عبدالله صالح في لحظة واحدة يصيحوا فوق الزانداني لإسكاته.. المهم دخلنا في نقاش الزنداني سكت ونحن استمرينا واحدت النقاش فيما بيننا، بعد ذلك كلمت الشيخ عبدالمجيد الزنداني قلت له كنت معنا في النقاش ثم سكتت ايش القصة.. بعدين عرف الزنداني قال لي المسألة يا ابني ليست دينية بـ "النسبة له" عارف الشغلة وسكت.. قلنا لهم لا يمكن ان نوقف البرنامج ابدا، البرنامج اقر في مجلس النواب تريدون إيقافه اذهبوا ناقشوه في مجلس النواب، استمرينا في البرنامج، بدأوا المرحلة الثانية بالاغتيالات مباشرة بعدها أولا حاولوا اغتيال وزير العدل بعدها سلسلة من الاغتيالا حتى انا تعرضت من هذه الاغتيالات.. هذه اللي طورت الموقف وازم الوضع بشكل كبير.
بعدها جاء مجلس النواب في 93 شكل لجنة اسمها لجنة تقصي الحقائقبرئاسة الشيخ عبدالله الأحمر، جئت لأدلاء بشهادتي كأحد أعضاء الحكومة فقلت يا شيخ عبدالله ويا أعضاء مجلس النواب ويا لجنة ما يجري من ممارسات في الجنوب تستهدف شعب الجنوب وانتم حاطين يافطة انه تستهدف الحزب الاشتراكي اليمني، الحزب الاشتراكي اليمني 23 الف، ومن امينهم العام وإلى اخر عضو منهم مبسوطين وانا واحد منهم لا يوجد شيء ينقصهم.. لكن الممارسات التي تعملوها تستهدف المواطن العادي وبالتالي تستهدف الوحدة وهنا اتى الشيخ الأحمر بمقولته الشهيرة ان "الجنوب فرع ظال عاد إلى الأصل".. قلت له فلستوب لنقف تغير الموقف تماما قلت له اذا لديكم هذه النظرة فلا وحدة، اذا عندكم هذا الجور فالجنوب اصل اتحد مع أصل وإذا عندكم غير هذا فهنا الافتراق كما يقولون امساكم تحسنون بحسانه" لا نريد ان نتجادل في هذه المسألة الجنوب لم يكن جزء من الشمال ولا علاقة له بالشمال توحد معكم صحيح التيارات القومية والأشياء اعطته هذا الاسم لكن ليس هذا واقع الحال.. وبدأ فعلا الوضع يتأزم بعد هذه المقولة واتضح ان الجميع لديهم نفس هذا الموقف الشيخ عبدالله وعلي عبدالله جميعهم يريدوا الجنوب فقط كأرض بالنسبة وهذه عقدت المشاكل. حتى جئنا إلى وثيقة العهد والاتفاق لنناقشها كان في اجتماع في عدن وعند عودتي إلى صنعاء وموكبي دائما يسير بثلاث سيارات واثناء وصولي إلى مشارف صنعاء الا وتستعرضنا ثلاثة اطقم من الشرطة العسكرية أوقفت موكبنا كان قائد الحرس صدام ويسألوه ضباط الشرطة العسكرية من هذا معك، قال لهم رئيس الوزراء قالوا له لا، واستمروا يتجادلوا معه، أنا شعرت انهم يريدوا ان يفتعلوا مشكلة فأمرت السائق ان يخرج يسير وطلبت السيارة من خلفنا ان تلحق بنا على رغم ان الحركة كانت فيها مغامرة ربما تحصل اطلاق نار لكن ربي اعمائهم وسرنا وبعد خمس دقائق جاءت لهم تعليمات. واضح القصة انهم كانوا يتوقعوا شيء ان ازعل مثل اصحابي واعود إلى عدن لأن الاخوان موجودين في عدن او تحصل مشاجرة بين العسكر وتطلق رصاصة طائشة لكنني فوت عليهم الفرصة بهذه الحركة ربي عماءهم وسرنا ووصلنا إلى المنزل اريد الرئيس اختفى جاءني رئيس هيئة الأركان لا يعرف شيء عن الموضوع ابدا وخرج من عندي متأسف على ما حصل وبخرج من عندي إلا وينزلوا تصريح باسمه اتصلت بصاحب الوكالة قلت له الان رئيس الأركان كان عندي "ايش هذا!!" قالي مش عارف. قلت له اتصل برئيس الأركان، رئيس الأركان لم يقل بهذا التصريح وقال لي رئيس الأركان ابدا لم اعطي بتصريح، حاولت الاتصال بصاحب الوكالة مرة أخرى بصاحب الوكالة لكنه اختفى واخبرت ان يستدعيه من أي مكان وقلت له يا تجيب من الذي قالك بهذا التصريح او تذهب إلى بيتك، قال لي فلان بن فلان من عند الرئيس، عرفت الموضوع، جاءنا تصريح قوي من الاخوان في عدن رد فعل متشنج.. اتصل بي رئيس الوكالة قلت له وينك لما جبتم تصريح باسم رئيس هيئة الأركان، قال منه، قلت له لا من مطهر من عندك بتعليمات من علي الانسي، قال لي المهم الان التلفزيون لديه بيان حار من عدن، قرأته شديد واوقفته واتصلت بالاخوان في عدن واخبرتهم هذه قضيتي سأعالجها بنفسي.
في اليوم الثاني كان معنا اجتماع لجنة الحوار في صنعاء واتخذت قرار ادانة الحادث وطلع البيان بهذا المعنى ووصل البيان إلى للوكالة والتلفزيون والإذاعة.. واتصلوا الوكالة بالرئيس واتصل بي قال لي في "بيان من لجنة الحوار.. قاطعته قلت اسمع البارح اتى بيان من عدن ولأني محسوب على عدن فأوقفته، اليوم هذا البيان ناتج عن القوى الوطنية جميعها بما فيها حزب المؤتمر تريد إيقافه اوقفه، انا لن اوقفه، قال لي لا انت رئيس وزراء، قلت لن اوقفه، قال لي سيثير مشاكل، قلت خلي يثير مشاكل، هو فعلا مشكلة حصلت، قلت الناس ادانوا هذا الحادث انت معاه، قال لا حصل خطأ.. وصدر البيان وكان اقوى لو كان البيان من جانب واحد.. بعدها الاخوة ارتاحوا لأنه جاء باسم الجميع.
وتطور الوضع بهذا الشكل وجئنا في وثيقة العهد، قلنا الوثيقة سيجلب لنا اقليمين شمال وجنوب لأن علي عبدالله صالح كان خائف من ان يقسم الشمال، لكن رفضوا اصحابنا المزايدين وفوتنا الفرصة، وإلا كنا دولة لوحدنا من 94 كنا بنجيب اقليمين، قلنا لهم جيبوا "شمال وجنوب" وستعيدوا الجنوب لأن الجنوب كانت مخطوفة من علي عبدالله صالح بعد الوحدة، ونعمل مباشرة مصالحة وطنية مع القوى الوطنية.
الوضع الان صعب حقيقة علي عبدالله صالح ادخل البلاد كلها في مأزق كثيرة لكن قضية الجنوب أصبحت جلية وواضحة ان الجنوب لا يريد ان يستمر في هذه الوحدة ويريد ان يستعيد تاريخه وهويته ولكنه في نفس الوقت يريد ان يقيم افضل العلاقات مع اشقاءه في الشمال كما هو يقيم نفس افضل العلاقات مع اشقاءه في دول التعاون الخليجي والعالم كله. اعتقد تحدثت في قناة "الحدث" في عام 2011م ان أفضل حل للمنطقة هو العودة إلى الدولتين شمال وجنوب.
*تقرير خاص باليوم الثامن