فرصة للبقاء..

صحفيو اليمن.. جرس حياة يسعى الحوثي لإسكاته

مليشيات الحوثي

العين (أبوظبي)

في الوقت الذي يحتفل فيه الصحفيون حول العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، يخوض زملاؤهم في اليمن جولة أخرى من الصراع بحثاً عن فرصة جديدة للبقاء على قيد الحياة، في ظل الانقلاب الحوثي الحاصل.

3 مايو/ آيار من كل عام، هو يوم فيه من الرمزية الكثير، غير أنه في اليمن ينساب مع عقارب الساعة، ضمن أحداث دامية تتشابه وتختلف في آن. فهناك يخوض الصحفي معركة من نوع آخر.. وهي البقاء، أمام سياسة البطش الحوثية التي تفتك بالبشر والحجر في هذا البلد.

وهناك، عادة ما يجد الصحفي نفسه مجبراً على الدخول في معارك يومية غير متكافئة مع موت صنع له الحوثي ألف طريق، فتراه ينجو من قذيفة فتصطاده رصاصة قناص انقلابي، وحينما يخطئه لغم متوحش، يجد نفسه وجهاً لوجه مع الجوع والأوبئة وقد كشرا أنيابهما لنهشه بلا هوادة.

مأساة يومية يواجهها صحفيو اليمن منذ الانقلاب الحوثي على السلطة قبل أكثر من 3 أعوام، وظروف عمل شديدة الخطورة ، صُنفت أنها "الأسوأ" في تاريخ الصحافة اليمنية عبر التاريخ.

نبيل الأسيدي، المسؤول في نقابة الصحفيين اليمنيين، قال إن 26 صحفياً قدموا أرواحهم ثمنا للحقيقة، خلال سنوات الحرب التي أشعلها المتمردون الحوثيون.

في الأثناء، لا تزال معاناة 13 صحفيا مستمرة إثر  اختطافهم على أيدي الجماعات الإرهابية، 12 منهم لدى ميليشيات الحوثي، وصحفي واحد اختطفه تنظيم «القاعدة» في حضرموت.

وفي تصريح لـ«العين الإخبارية»، أشاد الأسيدي بكفاح الصحفيين اليمنيين من أجل نيل حريتهم وصون الحريات العامة ببلادهم.

وطالب الأسيدي، في الآن نفسه، بإيقاف كافة الانتهاكات وحملات الملاحقة والتحريض على وسائل الإعلام والعاملين فيها، وإطلاق سراح جميع الصحفيين المعتقلين لدى جماعة الحوثي.

واعتبر الأسيدي أنه من المهم جداً أن تمارس المنظمات الدولية والأطراف الفاعلة ضغوطاً حقيقية لتبني قضايا الصحافة والصحفيين في اليمن.

كما رأى أيضا أنه من الضروري أن تعمل جميع تلك الجهات على إدراج قضايا الصحفيين ضمن التزامات كافة الأطراف في المشاورات والمسارات السياسة، والعمل على إصدار قرارات تضمن حماية الصحافيين اليمنيين وصون حقوقهم .

إغلاق وحجب 

مليشيات الحوثي أغلقت، منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014، معظم وسائل الإعلام اليمنية، في حين تعرضت عشرات المواقع الإخبارية الإلكترونية للحجب، في محاولة للتضييق وفرض وصايتها على الإعلام اليمني بمختلف أشكاله ومسمياته.

ويعاني الصحفيون في اليمن ظروفاً اقتصادية صعبة نتيجة إغلاق وسائل الإعلام التي ينتسبون إليها، وفقدان المئات منهم لأعمالهم، فضلاً عن حملات الترهيب والملاحقة التي يتعرضون لها، خاصة في المناطق التي ماتزال تحت قبضة الحوثيين.

ومؤخراً ، طالبت نقابة الصحفيين اليمنيين، السلطات الشرعية بإيجاد حلول سريعة وعملية، لاستعادة حقوق العاملين في وسائل الإعلام المختلفة.

وجددت النقابة، في بيان صدر الخميس، دعوتها للمنظمات الدولية المعنية للوقوف إلى جانب الصحفيين اليمنيين في أزمة يقدمون فيها تضحيات كبيرة بأرواحهم ومعيشتهم وحقوقهم الأساسية في الحياة.

ووثقت النقابة نحو 300 انتهاك بحق الصحافة والصحفيين في 2017، منها 3 حالات قتل لصحفيين ومصورين في تعز برصاص مليشيات الانقلاب الحوثية.

وقالت في تقرير سابق لها، إن الانتهاكات تنوعت بين الاختطافات والاعتقالات وحجب المواقع الالكترونية وحالات اعتداء جسدي، إضافة لحملات التهديد والتحريض .

شل الإنترنت

علاوة على سلسلة الانتهاكات التي طالت الصحفيين من قبل سلطات الانقلاب، كان حرمانهم من الحصول على المعلومة هو أشد أنواع القمع بالنسبة لهم.

نقابة الصحفيين، عبّرت في بيانها الأخير، عن رفضها لإبطاء الانترنت، وفرض رقابة شديدة عليه وحجب المواقع الإلكترونية، إضافة لاستمرار سياسة التضييق على حق الحصول على المعلومات، وفرض وصاية على الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي.