نداء استغاثة لمحافظ العاصمة عدن
حلقة نقاشية عن معالم عدن الأثرية والتاريخية
معالم عدن الأثرية والتاريخية تستغيث..كان هذا عنوان حلقة النقاش الذي نظمها مركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية والنشر بالتعاون مع قسم التاريخ بكلية التربية –جامعة عدن، صباح اليوم الخميس الموافق 9 فبراير 2017م، في قاعة الشاعر سليمان العيسَى، وحضرها أساتذة ومثقفون وإعلاميون وطلاب الدراسات في أقسام التاريخ والمسؤلون عن الأثار والمتاحف في محافظات عدن ولحج وأبين بحضور مدير المركز د.محمود السالمي ومدراء الدوائر.
وفي البدء القى أ.د.محمد بن هاوي باوزير مدير دائرة الندوات والمؤتمرات بالمركز كلمة باسم المركز رحب فيها بالحضور ، وأشار إلى أهمية انعقاد هذه الحلقة النقاشية الجادة، التي جاءت في هذا الظرف الهام للوقوف ضد تتزيف وتدمير هوية عدن ومعالمها التاريخية والحفاظ على مدنيتها وتاريخها وتراثها المتنوع من العبث والاهمال الذي يطالها بقصد أو بغير قصد.
ثم استمع الحاضرون إلى مداخلات المشاركين بدأها د.أحمد باطايع بمداخلة تعرض فيها لآثار عدن القديمة والأعمال الاستكشافية التي تمت في مختلف المراحل، وأوضح المخاطر التي تعرضت وتتعرض لها بعض المواقع الأثرية إما بدون وعي من قبل المواطنين أو تحويلها إلى مساحات للاعمال الانشائية والبناء أو استصلاحها للزراعة.
أما د.أحمد صالح رابضة فاستعرض في مداخلته مساجد عدن ومدارسها وما تعرضت له من طمس لمعالمها التاريخية وهدم الكثير منها وبناء مساجد جديدة لا تمت بصلة إلى ما تم تهديمه، وضرب مثالاً بمسجد أبان الذي يعود إلى القرن الأول الهجري ، إذ هُدم وبُني بنمط مغاير وكُتب عليه افتتح هذا الجامع عام 1997م، وكأن هذا المسجد الأثري لم يكن له تاريخ عريق يعود إلى القرن الأول للاسلام، ومثل ذلك ما تتعرض له بقية المساجد وقلعة صيرة والصهاريج من إهمال.
أما د.اسمهان العلس فتناولت معالم وآثار كريتر كمحمية تاريخية ، ونبهت إلى المخاطر التي تجتاح كثيراً من معالمها ومواقعها الأثرية والتاريخية بفعل عشوائية البناء حول هذه المعالم أو صرف بعضها لبناء مساكن أو محلات تجارية حتى طال الخطر قلعة صيرة المحاصرة بأعمال النحت والحفر وتحويلها إلى مساحات للبناء في بطن الجبل، وكذا هدم جزء من مبنى المتحف الحربي وسرقت حجارته وسياراته وبعض مقتنياته في ظل السلطة الحالية.
أثرى الحاضرون المداخلات بالمناقشات التي انطلقت من حرص الجميع على الاستجابة لاستغاثة معالم وآثار عدن وقدموا تصورات بالمخارج والتوصيات التي سيتم إعادة صياغتها ونشرها لاحقا وإيصالها إلى الجهات الحكومية الرسمية والمنظمات المدنية المحلية والدولية المعنية بحماية هذه المعالم التي تشكل جزءا من التراث الإنساني لمدينة عدن العريقة.
وقد توجه الحاضرون من على هذا المنبر بنداء باسم مركز عدن للدراسات والبحوث التتريخية والنشر ومن خلال حلقته النقاشية بالتعاون مع أقسام التاريخ والآثار بجامعة عدن بمناشدة الأخ عيدروس الزبيدي محافظ العاصمة عدن ومدراء مديريات المحافظة وكل الجهات المعنية والأهالي بالحفاظ على هذا التراث الثقافي التاريخي لعدن واتخاذ الاجراءات المناسبة لمنع العبث والاهمال والتدمير لهذه الثروة الثرية والتاريخية وإيلاء عناية خاصة بالتوصيات التي سيقوم مركز عدن برفعها للجهات المختصة في العاصمة عدن.
الجدير بالذكر أن هذه الحلقة النقاشية تأتي ضمن خطة مركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية والنشر الذي أشهر قبل اسبوعين وفي ظل ازدياد ظاهرة العبث والاهمال بثروة عدن الأثرية والتاريخية التي يجب أن تحظى باهتمام رسمي وشعبي للحفاظ عليها وحمايتها وترميمها وفتحها للزوار لتظل ذاكرة تاريخية تربط الأجيال بماضيهم الحضاري ومواقع جذب سياحي للمواطنين وللأجانب.