توقيع ثلاث اتفاقيات..
الحكومة اليمنية تشدّد على «اللامركزية» في العمل الإغاثي
جدّدت الحكومة اليمنية أمس دعوتها إلى اعتماد مبدأ اللامركزية في توزيع المساعدات من قبل المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي، وطالبت المنسقة الأممية الجديدة ليز غراندي بالضغط على ميليشيات الحوثيين لإزالة كل العراقيل أمام الأعمال الإنسانية. وجاءت الدعوة الحكومية في تصريحات رسمية لوزير الإدارة المحلية ورئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح، في سياق الترحيب بوصول المنسقة المقيمة للأمم المتحدة الجديدة غراندي إلى صنعاء، لمباشرة مهمتها الجديدة خلفاً لسلفها جيمي ماكغولدريك. وكانت غراندي التقت أمس في صنعاء أول مسؤول في حكومة الانقلاب الحوثي غير المعترف بها. وقالت مصادر الميليشيات إن وزير خارجيتها هشام شرف، رحب بمنسقة الشؤون الإنسانية أثناء لقائها ووعد «بتقديم كل التسهيلات اللازمة لإنجاح مهمتها».
وطالب فتح المنسقة الأممية «بالعمل مع المنظمات الأممية على تطبيق لامركزية العمل الإغاثي تحقيقاً لعدالة إيصال كل المواد الإغاثية إلى جميع المحافظات، وإنجازاً لمبدأ كفاءة استغلال الأموال المخصصة لليمن، وتحقيق فاعلية الأهداف الإغاثية والإنسانية». وأكد الوزير اليمني «استعداد وتعاون الحكومة ممثلة باللجنة العليا للإغاثة لدعم مهام منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، والتزامها بمبادئ الشفافية والحيادية والمسؤولية في العمل الإغاثي. وقال فتح إن الحكومة حريصة على العمل والتعاون مع كل المانحين والمنظمات على إيصال المساعدات للمحتاجين في كل المحافظات دون استثناءـ تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي».
ودعا الوزير فتح المنسقة الأممية غراندي إلى الضغط على الميليشيات الحوثية لجهة «إزالة كل العوائق التي تضعها الجماعة الانقلابية أمام الوصول الإنساني السريع إلى المحتاجين، وإدانة أي أعمال تحول دون إيصال المساعدات إلى المناطق المستهدفة». وكانت المنسقة الأممية والممثلة المقيمة للأمم المتحدة وصلت إلى صنعاء أول من أمس، وكشفت عن مؤتمر دولي ستنظمه المنظمة الشهر المقبل في جنيف لحشد المزيد من الدعم الإنساني لليمن.
وفي الأثناء، وقعت الحكومة في مدينة عدن أمس، 3 اتفاقيات أساسية مع 3 منظمات دولية فرنسية وأميركيتين، كما ناقشت مع مدير «مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية» التسهيلات الحكومية والإجراءات المتبعة بخصوص توزيع الإمدادات الإنسانية. وأفادت وكالة «سبأ» الرسمية بأن نائب وزير التخطيط نزار باصهيب وقع مع المنظمات الثلاث، ممثلا للحكومة اليمنية، على الاتفاقيات التي تقضي بعمل وتنفيذ مشاريع في عدد من المجالات.
وأولى الاتفاقيات الموقعة كانت مع «منظمة أونديكاب» الفرنسية عبر ممثلها فرنسوا أوليف كيرافيك، وهي تعمل في مجالات تقديم المساعدة للأشخاص المتضررين من النزاعات لا سيما الأكثر ضعفاً، وإعادة التأهيل المتكامل في وقت مبكر من خلال تقديم العلاج الطبيعي والدعم النفسي والاجتماعي، وبناء قدرات الشركاء.
وكانت الاتفاقية الثانية مع منظمة «شركاء اليمن الأميركية» ممثلة بالمدير التنفيذي عبد الحكيم العفيري، وهي تعمل في مجالات الإدارة الحساسة للنزاعات، وبناء القدرات والسلام والحكم الرشيد. وجاءت الاتفاقية الثالثة مع منظمة «يمن إيد» الأميركية والتي يمثلها محمد سمير، وهي تعمل في تنفيذ مشاريع إغاثية في المجالات الطبية والأمن الغذائي والمياه، والتوعية المجتمعية والتدريب، إضافة إلى كونها شريكا مع منظمات محلية لتحقيق التنمية وتمكين المرأة اجتماعياً واقتصاديا ومهنياً.
وفي سياق النشاط الحكومي في مجال العمل الإنساني، ناقش باصهيب أمس في العاصمة المؤقتة عدن، مع مدير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية صالح الذيباني، تنسيق آليات العمل الإغاثي والتسهيلات والإجراءات المعتمدة التي تقدمها الوزارة للمنظمات والهيئات الدولية لتنفيذ برامجها ومشاريعها في مختلف المجالات والقطاعات. وأثنى نائب الوزير اليمني، «على الجهود الكبيرة لمركز الملك سلمان في المجالات الإغاثية والإنسانية والتنموية، التي تساهم في تخفيف معاناة اليمنيين جرّاء الظروف الصعبة المترتبة على الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الانقلابية». وذكرت وكالة «سبأ» أن مدير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أكد خلال لقائه مع باصهيب «مواصلة جهود المركز في تقديم الدعم والمساعدات للمحتاجين والمتضررين بمختلف المجالات للحد من تداعيات الحرب».