تحقيق في تمويلها
كيف اخترق الإخوان "هيومان رايتس ووتش"؟
في الوقت الذي يتزايد فيه عدد الدول التي تضع جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب وتحظر أنشطتها، لم تتوان منظمة "هيومان رايتس ووتش" بإصدار بيان يحتوي تحذيرات عدة موجهة للبيت الأبيض وإدارة الرئيس الأمريكي الجديد من خطوة حظر الجماعة في الولايات المتحدة.
موقف أثار علامات التعجب صوب تلك المنظمة الحقوقية الدولية التي دأبت في الآونة الأخيرة الخروج عن نطاق اهتماماتها الأصلية بحقوق الإنسان وتركز اهتماماتها على الدخول في قضايا سياسية بحتة، كما أنه لم يكن الموقف الأول أيضا الذي تدعم فيه جماعة الإخوان الإرهابية.
إخوان في صفوف هيومان
يقول توحيد مجدي، الكاتب المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، إن "هيومان رايتس ووتش" المعنية في الأساس بحقوق الإنسان حول العالم، تربطها علاقة وثيقة بجماعة الإخوان الإرهابية، بل إن معظم أعضائها والعاملين بها أمريكيون ينتمون للحزب الديمقراطي المعروف بتحيزه للجماعة الإرهابية، وهو ما يفسر بيان التحذير الذي أصدرته المؤسسة للبيت الأبيض الذي يعتزم حظر الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار، في تصريح لـ"العين"، إلى أن البيانات السياسية التي تصدر عن المؤسسة أفقدتها موضوعيتها إلى أبعد مدى.
من جانبه، يؤكد سامح عيد، الباحث المتخصص في الحركات الإرهابية، إن عددا لا بأس به من الإخوان يعملون في صفوف منظمة هيومان رايتس ووتش كباحثين أكاديميين، ومن الوارد جدا أن يظهر تأثيرهم في بياناتها، خاصة ما كان على شاكلة البيان الأخير المدافع عن الجماعة ضد البيت الأبيض.
وفي تصريح لـ"العين"، أكد أن اتجاه المنظمة شبيه بقناعات جهاز الاستخبارات الأمريكي، على رأسها أن الولايات المتحدة الأمريكية سيلاحقها الخطر إذا ما نفذت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب تهديدها بحظر الإخوان؛ فالجماعة الإرهابية في هذه الحالة ستتجه لتنفيذ الإرهاب داخل الولايات المتحدة أيضا.
تحقيق في تمويلها
داليا زيادة، مديرة حملة "راقب هيومان رايتس ووتش" ورئيس المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة، لم تستبعد أن تكون جماعة الإخوان الإرهابية والدول الداعمة لها تمول منظمة هيومان رايتس ووتش، وهو ما يحقق فيه الآن مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وأكدت أن هذه الخطوة جاءت بناءً على محاولات حملة راقب هيومان مع واشنطن لسحب الثقة من المنظمة التي ثبت دعمها للإخوان الإرهابية على طول الخط.
وأوضحت "زيادة"، في تصريح خاص لـ"العين"، أن منظمة هيومان رايتس ووتش اعتادت الدفاع عن الإخوان إلا أنها المرة الأولى التي تنحاز لهم بهذه الفجاجة- وفقا لوصفها.
وأشارت إلى أن المنظمة كانت في السابق تدافع عن الإخوان من منطلق نظرتها إلى الجماعة "كمعارضة سياسية" وتتغاضى عن أعمال العنف التي مارسوها وإراقتهم للدماء وجرائمهم الثابتة، ومنذ ذلك الوقت تحولت هيومان رايتس وتش لمنظمة تدعم جماعة إرهابية، واليوم عندما قررت إدارة ترامب حظر الجماعة أصدرت المنظمة تحذيراتها للبيت الأبيض، وهو ما يؤكد أنها منظمة ترعى الإرهاب حول العالم، فهي لا تخالف التوجه السياسي المصري أو العربي فقط؛ حيث إن دولا كثيرة حول العالم حظرت الإخوان في مقدمتها ألمانيا وروسيا.
"نص البيان.. هيومان رايتس ترعى الإرهاب"
مقاطع عديدة في البيان الأخير الصادر عن منظمة هيومان رايتس ووتش تحوي دفاعا واضحا وصريحا عن جماعة الإخوان الإرهابية، منها التالي المنسوب إلى لورا بيتر، كبيرة مستشاري الأمن القومي الأمريكي في منظمة هيومان رابيتس ووتش، قولها:
- "تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية سيقود إلى مساواتها بالجماعات المتطرفة مثل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، كما أنّه سينزع الشرعية عن أنشطتها القانونية".
- إذا ما حدث وصنفت الولايات المتحدة حركة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية أجنبية"، سيواجه، ليس أعضاؤها فحسب، ولكن أي شخص آخر داخل أمريكا أو خارجها، مخاطر الترحيل من الولايات المتحدة إذا كان أجنبيا، كما سيتم تجميد الأصول المملوكة له".