بعد خروج المحافظة من دائرة الحرب والإرهاب

التعليم الفني قاطرة التنمية الشاملة بحضرموت

يشكل التعليم الفني والتدريب المهني في حضرموت أهمية كبيرة في خدمة التنمية الشاملة

علي بن يحيى (المكلا)

تتميز حضرموت بأن دخولها تحت مظلة الشرعية أنهى فزاعة القاعدة، وكشف تحالفها مع الميليشيات الانقلابية التي طردتها قوات التحالف من حضرموت وعاصمتها المكلا، لتستأنف المرافق الحكومية والاستراتيجية أعمالها بعد عام من الركود والخوف واللعب بأسعار الوقود وقوت الناس، لتبدأ حضرموت مسيرة تطبيع الحياة وإعادة الأمل لليمنيين، ووضع أبناء المحافظة البناء وإعادة الإعمار هدفاً لتعويض ما أهدره الانقلاب الحوثي وإرهاب القاعدة، وكانت اللبنة الأولى في مسيرة إعادة الإعمار هي تنمية العنصر البشري وتهيئة أبناء حضرموت للدخول في سباق مع الزمن بعد سنين طوال من فساد المخلوع صالح والحروب واستنزاف الموارد التي أهدرها المتمردون.

ويشكل التعليم الفني والتدريب المهني في حضرموت أهمية كبيرة في خدمة التنمية الشاملة، ويظهر ذلك بوضوح من خلال الاهتمام بتأهيل وتدريب العنصر البشري الذي يشكّل العنصر الرئيسي لتحقيق التنمية في أي بلد في ظل ظروف اقتصادية صعبة وإمكانات تشغيلية وتدريبية محدودة.


تقول ليلى الشعيبي، المدير العام لمكتب وزارة التعليم الفني والتدريب المهني بحضرموت إن التعليم الفني والتدريب المهني يهدف إلى إعداد القوى العاملة المؤهلة علمياً وفنياً وتقنياً، للمساهمة في تحقيق التنمية، ويضم المكتب الفني أربعة معاهد مهنية وتقنية هي: المعهد المهني الصناعي بمنطقة خلف، المعهد التقني الصناعي بمنطقة دار الضيافة، المعهد التقني التجاري بمنطقة فوة، المعهد المهني الصناعي بمنطقة جول مسحة، وجميعها تقع في عاصمة حضرموت المكلا، تشمل هذه المعاهد عدد كبير من التخصصات.
وأكدت ضرورة ربط التدريب المهني باحتياجات سوق العمل، خاصة أن مصانع القطاع العام والخاص والمختلط تطالب بتوسيع عملية التأهيل في المعاهد المهنية والتقنية بحيث تلبي المعارف والمهارات التي يتلقاها المتدرب باحتياجات سوق العمل بشكل عام، وغرس مبادئ الانضباط في العمل ومراعاة قواعد السلامة المهنية والأمن الصناعي ويؤدي ذلك إلى تحسين وزيادة فرص المتدربين في الحصول على عمل، وبالتالي فإن التعليم الفني والتدريب المهني بإمكانه أن يحسن المؤهلات لقطاع الإنتاج والخدمات الزراعية والسمكية والسياحة وغيرها.

تلبية احتياجات السوق

تضيف ليلى الشعيبي، أن مكتب وزارة التعليم الفني والتدريب المهني بساحل حضرموت وضع أمامه أهدافاً واضحة يرغب من خلالها لتحقيق ما يهدف إليه التدريس بالمعاهد، وهي تدريب الطلاب وتأهيلهم علمياً وعملياً على أسس ومعارف تكنولوجيا حديثة لتخريج كوادر مهنية وفنية تلبي احتياجات سوق العمل على المستوى المحلي والخارجي، موضحة أن إعداد الطلاب يتم للقيام بالمهام التالية: الإلمام بالجوانب النظرية والتطبيقية والقدر الكافي من الثقافة والمعرفة اللازمة لأداء المهام المهنية والفنية، وأن يكون الطالب قادراً على إدارة الأجهزة والمعدات وصيانتها، بالإضافة إلى استخدام أجهزة القياس والضبط والمعايير واستخلاص النتائج وتحليلها، والإلمام بقواعد الصحة والسلامة المهنية واستخدام وسائلها، وتنمية حب العمل واحترام ذوي المهن وتقدير دورهم في النهوض بالمجتمع، والقدرة على مسك الدفاتر والسجلات وإجراء العمليات الحسابية المختلفة، وقد بلغ عدد الخريجين خلال الخمس السنوات الأخيرة من معاهد مكتب وزارة التعليم الفني والمهني بحضرموت 7661 طالباً وطالبة.

إقبال الطلاب

وتقول إن العاملين في مكتب التعليم الفني يلمسون إقبالا كبيراً من الطلاب على الدراسة، ولكن ذلك أدى لمشكلة وهي عدم القدرة على استيعاب هذا الإقبال المتزايد للطلاب والطالبات في المعاهد كل عام، بسبب محدودية المقاعد الدراسية، كما أن بعض التجهيزات والمعدات اللازمة للتدريب قديمة وتحتاج للتحديث، ولا يخفى على أحد قلة الاعتماد المالي لتغذية طلاب السكن الداخلي، كما أن زيادة عدد الطلاب أدت إلى مشكلة في تسكين الطلاب القادمين من خارج مدينة المكلا في السكن الداخلي، وللتغلب على هذه المشكلات تم إعطاء صلاحيات كاملة لمكتب وزارة التعليم الفني والتدريب المهني بمحافظة حضرموت الساحل، لوضع خطط تطويرية للتعليم الفني، وخاصة أنه لدينا كوادر مؤهله ومدربه، واستحداث قاعات دراسية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة والطالبات المتقدمين.
إنجازات

يقول الصحفي محمد سعيد الحامدي، مدير دائرة الإعلام بمكتب التعليم الفني والتدريب المهني بحضرموت إن من أهم الإنجازات التي تم تحقيقها في مجال التعليم الفني تدشين المعهد المهني الصناعي بمنطقة جول مسحه بدعم من قبل السلطة المحلية بالمحافظة، وجهود ذاتية من مكتب وزارة التعليم الفني بالمحافظة رغم الظروف الصعبة جداً التي يعانيها، وفتح تخصصات جديدة بالمعهد التقني الصناعي مثل صيانة السيارات ونجارة أثاث، كما نجح المكتب بجهود ذاتية في فتح المجال لتعليم للمعاقين «الصم والبكم»، وتجهيز معمل حاسوب خاص لهم بكل المستلزمات.

أجمع طلاب من المعهد المهني على أهميته في صقل خبراتهم والمنافسة على خلق فرص عمل بعد تخرجهم، يقول الطالب أحمد صالح، إنه حاصل على شهادة دبلوم التدريب المهني، واكتسب من خلال دراسته مجموعة من المهارات تتعلق بجزء متكامل من المهنة من الناحيتين النظرية والعملية جعلته يتخلص من البطالة ويفتح محلاً خاصاً به في مجال الميكانيك.

ويتمنى الطالب زكريا أحمد، استكمال دراسته في المعهد التقني الصناعي، وفترة الدراسة فيه عامين، ويشمل تخصصات كهرباء عامة وتبريد وتكييف وتحكم إلكتروني صناعي وتشغيل وحدات نفط وغاز وبرمجيات حاسوب وصيانة سيارات، ليحصل على وظيفة يساهم من خلالها في إعمار حضرموت وبناء الوطن الذي عانى كثيرا على يد المخلوع صالح والميليشيات.