البنتاجون اعترف بتسريب معلومات الانزال
اليمن: القاعدة كانت على علم بالعملية الإمريكية
أرجعت تقارير إخبارية أمريكية، السبب وراء فشل أول عملية إنزال عسكري للقوات الخاصة الأمريكية باليمن، في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، إلى احتمال تسريب خبر العملية إلى تنظيم “القاعدة”.
وذكرت التقارير أن العملية التي جري تنفيذها على حي يكلا بمحافظة البيضاء، فجر الأحد 29 يناير 2017، بغرض جمع معلومات لاصطياد قادة بتنظيم القاعدة في اليمن، انتهت بشكل مروع، حيث قُتل أحد أفراد القوات الأمريكية الخاصة، وجرح 6 آخرون؛ ثلاثة من القوات الأمريكية الخاصة وثلاثة من أفراد الجيش الأمريكي المشارك في العملية، فضلا عن حدوث خسائر بشرية بحقق مدنيين وأطفال، بينهم الطفلة أنوار العولقي ابنة القيادي البارز بالتنظيم أنور العولقي (كان يحمل الجنسية الأمريكية) الذي قتل في غارة أمريكية منذ سنوات.
وقالت محطة “آي بي سي” الإخبارية الأمريكية، إنها علمت من مصدر أمريكي مطلع على تفاصيل عملية الإنزال التي تمت فجر الأحد (29 يناير 2017) أنه من الواضح أن مقاتلي تنظيم القاعدة في اليمن كان لديهم علم مسبق بالتوقيت الذي ستتم فيه عملية الإنزال، وأنهم كانوا مستعدين لقتال القوات الأمريكية.
ونقلت المحطة عن المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر قوله، إنه بالرغم من مقتل أحد أفراد الكتيبة السادسة التابعة للقوات الخاصة بالبحرية الأمريكية (SEALs) المشاركة في العملية وجرح ثلاثة منهم، إلا أنهم نجحوا في الحصول على كم كبير من المعلومات حول مخططات تنظيم القاعدة في الخليج العربي.
وأفاد سبايسر أنه من المؤسف أيضًا أن ثلاثة من أفراد الجيش الأمريكي جرحوا أثناء عملية إخلاء طبي فاشلة للجرحى الأمريكيين.
تفاصيل العملية
وأوضحت المحطة أن الطائرات الأمريكية انطلقت من القاعدة الأمريكية في جيبوتي بهدف جمع “معلومات من الممكن أن تكشف الكثير من المخططات الإرهابية المستقبلية التي يطمح التنظيم لتنفيذها”.
وقالت المحطة إن القوات الأمريكية الخاصة استعانت بالطائرة الحربية Marine MIV-22 الموجودة على متن المدمرة الأمريكية USS Makin Island بخليج عدن لتنفيذ تلك العملية.
وقال مصدر مطلع بالبنتاجون للمحطة، إن عددًا من الطائرات بدون طيار المسلحة قامت بتغطية الجنود الأمريكيين الذين تم إنزالهم، إلا أن الجنود الأمريكيين فوجئوا بوابل من الرصاص ينهال عليهم بمجرد نزولهم، إذ إنه من الواضح أن مسلحي تنظيم القاعدة كانوا على علم مسبق بهذه العملية.
وأشار المتحدث باسم البنتاجون الكابتن جيف ديفيس إلى استعانة تنظيم القاعدة ببعض المقاتلات اللاتي أسرعن للوقوف “في أماكن محددة لهم من قبل وكأنهن تم تدريبهن وإعدادهن للقتال والمشاركة في مواجهة القوات الأمريكية”.
وقالت الصحف الأمريكية، إن هذا هو سبب وقوع عدد من الإصابات بين النساء اللاتي كن يقاتلن في صفوف التنظيم خلال العملية التي استمرت ساعتين.
جرائم ضد الإنسانية
وأعرب عدد من الخبراء بالأمن القومي الأمريكي عن خوفهم من أن يقوم تنظيم القاعدة باستغلال مقتل الطفلة الأمريكية “أنوار” (8 أعوام)، ابنة القيادي في تنظيم القاعدة باليمن أنور العولقي الذي قتل هو الآخر خلال غارة شنتها طائرة أمريكية بدون طيار قبل سنوات.
ونقلت محطة “إن بي سي” عن جد الفتاة ناصر العولقي، وهو وزير الزراعة السابق، قوله: “لقد كانت حفيدتي في زيارة لوالدتها وكانت جالسة معها في المنزل عند وقوع الهجوم، إلا أن رصاصة اخترقت رقبتها في تمام الساعة 2:30 صباحًا. لقد قتل أطفال آخرون كانوا داخل المنزل أيضًا”.
وتابع جد الفتاة حديثه قائلا، لقد دخلت القوات الأمريكية “بيت آخر وقتلوا جميع من كانوا بداخله بما في ذلك النساء. وحرقوا المنزل. لقد كان لديهم اعتقاد أن هناك امرأة سعودية من الموالين لتنظيم القاعدة داخله، ولكن كل ما نعلمه عنها أنها كانت تعمل مدرسة للأطفال”.